عرضت مسرحية “تخرشيش” يوم 7 شتنبر بالمركز الثقافي الحاجب، من إخراج الفنانة “مريم الزعيمي، ومن تقديم جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بفاس، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وفي إطار توطين فرقة المسرحيين المتحدين بالمركز الثقافي الحاجب.
أثار مشهد من المسرحية انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، جدلا كبيرا حيث وصف المشهد بأنه جرئ ويتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء، نساء من المغرب تواصلت مع الدكتور محمد العلمي المدير الفني لفرقة المسرحيين المتحدين، والذي أوضح بان :”المشهد الذي أثار الجدل من مسرحية “تخرشيش” يُظهر لحظة وعي حاسمة: الأخت الكبرى تحاول أن تفتح عيني أختها الصغرى لتفهم أن ما يفعله والدهما معهما ليس حبًّا ولا عاطفة كما أوهمهما، بل هو اغتصاب وعنف جنسي. هذه المواجه الدرامية ليست غاية في حد ذاتها، بل خطوة لكشف الحقيقة وكسر الصمت الذي يحيط بمثل هذه الجرائم المتفشية في محتمعنا كجريمة عين عودة حيث أنجبت سيدة ستة أبناء من والدها”.
واضاف المدير الفني للفرقة قائلا:”عادة لا يُسمح بالتصوير بالفلاش أو تصوير المسرحية كاملة لكن لا بأس نسمح بالتقاط صور وفيديوهات قصيرة، بالنسبة للفيديو المستقطع من مسرحية “تخرشيش” قام بتصوير الفنان كريم النوري وهو ممثل وكوريغراف وهو من قام بتصميم الحركة في المسرحية، صور المشهد ليوثق جزء من عمله كمصمم حركة و يحتفظ به، وشاركه مع أصدقائه على إنستغرام، لكن الفيديو انتشر بسرعة فائقة بين صفحات الفايسبوك منهم من فهم أن الفيديو مقتطف من مشهد مسرحي ومنهم من ذهب للقول بأن الحركات والإيماءات التي يقوم بها الممثلين فيها خدش وانعدام أخلاق، لكنني أقول أن المسرح هو “مرآة المجتمع ” خاصة وأن قضايا الاغتصاب و التحرش الجنسي أصبحت متداولة بشكل يومي عبر الجرائد ،والموافع الإخبارية وبالطبع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و لعل واقعة عين عودة خير دليل، وكذلك واقعة الطفل الذي تم اغتصابه من طرف 14 شخص، و غيرها من الوقائع، وهنا أود أن أؤكد أن المشهد ليس فيه خدش ولا أي شيء كما سبق و ذكرت خاصة و أن الأخت الكبرى تشرح لأختها أن هذه الحركات غير مسموح لأي أحد أن يقوم بها معك لأنها تصنف كحركات مرتبطة بالتحرش الجنسي، خاصة وأن المسرحية تتحدث عن زنا المحارم، وتشرح في إطارها الاخت الكبرى للصغرى خطورة ما يفعله والدهما الذي كان يمارس معها الجنس ويتحرش بها، وأنا أدعو من ينتقدون المسرحية إلى مشاهدتها بالكامل قبل إصدار الحكم عليها، وهنا أوضح أن هناك برنامج عروض مرتقب في الأيام المقبلة في مدن الرباط و الدار البيضاء، وبعدها بباقي الأقاليم المغربية”.
يذكر أن مسرحية تخرشيش تتناول موضوعًا شديد الحساسية يتمثل في العنف الجنسي وزنا المحارم باعتباره من الطابوهات المسكوت عنها داخل المجتمع، تدور أحداثها في فضاء مغلق وسط الغابة، حيث يعيش أب قاسٍ مع ابنتيه في عزلة تامة، ويمارس عليهن سلطة قهرية قائمة على العنف والتلاعب النفسي، مستدرجًا إياهما عبر وسائل مختلفة كالموسيقى والأقراص المخدرة. يظهر موظف من المياه والغابات ليكشف سر العائلة، فتتصاعد الأحداث وصولًا إلى لحظة تمرّد الفتاتين على أبيهما في صرخة رمزية للتحرر والبحث عن الخلاص..
المسرحية، تمزج بين الواقعية القاسية والرمزية الجسدية في إطار جمالي ينتمي إلى مسرح القسوة، حيث توظَّف السينوغرافيا (الغابة، الأكواخ المهترئة، الأصوات الموحشة) كأداة تعبيرية تكثف المأساة وتضع .المشاهد في مواجهة مباشرة مع الألم الإنساني.
مسرحية “تخرشيش” دراماتورجيا وإخراج مريم الزعيمي، تأليف ومساعد المخرج عبد الفتاح عشيق، مسرحية “تخرشيش” سينوغرافيا وملابس أسماء هموش، تصميم الكوريغرافيا كريم النوري، تأليف الموسيقى ياسر الترجماني، تصميم وتنفيذ الإضاءة عبد الرزاق آيت باها، الإدارة الفنية محمد العلمي، إدارة الإنتاج أمين المربطي، تصميم الكرافيزم رضا التسولي، الإدارة التقنية رشيد حياني، التوثيق والإعلام عبد الرحمان العلمي تقني الديكور محمد الشاح، المحافظة العامة حنان مگزاري، تنفيذ الملابس فاطمة حموشة، تنفيذ الديكور طارق القرقوحي وبدر العباسي.