.ملاحظة عملية
أكدت الطبيبة أن هناك ملاحظة علمية قابلتها من واقع الاشتغال اليومي بالمصحات، بزيادة في حالات البلوغ المبكر، وشرحت ذلك قائلة : «عند الفتيات، يبدأ البلوغ عادةً بين سن الثامنة والرابعة عشرة، مع متوسط عمر إحدى عشر عاما، حيث يستغرق الوصول إلى النضج الجنسي الكامل حوالي أربع سنوات، أما بالنسبة للذكور، فإن عمر البلوغ يكون ما بين 14-15 سنة، بالفعل، لوحظ زيادة في حالات البلوغ المبكر، وهي مرتبطة بشكل وثيق بزيادة الملوثات الهرمونية والتلوث، وهي عوامل تلعب دورًا في تحفيز البلوغ المبكر، ولكن عموما البلوغ المبكر هو ظاهرة معقدة يمكن أن تكون لها عدة أسباب غالبًا ما تكون متداخلة. على الرغم من أن العديد من الحالات تظل غير مفسرة (وتُعرف حينها بالبلوغ المبكر مجهول السبب)، إلا أن هناك عوامل قد تساهم في هذا التطور المبكر مثلما ذكرت».
عوامل أساسية
«يرجع العلم أسباب البلوغ المبكر إلى عدة أسباب هرمونية مثل الاضطرابات في الغدة النخامية : حيث يمكن أن تتعطل هذه الغدة المتحكمة في إنتاج الهرمونات الجنسية، بسبب الأورام، التشوهات، أو الخلل الوظيفي، وأيضا أورام الغدد الكظرية والغدد التناسلية : يمكن أن تنتج هذه الأورام الهرمونات الجنسية بشكل مفرط، مما يؤدي إلى البلوغ المبكر، وهناك عوامل جينية مثل الطفرات الجينية أو بعض المتلازمات الجينية النادرة مثل متلازمة ماكون البرايت، مرتبطة بالبلوغ المبكر، وأيضا هناك عوامل بيئية مثل التعرض للملوثات الهرمونية مثل المبيدات أو المواد الكيميائية وأيضا السمنة حيث يمكن أن يعزز الوزن الزائد إنتاج الهرمونات الجنسية لدى الطفل وأخيراً بعض الالتهابات التي قد تؤدي إلى البلوغ المبكر، تناول بعض الأدوية قد يؤدي لنفس النتيجة، ولكن على العموم تختلف أسباب البلوغ المبكر من طفل لآخر، وأن التشخيص الدقيق يتطلب تقييمًا طبيًا شاملاً» تقول الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء.
متى يجب زيارة الطبيب ؟
قد تصاب بعض الأسر بالهلع نتيجة البلوغ المبكر خاصة للفتيات، وتنصح دينا أندلسي العائلات قائلة : «لابد من الهدوء في هذه الحالات حتى لا يصاب الطفل بالهلع، كما يجب زيارة الطبيب في حالة ظهور أي علامات تنبئ بالبلوغ المبكر قبل السن الاعتيادي، مثل نمو الثديين لدى الفتيات بشكل أكبر من الطبيعي، ظهور شعر في المنطقة الحميمية، الدورة الشهرية قبل 8 أعوام، أما بالنسبة للذكور فإن هذه العلامات تختلف حيث قد يحدث تضخم في الخصيتين، تغير الصوت قبل سن 9 سنوات، وأيضا هناك علامات يجب الالتفات إليها مثل النمو السريع الملف، رائحة العرق اللافتة، التغييرات السلوكية الغريبة، وفي كل الحالات السابقة من الأفضل أن يتم استشارة الطبيب المختص حيث يعتمد الطبيب على التاريخ الطبي للطفل وعائلته، بما ذلك الأمراض الجينية، ثم يقوم الطبيب بفحص جسدي كامل (الطول، الوزن، تطور الخصائص الجنسية الثانوية)، البحث عن علامات سريرية أخرى (الأورام، التشوهات الجسدية) وقياس العمر العظمي، كما يجب أن يجري الطبيب القياسات الهرمونية، فحص الأعضاء التناسلية بالسونار، فحص الغدد و الاستجابات الهرمونية، بناءً على نتائج الفحوصات، يمكن للطبيب تحديد التشخيص وتصنيف البلوغ المبكر بناءً على سببه (مركزي، محيطي، مجهول السبب)».
علاج للبلوغ المبكر
لا يوجد وصفة علاجية واحدة في حالات البلوغ المبكر، بل فقط متابعة لحالة المريض، وأضافت المتخصصة في أمراض النساء والتوليد:» يمكن أن تشمل خطة العلاج علاج دوائي هرموني لإبطاء البلوغ، أو جراحة في حالات الأورام، وبالطبع المتابعة المنتظمة في جميع الحالات، لتجنب الأمراض التي قد تتبع البلوغ المبكر، والأهم من كل ما سبق هو متابعة الطفل ومرافقته نفسيا للتخفيف من الآثار النفسية المرافقة، وتدريب الطفل وعائلته على التعامل معها، ومنع المضاعفات على المدى الطويل، من الضروري التأكيد أن البلوغ المبكر لدى الفتيات لا يعني بالضرورة انقطاع الطمث المبكر، وليس هناك أي دراسات علمية تؤكد ذلك، كما أن البلوغ المبكر لا يرتبط بمستوى الخصوبة على الرغم من وجود صلة بينهما، فما زالت الأبحاث العلمية تدرس هذا الموضوع».