استعمال عشوائي خطير
قد تواجه بعض السيدات مشكلة كيفية الاختيار الصحيح لوسيلة منع الحمل وهي الخطوة الأولى في هذه العملية، وقالت الطبيبة المتخصصة في إرشاد السيدات حول تنظيم النسل «غيثة بلخياط» : «تحديد وسيلة منع الحمل المناسبة للسيدة يتم بناء على مجموعة من العوامل، أولها عمر السيدة، نمط العيش الخاص بها، الفترة التي تحتاج إلى منع الحمل فيها، تاريخ العائلة المرضي خاصة مع أمراض السرطان، وأخيرا وزن السيدة، وبالطبع تكلفة الوسيلة، ولكن على العموم لابد أن تتخذ المرأة قرار اختيار وسيلة منع الحمل المناسبة بالاستشارة مع الطبيب المتخصص، لأن الاستعمال العشوائي لوسائل منع الحمل يمثل خطورة كبيرة على خصوبة المرأة وعلى حالتها الصحية عموما، لذلك ننصح السيدات في مرحلة الاستعداد للزواج بزيارة الطبيب لإجراء فحص سريري، والاطمئنان على حالة الرحم والبويضات، وتحديد وسيلة الحمل المناسبة إذا كانت السيدة ترغب في تأجيل الحمل لمدة معينة في السنوات الأولى من الزواج والذي أصبح أمرا شائعا خاصة بين الشابات في مرحلة العشرينيات، نظرا لاعتبارات اجتماعية عديدة على رأسها عمل المرأة».
اختيارات متعددة
يأتي اللولب بأنواعه على رأس الحلول المطروحة لتنظيم النسل، خاصة بعد إنجاب الطفل الأول أو الثاني حيث يتمتع بالعديد من المميزات أكدتها الطبيبة وهي : «اللولب قطعة صغيرة على شكل حرف T ، يتم وضعه من قبل الطبيب المتخصص داخل الرحم، وتظل ضمانة عمله وكونه وسيلة آمنة لمنع الحمل مرتبطة بـ خضوعه للفحص بشكل دوري، بعد تركيبه ب6 أشهر، ثم كل عام، وننصح السيدات بمراقبة حركتهن وعدم ممارسة الرياضات العنيفة خاصة في المرحلة الأولى بعد تركيبه لضمان فعاليته، ومن المهم جداً الإشارة إلى أن هناك نوعين من اللوب منها «الهرموني، النحاسي»، وكل منهما مختلف في طريقة عمله حيث يعمل الهرموني عن طريق إطلاق هرمون البروجسترون في عنق الرحم الأمر الذي يمنع من وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة والقيام بتلقيحها، وتتراوح مدة صلاحيته من 3 إلى 6 سنوات، أما اللولب غير الهرموني أو النحاسي يتميز بعدم استخدام الهرمونات، ويقوم مبدأ عمله على إتلاف الحيوانات المنوية ومنعها من الوصول إلى البويضة، وتصل مدة صلاحية اللولب النحاسي تصل إلى 10 سنوات».
هناك العديد من الاختيارات الأخرى والتي يحددها الطبيب المعالج وفقاً لنمط حياة السيدة مثل طبيعة عملها، تاريخ العائلة المرضي، فلا يمكن أن تكون سيدة لديها حالات إصابة بـ سرطانات عنق الرحم أو الثدي وتستخدم وسيلة منع حمل هرمونية، وشرحت بلخياط ذلك قائلة : «وسائل منع الحمل الهرمونية تناسب السيدات اللاتي يرغبن في منع الحمل لفترات طويلة، ليس لديهن أي تاريخ عائلي مع مختلف أنواع السرطان، وفي هذه الحالة نقترح عليهم وسائل مثل(غرسة منع الحمل (الشريحة) وهي عبارة عن قطعة صغيرة ورفيعة بحجم عود الثقاب يدخلها الطبيب تحت الجلد أعلى الذراع. تحتوي الشريحة على هرمون البروجستين الذي يتم إطلاقه يوميًا بكمية منخفضة وثابتة لزيادة مخاط عنق الرحم مما يمنع وصول الحيوان المنوي للبويضة وبالتالي يمنع الحمل، قد تبقى الشريحة لمدة تصل إلى 3 سنوات، وهناك أيضا وسيلة «الحقن»، وهي عبارة عن حقنة تعطى للمرأة كل ثلاث أشهر في الذراع أو الأرداف وهي أيضا تعمل بنفس طريقة الشريحة، أما الحبوب (كينة منع الحمل) بأنواعها المختلفة يتم تناولها يوميا في نفس الوقت بشكل مستمر دون انقطاع».
وسائل طبيعية لمنع الحمل
تفضل بعض السيدات وسائل منع الحمل الطبيعية للحفاظ على الراحة الجسمانية خاصة وأن الأعراض الجانبية للكثير من تلك الوسائل مزعجة مثل اكتساب الوزن أو آلام الظهر، والتغيرات المزاجية الحادة وبالتالي تقرر بعض السيدات اللجوء لوسائل الحمل الطبيعية وقالت عنها أخصائية أمراض النساء والتوليد : «بالطبع تظل وسائل منع الحمل الطبيعية اختيار للعديد من السيدات، وعلى رأس تلك الوسائل يأتي الواقي الذكري والذي نرشحه أيضا كوسيلة لمنع الحمل في بداية الزواج، مع التأكيد على أهمية الاستخدام الصحيح له، واقتناء أنواع جيدة، واستعماله لمرة واحدة فقط وهو من الطرق المضمونة للحماية من انتقال الأمراض الجنسية المختلفة، وأيضا توجد وسيلة شائعة هي فهم نمط الخصوبة «الحساب الدوري»، وتعتمد هذه الطريقة على معرفة أيام الشهر التي يمكن أن يحدث الحمل فيها، ويمكنك حساب أيام الخصوبة إذا كانت دورتك الشهرية منتظمة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند ممارسة العملية الجنسية ويفضل عدم التواصل الجنسي في تلك الأيام، وأيضا توجد وسيلة القذف الخارجي للحيوانات المنوية، ويفضل استشارة اخصائي أمراض الذكورة حيث قد تحمل هذه الطريقة بعض الخطورة على الأجهزة التناسلية للذكور، حيث تعتبر العملية الجنسية غير مكتملة عند اللجوء للقذف الخارجي».