عطلة فاص أ فاص

عدا الاستجمام، الراحة والتخلص من ضغط الروتين، يمكن العطلة الصيفية ان تكون فرصة لكي تستعيد العلاقة الزوجية الكثير من لياقتها.. إلى أي درجة يمكن استثمار هذه الفترة لضخ دماء جديدة في منسوب الانسجام لدى «الكوبل» .

ضمن الفوائد السبع للسفر التي تحدث عنها الحكماء، من المؤكد أن تجديد الطاقة والشغف هو خيط ناظم لهذه الفسحة التي يتيحها الانتقال في الزمان والمكان، ينسحب ذلك كثيرا على العلاقات الانسانية وضمنها العلاقات الزوجية التي تحتاج للتجديد باستمرار، وحسب الخبراء يمكن للاستثمار في عطلة للشريكين أن يضخ الكثير من الحيوية على العلاقة التي تتأثر بالروتين، وبالتوتر وبالأزمات وبكل المؤثرات المحيطة وتحتاج في كل فترة لعملية اعادة تأهيل وصيانة.

وفق فلسفة خاصة، تتحدث سليمة صحفية وام لثلاث أبناء «في السفر أخرج من العائلة وأدخل في الكوبل، وهو ترتيب أحرص عليه بشكل سنوي، لأننا في الأيام العادية نكون «نحن» أكثر من «معا « ولو كنا نمضي الوقت معا،لكن دون أن نكون كذلك فعلا».

«فاص ا فاص» ياه مضت مدة طويلة عن آخر مرة سافرنا فيها بمفردنا تتحدث أمينة موظفة في القطاع

 العمومي، «لم يعد لنا من تلك الفترات إلاالذكريات، لكن صدقا، لا أحد فينا يمانع في ذلك، لكن الانشغالات هي فقط ما يمنعنا، في العامين الأخيرين حاولت انا وزوجي ترتيب عطلتنا الصيفية بالاتفاق على إجازتنا الادارية بحكم عمله أيضا في السلك العسكري، وكانت تلك الفترة هي عطلة ابنتي أيضا التي أمضت عاما دراسيا صعبا وكان سفرنا ممتعا أيضا كأسرة، وتقاسمنا الكثير من اللحظات الممتعة بعيدا عن الظروف والروتين، و طغت ذكرياتنا عن فترة الزواج الأولى والرومانسية التي نحن إليها وإن كنا نعيش أشياء ومشاعر أخرى جديدة ولها أهميتها أيضا»..

في الماضي، أي ما يدخل في نطاق المرحلة السابقة من تاريخ المجتمع أم الشخص، لم تكن للعطلة مؤشرات محددة أو شروط تنتظم وفقها مثلما هو الحال اليوم، بحيث كانت العطلة تقترن بعامل «التعطل» أو التوقف عن النشاط المعتاد (دراسة، عمل…) وذلك لمدد زمنية كانت أكبر مما هي عليه الآن، بحكم ارتباطها بتمدرس الأبناء بالنسبة للأسر، ولاسيما بالنسبة لجيل البارحة الذي كان تحت مسؤولية والديه وأصبح اليوم مسؤولا عن أبناءه، تغيرت الأمور اليوم حسب عبد الكريم بلحاج استاذ علم النفس الاجتماعي فالنظرة «اختلفت باختلاف المواقع والأدوار الاجتماعية كما تكيفت بشروط الحياة». 

يشير بلحاج الى أنه لم تكن لدينا ثقافة العطلة من حيث اعتبارها إجازة تميزها حركية التنقل والنزعة إلى التفرغ للذات وللرابط الاجتماعي، «أما اليوم فالتطور الذي يعرفه نمط الحياة المعاصرة اقتضى الالتفات إلى هذا البعد باعتبارأهميته للحفاظ على التوازن النفسي والعلائقي بالنسبة للكوبل ، وكذلك لتكسير الروتين اليومي والإقدام على تجارب مغايرة لما هو معتاد في تدبير الحياة. كما أن مشاعر الرضا أو عدم الرضا فهي لاتتوقف في حدود العطلة بقدر ما ترتبط بشروط الحياة العامة لأصحابها والتي تشكل العطلة جزءا منها، والمتطلبات التي أصبحت اليوم حاضرة لدى الأفراد في تدبير العطل صارت تقتضي استجابة محددة وليس بالمصادفة أوبدون ترتيب، مما ينسحب عليها من رضا أو عدمه. كذلك أن الأسر تتوخى إيجاد فرصة خلال العطلة لامتصاص الصعوبات التي تعترض حياتها خلال السنة وتوطيد اللحمة بين أفرادها، وهو الطابع الذي يغلب في شغل العطلة إلى جانب الترفيه والاستجمام مع أن الموضوع يتوقف على تنظيم هذه الفترة الزمنية وبرمجتها بكيفية عقلانية لضخ الحيوية في العلاقة بين الشريكين « 

 تلتقي اشارة بلحاج مع الفكرة التي يشير اليها أيضا سعيد قناوي مستشار ثقافي، حول وجود «نوع من التحرر من الصيغ العائلية للعطلة»

 «وهي ما تجعلنا نلاحظ اليوم اقتراحات للعطل تقدمها الجهات السياحية والفنادق مخصصة للكوبل، انه نوع من التغيير الذي يعكس الاستقلالية والتحرر، إذ يعكس سفر الزوجين بمفردهما رغبتهما في التحرر من المجتمع والدور الاجتماعي المفروض عليهما. وقد يعتبرالسفر والقرار بقضاء العطلة بمفردهما تعبيرا عن الحاجة للتخلص من التوقعات والقيود الاجتماعية والمسؤوليات العائلية، و يمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي على العلاقات الاجتماعية بصفة عامة».

«معا» طوال العام 

لا يرتبط تدبير العطلة الخاصة بالشريكين بالعطلة السنوية ، تؤكد لنا رجاء، «لا يجب أن نضع عطلة خاصة في آخر السنة وفي آخر الأولويات، لأن أغلب الأزواج يضحون برغبتهم في قضاء أوقات خاصة، تحت ضغط المسؤوليات».

تتحدث رجاء عن اهتمامها الكبير بتوفير مساحة للكوبل وهي مساحة يفترض خلقها طوال السنة « أحرص على ترتيب عطلة رومانسية نهاية أسبوع مرة في الشهر، قد يصبح الأمر محل خصام بيني وبين زوجي الذي يرفض أحيانا السفر بحجة إرباك برنامجه العادي، لكني لا أتواني عن الاقتراح والترتيب واختراع الأسباب لكي نهرب معا من قبضة الحياة اليومية الضاغطة ، وحين نمضي هذه الفترة، يعترف لي زوجي باني كنت محقة في سرقة هذه اللحظات لتغذية حياتنا العاطفية وتقوية تواصلنا بعيدا عن مسؤولية البيت والأسرة والعمل وكل ما يستهلكنا يوميا»

على نفس المنوال توكد رجاء أنها تبدأ التخطيط لعطلة الصيف قبل فترة طويلة من وصولها لكي تتجنب المفاجآت، وأيضا لتدبير وترشيد النفقات،حيث يمكن الحصول على تذاكر سفر أرخص أو حجز فندقي مناسب، وقد ربيت أولادي على ذلك ويعرفون الاعتماد على أنفسهم في غيابنا»

تقوية الجانب الحميمي

عندما يقرر الزوجان السفر بمفردهما في عطلة، يمكن أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي كبير على تجديد الحياة المشتركة من حيث العلاقة العاطفية والحميمية بينهما، بنفس الوقت يمكن لهذه الخطة أن تقوي الجانب الاجتماعي للطرفين، و.تعتبر الكوتش فاطمة الزهراء جنات أن أول حسنات السفر الخاص بالزوجين هو الابتعاد عن الروتين، اذ يواجه الزوجان في حياتهما اليومية مسؤوليات عديدة وروتينا في التعاطي، ويمنح السفر للزوجين فرصة للابتعاد عن هذاالروتين والهروب من ضغوط الحياة اليومية، اذ يمكن اكتشاف أماكن جديدة ومختلفة، والاستمتاع بتجارب جديدة، وهذا يساعد على إعادة الحماس والحيوية إلى العلاقة العاطفية.يسمح تخصيص وقت خاص بالسفر للزوجين معا بتعزيز التواصل،فعندما يكون الزوجان بمفردهما في رحلة، فإنهم يملكان وقتا أكثر للتواصل والتفاهم المتبادل المفتوح حول حياتهما الخاصة . كما يمكنهما مناقشة أمور هامة ومشاركة أحاسيسهم مما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الارتباط العاطفي بينهما. يمكن لفرصة السفر أن تساهم أيضا في إعادة اكتشاف بعضهما البعض، فقد يتمتع الزوجان بفرصة لاكتشاف جوانب جديدة من شخصية بعضهما البعض عندما يكونان في بيئة مختلفة تماما، ومن شأن ذلك تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل وتغذية العلاقة العاطفية.

تلعب العلاقة الحميمية دورا مهما في تجديد العلاقة العاطفية بين الزوجين. ويسمح السفر بتجديد الرغبة والانسجام، وتؤكد جنات على إعادة الاتصال العاطفي التي يسمح بها سفر الزوجين بعيدا عن التوترات والمشاغل اليومية، فيمكن أن تكون للبيئة الجديدة والرومانسية للسفر تأثير إيجابي على الحماس والرغبة الجنسية بين الزوجين، لأن التجديد في الأجواء والتجارب يمكن أن يؤدي إلى زيادةالانسجام والحميمية بينهما.

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.