ما هي الحساسيات ؟الحساسيات هي حالات مرضية مختلفة، يعاني منها الملايين حول العالم، وهي عبارة عن استجابة غير سليمة للجسم، خاصة جهاز المناعة لمادة معينة، عادة لا يتحسس منها الجسم السليم، فلا يتقبل هذا العنصر، ويحفز الخلايا المناعية لخلق أجسام مضادة للمُحسس، ويظهر ذلك على هيئة تهيج البشرة، أو الرغبة في الحك، أو انتفاخ الشفاه والعينين، أو سعال الليلي، أو عطس مستمر،أو صداع نصفي، وفي الحالات المتقدمة قد يصل الأمر إلى الاختناق نتيجة انتفاخ مجرى التنفس، وتعتبر حساسيات الربيع من أشهر أنواع الحساسيات الموسمية، والتي تحدث نتيجة انتشار حبوب اللقاح في الهواء، جدير بالذكر أن 6 إلى 8 % من الأطفال حول العالم مصابون بنوع من أنواع الحساسيات، بينما تقل النسبة بين البالغين إلى 2%، وتظهر علامات التحسس خلال ساعتين على أبعد تقدير من التعرض للمادة المحسسة.
كيف نميز بين أنواع الحساسيات المختلفة؟
هناك أنواع عديدة من الحساسيات ولكن هناك أنواع شائعة مثل :
• مثيرات الحساسية المنقولة بالهواء، مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة .
• بعض الأطعمة، خاصة الفول السوداني، المكسرات، القمح، الصوجا، الأسماك، المحار، البيض والحليب.
• لدغات الحشرات، مثل لدغ النحل أو الدبور.
• الأدوية، خاصة البنسيلين أو المضادات الحيوية القائمة عليه .
لماذا انتشرت حساسيات الطعام بشكل كبير مؤخرا؟
زاد أعداد مرضى مختلف أنواع الحساسيات بكل دول العالم، وهذا يرتبط بعدة عوامل، على رأسها التلوث وتختلف حساسيات الطعام بالنسبة للأطفال عموما عن حساسيات البالغين، حيث تختفي معظم أنواعها مثل التحسس من الأسماك، الفول، البيض والمكسرات عند عمر خمس سنوات، وتبقى أنواع الحساسيات المزمنة مثل حساسية الجلوتين واللاكتوز، التي تحدد طبيعة غذاء الأفراد طوال حياتهم، ولدى الأطباء اختبارات يستطيعون بها الكشف عن أي نوع تحسس سواءاً كان من مكون غذائي أو دوائي.
كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بالحساسيات؟
نمط العيش هو درع الوقاية الأول ضد الحساسيات بمختلف أنواعها، فالحرص على تغذية صحية وسليمة، ممارسة الرياضة والتأمل، البعد عن مصادر التلوث والضغوط النفسية، الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات، الحرص على رفع مناعة الجسم عن طريق تناول الفواكه الحمراء، الليمون الحامض، العنب، المواد المشبعة بالأوميغا 3 مثل أسماك السلمون والسردين، المأكولات التي تحتوي على فيتامين B مثل الكبد البقري والحبوب الكاملة، والابتعاد عن أكل اللحوم المصنعة والزيوت المهدرجة.
الحساسيات و التطبيب الذاتي
تتزايد مخاطر الحساسيات المختلفة مع اتجاه بعض الأشخاص للتطبيب الذاتي، وتناول جرعات دوائية خاصة المضادات الحيوية دون مراجعة الأطباء، سواء كان ذلك يتعلق بمرضى الربو وحساسية الصدر أو غيرها، والخطر الرئيسي يكمن في كون المضادات الحيوية لها تأثير على الجسم والجهاز الهضمي والجهاز المناعي بصفة عامة، لأن المضادات الحيوية تصبح غير فعالة مع الوقت، والخطأ الشائع بالنسبة للتطبيب الذاتي هو اللجوء إلى استعمال مادة «الكورتيكويد» والتي تكون عواقبها وخيمة جدا على صحة المريض إذا ما تم استعمالها دون استشارة طبية.
حلول جذرية لحساسية الربيع
تختلف مدى استجابة الجسم للحساسية بحسب كمية المحسس، وبالتالي لابد أن يراعي المرضى ألا يتجاوز العتبة المسموح لهم بها، حتى لا تتفاقم الأعراض، وعليهم بمجرد الشعور بأعراض الحساسية البدء في تناول الأدوية الموسمية واتباع عدد من القواعد في حياتهم اليومية مثل:
• الحرص على عدم مغادرة المنزل في الأيام الجافة التي تشهد حركة شديدة للرياح. ويكون أفضل وقت للخروج بعد سقوط الأمطار، لأن الأمطار تساعد على تنقية الهواء من حبوب اللقاح.
• خلع الملابس التي يتم ارتدائها في الخارج، ثم الاستحمام بعد ذلك، لإزالة حبوب اللقاح الموجودة على الجلد والشعر.
• تجنب نشر الملابس المغسولة خارج المنزل، ويفضل استخدام المناشف الهوائية.
• ارتداء قناع «mask» للحماية من حبوب اللقاح خارج المنزل.
• إغلاق الأبواب والنوافذ ليلاً، إن أمكن وفي أي وقت آخر تكون فيه كميات حبوب اللقاح مرتفعة.
• من الطرق السريعة والفعالة وغير المكلفة لتخفيف احتقان الأنف غسل الممرات الأنفية بمحلول ملحي «مياه البحر المُعقمة»، للتخلص من المخاط ومسببات الحساسية مباشرةً بإخراجها من الأنف.
الإسعافات الأولية
تتطور بعض أنواع الحساسيات المختلفة، إلى حالة اختناق شديد، نتيجة انتفاخ القصبة الهوائية، وفي هذه الحالة لابد أن يتم التعامل بحذر حتى لا تتفاقم، حيث يجب أولاً الحرص على نوم المريض على الجانب الأيمن، وأن يظل فمه مفتوحاً، ورأسه مرفوعة، ثم الذهاب إلى المُستعجلات فوراً لاسعافه.