ونحن في قلب السياق العالمي المرتبط بأزمة كوفيد، وتأثيرها على السير العام للحياة الاجتماعية والاقتصادية والمالية والصحية، استأثر تدبير المغرب للأزمة باهتمام الخارج، حيث استراتيجيات التحكم في الوباء أبعدت الحديث الدولي عنه من دائرة التصنيف القديم دول العالم الثالث، ودولة الشمال الافريقي التابعة لدول المحور والقوى العظمى، استنفاره لكل المجهودات والمتدخلين بتركيز على تنظيم إدارته لمستجدات الوباء، حوله إلى نموذج للتحكم في الطارئ الذي خلخل موازين الدول الكبرى كإيطاليا التي أبانت عن عجز متقدم، عرى مفاصل وهم القوة على الأقل صحيا. هذا النموذج الافريقي كان يسابق الزمن بإيقاع سريع ومنظم وتكتيتكي: إغلاق الحدود، الدعم المالي للأسر المعوزة، نشر المعلومة المتعلقة بالإصابات للمواطن بشكل يومي مع توصيات بطرق الوقاية، تجنيد «جنود» الوباء من الجسم الطبي والسلطات والمساعدين الاجتماعيين والإداريين، إطلاق صندوق كوفيد للتبرع من أجل تغطية احتياجات الظرفية، مستشفيات ميدانية بأحدث التجهيزات والموارد الطبية الكافية للسطرة على الوباء، تغطية لكل المناطق بتجهيزات العلاج والعزل للمصابين.. المبادرة بشراء التلقيح مباشرة بعد تصنيعه دون التخلف عن التواجد في قائمة الدول المتسابقة عليه، التطعيم المجاني للمواطنين باللقاح وتنظيم العملية بمؤهلات كبيرة تعتمد على الرقمنة..، معطيات فرضت جاذبية المغرب والمغاربة في الخارج وحتى في الداخل، حيث الثقة في كفاءتنا من أجل الإنقاذ غيرت الصورة النمطية عن الصحة في بلدنا في ارتباطها بالمستشفى والطبيب والعلاج والدواء والمعدات وغياب الشعور بالمسؤولية كما هو مشاع. هذا التحول في مستوى الكفاءة كان يقدم بأكثر الصور إنصافا للبلد ولشعب دخل غمار ما تفرضه الأزمة من تدبير لحاجياتها بما في ذلك صناعة الأقنعة. صناعة تم التوجه إليها بقوة الحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الوطني منها، بل وتوجيهها نحو التصدير أيضا، وكانت دول الجوار الأوربي الأسرع لطلب أقنعتها من مصانع النسيج المغربي التي باتت تحمل في منتجها: ميد إين موروكو. «بهذه الإجراءات، فهم المغاربة وحدة مصيرهم». تقول صحيفة فرنسية في مقال لشادي رنجة بنعمور. فيما نشرت صحيفة تريبونا ليبري الاسبانية عبر موقعها ما أكده رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الإسباني «غوتيريز ليمونيس» أن : الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي كوفيد، أظهرت لنا القيمة الحقيقية والفعالية في التدبير التي اعتمدتها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الحد من أثر الجائحة على الساكنة المحلية، ومنع انتشار الفيروس على ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط».