نبهت نوال جنان، الطبيبة المتخصصة في طب وجراحة العيون إلى ضرورة المعرفة بعلامات ضعف النظر، خاصة وأنه بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 2.2 مليار شخص مصابين بحالات ضعف البصر أو العمى، منها أكثر من مليار حالة من الممكن أن يتم علاجها إذا تم اكتشافها مبكراً.
فحص النظر
تعتبر العين عضوا شديد الحساسية، لذلك يجب أن تحظى برعاية خاصة بداية من تجنب العادات الخاطئة والشائعة للأسف مثل حك العين، استخدام قطرات دون استشارة الطبيب، عدم ارتداء نظارات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص أو طول في النظر، ارتداء نظرات شمسية غير طبية، التعرض للشاشات بمختلف أنواعها لفترات طويلة لذلك لا بد من مراعاة حساسية العيون من كل المؤثرات السابقة وخطورتها على صحة العين.
توصي البروتوكولات الطبية بتوقيع الكشف الطبي على الأطفال قبل دخول المدرسة بشكل رسمي أي قبل بلوغهم خمس سنوات، وفي هذا الكشف يتم توقيع فحص للأمراض المرتبطة بالعيون حتى تشخص مبكرا، كحل لهذه المشكلات التي لطالما كان الاكتشاف المبكر حل أمثل لها، خاصة وأن الوراثة تلعب دوراً لا بأس به في صحة العين، خاصة فيما يتعلق بقصر النظر والذي يمكن أن ينتقل وراثياً بشكل كبير.
نمط العيش وتأثيره على صحة العين
تتأثر صحة العين بنط عيش الأفراد خاصة عند اتباعهم عادات سيئة مثل استخدام الشاشات لفترة طويلة، التدخين والذي أثبتت التقارير العلمية أنه من الممكن أن يؤدي إلى فقدان البصر، حيث تحتوي السيجارة على أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة مختلفة تسبب الإجهاد التأكسدي ويمكن أن تدمر الشبكية، فقد يتسبب كل من النيكوتين وأول أكسيد الكربون في ترسبات دهنية في الأوعية الدموية للعين، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية وحالات خطيرة أخرى في العين، كما تعمل أجزاء من الدخان أيضًا على تضيق الشرايين الهدبية، مما يمنع تدفق الدم السليم إلى العين.
كما تؤثر التغذية بشكل مباشر على صحة العيون، لذلك يجب الحرص على تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ألف وباء مثل اللوز، والعناصر الغذائية المضادة للأكسدة مثل المكور، المواد الغذائية التي تحتوي على عنصر”الليتاوين” مثل أصفر البيض، الجزر الذي يحتوي على فيتامين ألف والذي يعتبر أحد أهم أعراض نقصانه هو العمى الليلي، بينما يحافظ البرتقال على صحة اوعية العينين.
ينصح الكثير من الأطباء باعتماد تمارين “يوجا العيون” باعتبارها طريقة صحية ومضمونة للحفاظ على العينين من آثار الإجهاد نتيجة استخدام الشاشات أو القراءة لفترات طويلة، والتي تعتبر ذات نتائج ملموسة في غضون سبعة أيام من بداية ممارستها، ومن أشهر تمرينات “يوجا العيون”:تغيير اتجاه العين، التركيز في اتجاه عقارب الساعة، تدفئة العين بكف اليد والنظر بعيداً وقريباً.
أبرز علامات ضعف النظر المفاجئة بالعين
• ألم متكرر داخل العين أو حولها
• عدم وضوح الرؤية وتشوشها
• رؤية هالات حول الأضواء
• ضعف وصعوبة في الرؤية
• رؤية ومضات من الضوء
• حساسية غير عادية و شديدة للضوء
تورم في العين
• فرك العين المستمر أو احمرار العين المزمن
• تغيرات في لون القزحية،
• حكة وحرقان أو إفرازات كثيفة في العينين
• نزول الدموع بكثرة
• عدم القدرة على رؤية الأشياء عن بعدوالحاجة إلى الاقتراب منها للتمكن من رؤيتها
•ضعف وصعوبة التركيز على الأشياء أو متابعتها.
خطورة الماكياج والنظارات الشمسية المقلدة
يشكل استعمال الماكياج المقلد خاصة الذي له صلة مباشرة بالعين والبشرة المحيطة بها حيث قد يتسبب في التهابات حادة في الجفون وحدقة العين وقد يصل الالتهاب إلى الشبكية، خاصة وأن معظم مواد التجميل وخاصة الماكياج المقلد، تحتوي على عناصر مجهولة غير مرخص لها بالاستخدام حول العين من منظمة الصحة العالمية، وقد تصل خطورتها إلى حد فقدان البصر في حالة اهمال العلاج، وتظهر تلك الالتهابات في احمرار أبيض العين، ورم الجفون، ظهور نتوء أو زوائد جلدية متضخمة حول العينين، وفي هذه الحالة لابد فوراً من الخضوع لفحص طبي دقيق، للوقوف على سبب تلك الأعراض والحصول على العلاج المناسب.
لا تقل خطورة النظارات الشمسية المقلدة عن كل ما سبق، حيث يشكل ارتداء نظارات شمسية مجهول المصدر خطراً كبيراً على صحة عدسة العين بسبب استخدام مواد غير طبية في صناعة عدسات تلك النظارات رخيصة الثمن، لذلك فإنه من الأفضل صناعة نظارات شمسية لدى صانع النظارات المتخصص، وأن تكون بمواصفات طبية تمنع أشعة الشمس فوق بنفسجية من عبور العدسة والوصول إلى العين.
يعتبر استعمال العدسات اللاصقة مسألة شديدة الخطورة ولا ينصح الأطباء باستخدامها إلا للضرورة، ولا بد من مراعاة الشروط الصحية عند شراءها من شركات العدسات اللاصقة الطبية، وأن يتم قياس حجم حدقة العين بدقة لمراعاة مع حجم العدسة اللاصقة، كما يفضل الحرص على غسل العينين والعدسات اللاصقة جيدا بالمحلول الخاص بتطهير الأعين، لضمان عدم تأثيرها على عمل شبكية العين أو الحدقة.
تأثير اجتماعي
أكدت منظمة الصحة العالمية على التأثيرات الاجتماعية الخطيرة لضعف البصر على الأطفال حيث يتسبب في تأخر نمو قدراتهم الحركية واللغوية والعاطفية والاجتماعية والمعرفية، وأن يقترن ذلك بعواقب تدوم طوال العمر. ويمكن أيضاً للأطفال في سن الدراسة من المصابين بضعف البصر أن يشهدوا مستويات أدنى من حيث التحصيل التعليمي، ويمكن أن يعاني البالغون المصابون بضعف البصر من انخفاض معدلات العمالة في أوساطهم وارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لديهم، وفي حالة كبار السن، يمكن أن يسهم ضعف البصر في العزلة الاجتماعية، وصعوبة المشي، وارتفاع خطر التعرض لحالات السقوط والإصابة بالكسور، وزيادة احتمال الدخول المبكر إلى دور التمريض أو الرعاية.