وتكمن أهمية التلقيح السنوي في كون فيروس الإنفلونزا يعرف تحورات مستمرة، ما يجعل المناعة المكتسبة من اللقاح أو من الإصابة السابقة غير كافية لحماية الجسم في الموسم الموالي. لذلك يتم تحديث تركيبة اللقاح كل سنة بناءً على المعطيات الوبائية العالمية، لضمان أكبر قدر من الفعالية.
ويُعد التلقيح ضروريًا بشكل خاص للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل كبار السن، والأطفال الصغار، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة كداء السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي، إضافة إلى العاملين في القطاع الصحي. ويساهم اللقاح في تقليص مخاطر الإصابة الحادة، وتقليل نسب الاستشفاء والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا.
ورغم أن بعض الأشخاص قد يتخوفون من الآثار الجانبية، يؤكد المختصون أن لقاح الإنفلونزا آمن، وأن أعراضه الجانبية غالبًا ما تكون خفيفة ومؤقتة، مثل ألم موضعي أو ارتفاع طفيف في الحرارة. ولا يسبب اللقاح الإصابة بالإنفلونزا، خلافًا لما يروج له من معلومات مغلوطة.
ويظل التلقيح السنوي إجراءً وقائيًا جماعيًا، لا يحمي الفرد فقط، بل يساهم في الحد من انتشار الفيروس داخل المجتمع، ويخفف الضغط على المنظومة الصحية خلال موسم الشتاء.