الممثلة السعودية آيدة القوصي: السعوديات تجاوزن مشكلات المرأة التقليدية

ترفض الصور النمطية، وترى أنها ورفيقاتها يحملن شعلة جيل جديد من الفنانات السعوديات، المؤمنات بقضايا المرأة، لذلك فهي ترفع شعار» يجب أن يسمع العالم من السعوديات لا عنهم»، الممثلة السعودية آيدة القوصي، صاحبة التواجد المهم بالدراما والسينما السعودية تفتح قلبها لنساء من المغرب..

بدأت كصانعة مجتوى وتطورت الموهبة للتمثيل، هل عكست طفولتك ذلك المستقبل؟

أنا كنت طفلة مشاغبة تحب الحركة، ولم تكن اختياراتي عادية أو تقليدية، بل كنت دائما أبحث عن الاختيارات المختلفة والغير متوقعة، ولم أكن متفوقة دراسياً على عكس معظم أفراد عائلتي ممن يعدون من الأكاديميين الناجحين بمختلف المجالات، ولكن حياتي تغيرت عندما، عندما وقفت على خشبة مسرح المدرسة للمرة الأولى عرفت أن هذا طريقي وشغفي، ومنذ تلك اللحظة أدركت أهمية الخشبة لإيصال الصوت عالياً، وأدركت أيضاً أن لدي القدرة على التقمص وتجسيد الشخصيات، اكتشفت أنني أملك موهبة الكتابة والتمثيل معا.

كيف أقنعت والدك بالموافقة على عملك في المجال الفني؟

رفض والدي في البداية كان مسبباً، ولم يكن رفض للقهر أو للإجبار بل خوفا علي، على اعتبار أن المجال يعتبر جديدا نسبيا ، و حرصاً على مستقبلي على المدى البعيد، وبالتالي عندما أنهيت دراستي، لم أجد منه سوى الدعم في مساري الفني،  وأحرص دائما على مشاركته في الأفكار منذ بدايتي في صناعة المحتوى حتى هذه اللحظة.

ولكن الفرق كبير بين صناعة المحتوى والتشخيص السينمائي؟

بالطبع، ولكن أن أعتقد أن الكتابة كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي الفنية، أفرغ من خلالها كل ما يخطر من أفكار تسكنني، ولكن للتمثيل مكانة خاصة في قلبي؛ لأنني لا أعدّها مجرد مهنة، بل هي بمثابة علاج يشفي أرواحنا، وهذا الأمر يبرز بشكل واسع في الأدوار المركبة والمحبوكة بشكل شيق.

 هل تهتمين بالأدوار أو الكتابة عن الموضوعات المتعلقة بالمرأة السعودية؟

من المهم جداً طرح هذا التساؤل، لأنني أريد من الجمهور المغربي أن يسمع قصص السعوديات من السعوديات واللاتي يعبرن من خلالها على مشاكلهن الحقيقية، وأفكارهن، وأعتقد أن المرأة بالمملكة تجاوزت المشكلات التقليدية التي يتصورها الكثيرون، وبالطبع أنا أهتم بطرح كل ما له علاقة بالسعوديات من وجهة نظرنا، والتي تعبر عننا بصدق، وليس كما يريد أن يرانا العالم، خاصة وأنني عندما أقدم شخصية  أجتهد لإبرازها على حقيقتها وبتلقائية يحدث هذا التفاعل بيني وبين المشاهد، ومرات أكتشف في أدوار محددة نقاط تشابه مع شخصيتي، وهو ما يثبت عندي هذه النظرية؛ فالتمثيل هو كناية عن تقديم حالات إنسانية تلامسنا عن قرب.

عندما تحدثت عن المرأة السعودية شعرت بأنك تريدين الاسترسال في الحديث، فهل من مزيد؟

بالطبع، المرأة السعودية على مر الأجيال كانت ملهمة وقوية في مجتمعنا، وتساعد على تطوره يوماً بعد يوم، ودائماً ما أتخيلها راسخة وأصيلة كابنة أرض مخلصة لتراثها، لا يمكننا أن نلخص المرأة السعودية بكلمات قليلة لأنها صاحبة خلفية ثقافية وفنية غنية، ولا أستطيع حصر ملايين النساء السعوديات بوصفٍ يمكن أن يلخص ما يليق بهن، فأنا أتذكر والدتي، رحمة الله عليها، لم تكن امرأة تقليدية؛ فقد كانت اليد اليمنى لجدي أطال الله عمره، وكانت تترك أثرها في كل خطوة تقوم بها، فلا تمر مرور الكرام، لقد كانت تتمتع بكاريزما وإيجابية عاليتين، ولعل أبرز ما اكتسبتُه من شخصيتها هو الاستقلالية والطموح والجدية والإخلاص بالعمل، وهنا لا بد من أن أذكر جدتي أيضاً، المشجعة الأولى لي. لقد كانت تحضر أعمالي وتسجلها تماماً مثل نساء أخريات أحطن بي، كأمي الثانية إيمان، فهذه الأخيرة كانت تحثني على السعي وراء أحلامي وتحقيقها، وكذلك تشجعني على تنمية هواياتي؛ لذلك أنا فخورة بالنساء اللاتي لعبن دوراً لا يستهان به في تكوين شخصيتي وإرشادي منذ صغري.

شاركت النجم التونسي «ظافر العابدين» مؤخرا فيلم «إلى ابني» قريبنا من تلك التجربة.

كانت تجربة جد إيجابية من كل النواحي، حتى وإن لم يكن دوري الذي قدمته بالفيلم صعب أو مركب، ولكن من وجهة نظري أن جودته واختلافه في تلك البساطة، إضافة إلى أن أجواء التصوير كانت إيجابية، والعمل مع مخرج وممثل محترف مثل ظافر العابدين أضاف لي خبرات كثيرة خاصة وأنه منفتح على ثقافات عربية وعالمية متعددة.

هل نستطيع أن نقول أن السينما السعودية أصبحت تفرض نفسها على المحيط الاقليمي الفني؟

بالطبع، لأن السينما والحركة الفنية السعودية شهدت تحركاً وتطوراً ملوساً في السنوات الأخيرة، وهذا اتضح من خلال اختيار الأفلام السعودية للمشاركة في المهرجانات الدولية مثل تورنتو وفالينسيا وغيرها، وأيضا من تضاعف حجم الانتاج، وحرص النجوم العالميين على المشاركة في المهرجانات بالسعودية، وهذا يعكس التطور الملموس، والذي سيجني ثماره بالطبع الجيل الجديد من الفنانين السعوديين والأجيال القادمة، لأنه يتم تأسيس صناعة متكاملة.

ما هو طموحك خاصة وأنك تخطين خطى ثابتة؟

العالمية، هي طموحي وأعمل جاهدة للوصول إليها، وأن أمثّل بلدي بالطريقة الصحيحة، وأنقل تاريخنا السعودي الأصيل إلى كل العالم. 

يعد المسرح الملكي الرباط بتجربة ثقافية غامرة من خلال برمجة غنية تشمل احتضان أحداث ثقافية وطنية ودولية، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي للرباط والمغرب بأكمله.
منذ انطلاقته، دأب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تكريم الأسماء اللامعة في عالم السينما، مما يعكس التزامه بتعزيز الثقافة السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي.
بحسب وزارة الصحة، يسجل المغرب ما يقارب 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا بين النساء، يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى بنسبة 36%، يليه سرطان عنق الرحم (11,2%).