لقد اجبت على السؤال الذي طرح علي بإلحاح عن الأعمال الرمضانية التي أثارت انتباهي و اعجابي، فأعطيت رأيي” المتفائل و الموضوعي” تجاه اداء الزملاء و الاصدقاء المحترم الذي استوقفني و هم يقدمون ما “قسم الله” في هذه الصناعة الصعبة، و لكن هل شاهدت كل هذه الأعمال ، لا بالتأكيد و لا املك الوقت أو الصبر لذلك، لكن كان من الضروري أن آخد فكرة عن الأعمال المستفيدة من الدعم لأستريح و اهدأ . الان بإمكاني ان اعود لسؤالي الذي يؤرقني ، و هو :
من سيحميني؟ من سيحمي المهنة ؟ و من سيحمي ممارس المهنة الذي درس و كد و اجتهد و رهن حياته و ماضيه و حاضره و أحلامه و آماله من اجل مهنة أصبحت مهنة الجميع دون حسيب و لا رقيب ؟
من سيحمي الممثل المكون أكاديميا و الذي يعيش على مداخيل هذه المهنة التي رهن حياته لها فاختار أن يدرسها و يتمكن من آلياتها و ميكانيزماتها ليزاولها باحترافية و احترام و تهيب كما يزاول الطبيب و المهندس و المحامي و النجار مهنهم المحترمة، من سيحمي هذا الممثل المحترف من الاجتياح العشوائي غير المقنن لما يسمونهم مؤثرون أو انستغراميون أو مغنون أو كائنات باستدارات سخية اعيد صنعها و تشكيلها و تدويرها و وضعها في واجهة عرض تثير شهية المضاربين، من سيحمي الممثل الحقيقي من الكائنات الوصولية التي تمارس مهنا أخرى “حقيقية” كما يقولون و يأتون ليزاحموا الممثل في شغفه و لقمة عيشه فيقبلون بأبخس الأجور فقط من أجل الظهور، فيخربون في طريقهم مهنة بأسرها.
من سيحمي الممثل الغائب أو المغيب المحترم الانوف من أنانية و احتكار زملاء له لكل الفرص ، فتجدهم يمثلون في البر و البحر و الارض و السماء وحتى الفضاء و بأي اجر كان، فتجدهم في المسلسلات و الاعلانات و برامج التقديم و المسابقات و نشرة الأخبار. من يسقف و ينظم هذه الفوضى و هذا الاختلال في التوزيع؟
من يحمي الممثل المحترف من الابتزاز و الاتجار في انفته و خجله و تعففه فلا يتم استغلاله من طرف منفذ انتاج أو من طرف سمسار ادوار ؟
من يحمي الممثل من العشوائية و الفوضى في توزيع الأدوار و اختيار الممثلين دون مراعاة للسن أو دون احترام شروط توافقه مع الدور؟
من يحميني انا الممثل المحترف و الممارس لهذه المهنة التي اعشقها و اخترتها طوعا و حبا كمهنة وحيدة ، محترمة و حقيقية و ليست احتياطا أو تسلية أو سد خانة، من يحميني انا الممثل المحترم من الاحتراق بصمت حتى التفحم و النفق كمدا و حزنا و أنفة لعينة ؟
(أنا لا أتحدث بشخصي، بل باسم كل ممارس لهذه المهنة من جيلي أو الأجيال التي سبقتني أو ستأتي بعدي..امكن باراكا من السكات )
وكانت عكرود قد عبرت عن إعجابها بمسلسل ” كاينة ظروف” وسيت كوم ” خو خواتاتو”عبر منشور آخر .