في إيطاليا، حيث تقيم، يتقدمها مسارها الإعلامي ويتحكم في إبراز كفاءتها بتركيز على كونها «مروكية». توجد في المغرب مع موسم عودة مهاجرينا دون أن توقف زيارتها له بالصيف. « حتى أربع مرات في السنة، وحسب الظروف آتي إلى بلدي» . تقول موال الكاتبة والصحفية بإيطاليا. أزيد من ثلاثين عاما وهي تنتسب إلى مغاربة العالم. فقد غادرت المغرب في سن التاسعة من العمر بعد أن تلقت البذور الأولى من هويتها الثقافية في السنوات الأولى من الطفولة. واللغة مكون أساسي من تلك الهوية، لذلك تحافظ على التواصل بالعامية والعربية حتى ولو كانت جميع مراحل دراستها تمت في بلد الإقامة. معروفة في الوسط الإيطالي لأن اندماجها كان على مستوى النخبة ولكونها محاورة جيدة في القنوات الفضائية لمواضيع لها علاقة بالسياسات العامة للمهاجرين، ومقترحة قوية لأفكار تهم الشأن القاري الافريقي والعالم العربي، عينت مؤخرا مديرة إدارية لصحيفة ستيمانالي.» الأسبوع». مهمة لا تنسيها التأكيد على أن ممارستها الصحافية بلغة بلد الاستقبال لسنوات لم تنسيها أن يكون المغرب واحدا من موضوعاتها، أو حتى خبرا من أخبارها. « الهجرة لا تعني الهجر والقطيعة، بالنسبة لي كمهتمة بالتحليل السوسيولوجي أيضا، قربتني هجرتي من بلدي ربما أكثر من لو كنت أعيش فيه. أذكر أنه في حادث الطفل ريان صار العالم يبحث عن من يكون هذا البلد الذي استنفر كل الإمكانات، وتحركت عاطفة الجميع نحوه، وفتحت القنوات الفضائية مواكبتها الإعلامية على مدار الأربعة وعشرين ساعة في انتظار إخراج طفل من البئر. الحادث وضعنا في نقطة ضوء عالمية وصارت الصحافة الدولية تبحث عن مستجوبين مغاربة لمستوى الكفاءة والتضامن الذي لقيه الطفل. السباق نحو الإنقاذ وازاه السباق نحو معرفة الكثير عنا، وهذا حسن كثيرا من صورتنا كمهاجرين، وقدمت المغرب بوجهه الحقيقي البعيد عن الإدعاءات. لن أقول بأن الحادث كما حادث زلزال الحوز وإنجازات الفريق الوطني في مونديال قطر أو إنجازاته في جائحة كوفيد الذي أتعب الدول العظمى هم ما حرك عاطفتي وإعجابي بالبلد، إعجابي يبدأ من سياسة المغرب تجاه مغاربة العالم. لازلت أعتبر بأن سياسته واستراتيجياته ذكية تجاه المهاجرين، وهو من البلدان التي تعطي اهمية كبيرة لجاليته عبر القارات دون استثناء. رؤيته حول مواطنيه في بلدان الإقامة ذكية «حتى واحد ما قدر يخدم عليها» و أجرؤ القول بأن لا بلد استطاع تدبير عودة المهاجرين بالشكل الذي دبرها المغرب. ايطاليا بنفسها عجزت عن ذلك بدليل أن مهاجريها في البلدان الأخرى لا يعودون إليها، وبالأرقام فإن أزيد من 300 مائة ألف من العقول الإيطالية هاجرت البلد ولا سياسة تجاهها لإرجاعها.» تقول موال التي ألفت كتابا عن الهجرة والمهاجرين، وتعترف بأن البرامج السياسية المغربية الموجهة للمهاجرين « كتخليهم مرتبطين ببلدهم وتحمسهم على الاستثمار فيه».