لا لإهدار الطعام

بحسب التقارير الرسمية لمنظمة الزراعة والتغذية العالمية فإن المغاربة يلقون ما قيمته 50 دولار من الأغذية يومياً في القمامة، و إن 45.1 في المائة من العائلات المغربية تتخلص من أغذية تتراوح قيمتها ما بين 6 دولارات و51 دولاراً شهرياً، بينما يتخلص أكثر من ثلاث أرباع المغاربة من أجزاء مهمة من الوجبات الغذائية دون المساس بها.

قد يجد البعض تلك الأرقام صادمة ولكنها تعبر عن واقع النفايات بالمغرب، والذي تتجاوز آثاره وتوابعه مجرد إلقاء طعام صالح للتناول، الذي قد يساهم في الحد من الجوع لدى الكثير من العائلات، إذ أن انتهاء الطعام في مدافن النفايات له تأثير جد سيء على البيئة، وهو واحد من أهم أسباب ضاهرة الاحتباس الحراري، حيث يتحول هذا الطعام إلى أحد أهم الغازات الدفينة القوية وهو غاز الميثان، الذي يتجاوز تأثيره غاز ثاني أكسيد الكربون فيما يتعلق بتأثيره على المناخ، لذلك قررنا تخصيص تلك المساحة لرفع شعار « لا لإهدار الطعام»، الذي تتجاوز فوائده الآثار الاجتماعية الواضحة إلى تأثير عميق على كوكب الأرض.

التجربة الكورية

 لا تتجاوز معدلات إهدار الطعام بالمغرب المعدلات العالمية، ولكن هناك دول نجحت في التخلص شبه التام من مشكلة إهدار الطعام، بشكل حقق التوازن بين الجانب الاجتماعي لتلك الظاهرة، كما ساهم بشكل إيجابي في التخفيف من معدلات تلوث الهواء، وخطورة الاحتباس الحراري، وسرعة حدوث التغيرات المناخية العنيفة التي أصبحت سمة العصر، ومن أبرز التجارب العالمية في هذا المجال، «تجربة كوريا الجنوبية».

قررت الحكومة في دولة كوريا الجنوبية فرض رسوم إضافية على السكان لاستخدامها في إعادة تدوير الورق والبلاستيك عام 1995، وتم إجراء تعديل على القانون عام 2005، ليصبح إرسال مخلفات الطعام إلى مكبات النفايات أمراً غير قانوني، وقامت الحكومات المحلية ببناء مئات المرافق لمعالجتها في مكانها دون نقلها، وأصبح المستهلكون وأصحاب المطاعم وسائقو الشاحنات وغيرهم هم جزء من الشبكة التي تجمع مخلفات الطعام وتحولها إلى شيء مفيد، كما أقرت الحكومة رسوم إضافية على ترك الطعام دون تناول في المطاعم لإجبار المواطنين على طلب ما يستطيعون تناوله فقط، ويدفع المواطن الكوري ما يعادل 20 درهم إضافية على كل كيلو طعام زائد عن حاجته وقرر إلقائه في سلة النفايات.

صحن الصين النظيف

تهدر الصين وحدها ما يزيد عن 35 مليون طن سنويا من الطعام، وهو ما يكفي لإطعام 30 مليون نسمة لمدة عام، لذلك أطلق الرئيس الصيني مؤخراً حملة «الصحن النظيف»، وهي التي جاءت عقب أزمة جائحة كورونا وارتفاع معدلات الجوع بالعالم، وتهدف الحملة إلى إشعار المواطنين بخطورة إهدار الطعام والتأكيد على أهمية الأمن الغذائي في بلد ملياري مثل الصين. 

تطبيق عربي

لا يختلف الوضع في الدول العربية عن بقية دول العالم، إلا أن ظاهرة إهدار الطعام تتفاقم في دول مثل مصر والخليج العربي، بسبب ارتفاع نسبة الساكنة، والعادات الغذائية الخاطئة، وانتشار ثقافة الأكل في مجموعات مما يؤدي إلى إهدار نسبة أكبر من الأطعمة الصالحة للأكل، لذلك أطلقت طبيبة مصرية « منة شاهين»، تطبيق ذكي أطلقت عليه اسم»التكية»، والذي بدء العمل من مصر عام 2019، ليتوسع في عمله اليوم بمعظم دول الخليج العربي، وتقوم فكرة التطبيق على شراكة دائمة بين أصحاب المطاعم والفنادق، ليقوموا بتوريد الطعام الزائد يوميا إلى التطبيق، حيث يعمل كحلقة وصل بينهم وبين المؤسسات الاجتماعية ودور الأيتام والأسر المعوزة، وينقسم التطبيق ثلاثة أقسام، الأول خصص للعروض على الطعام، ويشمل الثاني فائض الاكل من المطاعم والفنادق ويباع بسعر رمزي، أما القسم الثالث فيشمل الأكل المجاني وهو متاح فقط للجمعيات والمنظمات الخيرية.

زيرو جائع في الدار البيضاء

حاول بعض الشباب بالعاصمة الاقتصادية إيجاد حل عملي للجوع الذي قد يعاني منه المشردين بشوارع المدينة، فأطلقوا مبادرة «زيرو جائع»عام 2017، وقال صالح بنصبير منسق المبادرة بمدينة الدار البيضاء لنساء من المغرب:»المبادرة تهدف بشكل أساسي إلى محاربة الجوع، ولكن مع العمل على أرض الواقع، وجدنا أن مشكلة الجوع مرتبطة بأزمة إهدار الطعام خاصة في الفنادق والمطاعم، وبالتالي نحاول أن نشكل حلقة وصل بين المشردين في الشوارع وأصحاب المطاعم والفنادق، حيث يقومون بمنحنا وجبات يومية سوف تهدر إن لم يتم تناولها، ونقوم بتوزيعها على المشردين، ولكن تظل أزمة قلة عدد المتطوعين، وضرورة العمل اليومي الليلي هي العائق الأهم في التوسع بعمل تلك المبادرة».

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.