يأتي هذا اللقاء العلمي في لحظة يولي فيها المغرب اهتماما خاصا لتطوير قطاع الصحة وتجويد خدماته، باعتباره ركيزة أساسية لبناء الدولة الاجتماعية التي أكد جلالة الملك مرارا على ضرورة ترسيخها، عبر مقاربة إنسانية ومندمجة تضع المواطن في صلب السياسات العمومية.
وجسب بلاغ صحفي المنظمين، يشكل المؤتمر فضاءً علميا وحواريا يجمع بين الخبراء والأطباء والباحثين والأطر الصحية من مختلف المؤسسات الجامعية والطبية، بهدف تبادل التجارب وتطوير مهارات التواصل الصحي كأداة مركزية لتحسين علاقة المهنيين بالمرضى والرفع من نجاعة العلاجات.
ويتميز شعار هذه الدورة السابعة، «الأمراض التعفنية : إنجازات وتحديات»، باختياره لموضوع بالغ الأهمية في السياق الصحي العالمي والوطني، حيث تبرز الأمراض التعفنية كأحد التحديات الكبرى أمام الأنظمة الصحية، سواء من حيث التكلفة أو تدبير المضاعفات أو مواجهة ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية. ومن خلال هذا المحور، يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على الجهود البحثية والطبية المبذولة في هذا المجال، وعلى أهمية التواصل الفعّال مع المرضى والجمهور في الوقاية والتوعية والاكتشاف المبكر للحالات.
ويتضمن برنامج المؤتمر على مدى يومين سلسلة من الجلسات العلمية والمحاضرات التي تتناول مواضيع متعددة، من بينها التاريخ الطبي الإسلامي في علاج الأمراض المعدية، والتربية العلاجية وتقنيات التواصل في مواجهة التعفنات، والابتكارات التشخيصية الحديثة، إلى جانب مسابقات علمية في الترجمة الطبية وعروض شبابية في الإبداع والتوعية ضمن فعاليات اللقاء الوطني لنوادي التواصل الصحي.
كما سيعرف الحدث مشاركة شخصيات أكاديمية مرموقة، إضافة إلى عدد من الأساتذة المتخصصين في الطب وعلم التواصل الصحي.
ويراهن المنظمون على أن يشكل هذا المؤتمر مناسبة لتعزيز حضور التواصل العلمي والطبي باللغة العربية، وترسيخ قناعة مفادها أن جودة الرعاية لا تنفصل عن جودة التواصل، انسجاما مع فلسفة الإصلاح الصحي التي تنادي بإنسانية العلاج وشمولية المقاربة.
كما يمثل الحدث أيضا منصة لتكريم الكفاءات وتحفيز الأجيال الصاعدة من طلبة الطب والممرضين والتقنيين على تبني قيم التواصل، والبحث، والإبداع في خدمة صحة المواطن.
وفي ختام أشغاله، سيصدر المؤتمر توصيات عملية تروم تعزيز التواصل داخل المؤسسات الصحية، وتثمين المبادرات الجامعية والتربوية في هذا المجال، مساهمة في إنجاح الورش الوطني الكبير الذي أطلقه جلالة الملك لإعادة بناء المنظومة الصحية على أسس الكفاءة والتضامن والإنصاف.