في ظرف أقل من عشر سنوات، استطاع سباق 10 كلم الدولي بالدار البيضاء أن يتحول من مبادرة محلية مرافقة لماراثون المدينة إلى موعد عالمي مرجعي في سباقات الطرق على مستوى القارة الإفريقية. فمنذ انطلاقه سنة 2017، عرف السباق تطورًا متواصلًا جعله اليوم واجهة مشرفة للرياضة المغربية وحافزًا لإشعاع العاصمة الاقتصادية عالميًا.
انطلقت أول دورة بمشاركة أزيد من 1100 عدّاء وعدّاءة، قبل أن يتضاعف العدد تدريجيًا ليصل في النسخة ما قبل الأخيرة إلى أكثر من 8,000 مشارك، في دلالة واضحة على الإقبال الجماهيري والاحترافي الكبير الذي يحظى به السباق.
أما نسخة 2025 التي نظمتها WeCasablanca، فقد شكّلت منعطفًا تاريخيًا بفضل تنظيمها المستقل لأول مرة خارج إطار ماراثون الدار البيضاء الدولي، ونجاحها في استقطاب نخبة من العدّائين العالميين الذين رفعوا من سقف المنافسة والأداء. وقد تمكن أربعة عدّائين مغاربة فقط من دخول قائمة العشرة الأوائل، في مواجهة أسماء بارزة من إفريقيا وأوروبا.
وسجّلت النسخة الحالية أرقامًا قياسية غير مسبوقة على الصعيد الإفريقي، حيث شهد السباق لأول مرة تحقيق زمن أقل من 28 دقيقة في سباق 10 كيلومترات، فيما كسرت أكثر من عشر عدّاءات حاجز 34 دقيقة في فئة السيدات. كما حققت العدّاءة المغربية كلثوم بوعسرية إنجازًا وطنياً بارزًا بتحطيم الرقم القياسي لفئة الماستر بزمن 35 دقيقة، لتحتل المرتبة الخامسة عالميًا ضمن فئتها.
وبفضل هذا الزخم الرياضي، ترسّخ السباق كـمنصة للتميّز والإشعاع المغربي، يجمع بين الأداء التقني العالي، وروح المشاركة المجتمعية، والانفتاح على العالم. كما يعكس هذا النجاح استراتيجية الدار البيضاء في تعزيز مكانتها كمدينة رياضية حضرية نابضة بالحياة، تجمع بين الشغف، والتنظيم، والمواطنة الفاعلة.
ويُنتظر أن تُقام النسخة المقبلة من سباق 10 كلم الدولي WeCasablanca يوم الأحد 17 ماي 2026، في أجواء احتفالية ورياضية مميزة. وسيوفر المسار الحضري الديناميكي فرصة للمشاركين لاكتشاف المدينة من منظور جديد يجمع بين متعة الجري وروحها النابضة بالحياة.
بفضل هذا المسار الحافل بالنجاحات، يرسّخ سباق 10 كلم الدولي بالدار البيضاء مكانته كـواجهة رياضية عالمية تعكس صورة المغرب المتجددة، وتؤكد أن الرياضة أضحت رافعة أساسية للجاذبية والتماسك والإشعاع في العاصمة الاقتصادية.