نبيلة كيلاني : سفيرة تامغربيت

بين المهمة الصعبة لتقديم حدث فني عالمي لتسع ليالي متتالية، وترويض الكلمات والمشاعر لصنع لحظة فارقة ومكثفة، تحدي شاهق، تستند فيه على تجارب مهنية سهمت في نحت اسم "نبيلة كيلاني".

 صنع عبورها على منصة قصر المؤتمرات خلال فعاليات الدورة 19 الفرق بين دورتين، وتألقت ببساطة لافتة وبسلاسة الانتقال بين اللغات والأحداث بإيقاع السهل الممتنع.

لنتحدث عن تجربتك في التعاون مع مؤسسة مهرجان مراكش، ماذا أضافت لك هذه التجربة ؟

بدأت التجربة سنة 2019 ، غير أن توقف المهرجان يمنحنا الشعور بأن ذلك تم منذ زمن بعيد وهو ما يجعل الأمر يبدو أطول، لكن عمليا تعتبر دورة 2022هي ثاني تجاربي مع المهرجان، لكن علاقتي به هي سابقة في الزمن، فقد كنت أحضر كمدعوة أو لتغطية الفعاليات ضمن عملي الصحفي، بالتالي أعرف المهرجان، وأفتخر بهذا التعاون الجديد بيننا.

كذلك تم التركيز على اللغة الانجليزية الى جانب العربية والفرنسية، في التقديم بحكم التوجه الحالي للمملكة وانفتاحها على اللغة الانجليزية بالنظر لطبيعة المهرجان الدولي وضيوفه وآفاقه.

هل كان الأمر فرصة لك أيضا لابراز شخصيتك على المسرح كإعلامية؟ وهل شكل شرط التمتع بثقافة سينمائية تحديا لك ؟

شكل الأمر بالنسبة الي فعلا تحديا مهنيا كبيرا ، خاصة اني قادمة من عالم التلفزيون. أنا صحفية مذيعة، و ليس لدي الوقت لمشاهدة الأفلام، وحتى أنني لست شغوفة بالأفلام السينمائية، بل لدي اهتمامات وانشغالات أخرى مرتبطة بتقديمي لكل أنواع البرامج سياسية، اجتماعية، ترفيهية…. وقد لا أشاهد أفلاما إلا في وقت الفراغ أو لمتابعة فيلم أحدث ضجة، أو ارتبط بنقاش ما.. أفعل ذلك للمتابعة، بمعنى أني لست متخصصة في السينما بل في التقديم التلفزيوني في المجالات كلها، والتحدث في المواضيع المختلفة.

كان لابد لي أن أشتغل على نفسي وأطور ثقافتي السينمائية من خلال البحث في تاريخ الفن والتعرف على صناع الأفلام والفيلموغرافيات المتنوعة، والمواضيع. علي أيضا الاعتراف بان فريق العمل يسهل كثيرا من مهمتي، من حيث التعرف على المدارس وعلى الأسماء والاشتغال المسبق على الفعاليات المبرمجة.

هل تؤثر بك التعاليق حول مهمتك في التقديم ؟

تؤثر بي أحيانا وأحيانا اخرى لا، لكن بشكل عام، أنا ممتنة وسعيدة بالأصداء حول عملي، اللهم انتقادات بسيطة حول اللباس “علاش القفطان علاش ماشي القفطان”.. هذا اختلاف طبيعي في الآراء ولا إجماع على أحد.

ماذا أضاف عملك بالمهرجان لعملك الحالي كمذيعة في قناة عربية ؟

أعيش في الإمارات العربية المتحدة، واشتغلت في قنوات كثيرة آخرها قناة الحرة ، وأنظر الى مشاركتي بالمهرجان كفرصة ورسالة مباشرة لإعلان انتمائي اللامشروط لبلدي، أمثلها وأنتمي اليها. كأني أقول انا هنا لكني هناك أيضا، و”كنموت على بلادي”.من جهة أخرى فمهرجان مراكش يتمتع بصت كبير كمهرجان عالمي، ويقام له ويقعد ، ومجرد مشاركتي به تمنحني قيمة مهنية أضافية أعتز وأفخر بها.

قدمت برامج المنوعات والبرامج الاجتماعية والثقافية، ما هي آفاقك المهنية ؟

أطمح لتقديم برنامج متفرد ومنفرد يلمس الناس، ويطرح قضايا مهمة عميقة، وبنفس الوقت تخصص له كل الامكانات التي تقدم الفرجة والصورة الجيدة، نعيش مرحلة “السعودة” كما يقال فقناة ام بي سي تفضل السعوديين، ونفس الأمر بالنسبة للقنوات اللبنانية وغيرها.هناك قنوات جديدة ولدي طموح جارف بأن أقدم برنامجا على شاكلة ما تقدمه الامريكية “أوبرا وينفري”برنامج مفتوح على المبادرة ويتمتع بالصدقية والقرب من الناس.

كمغاربة لدينا الحس المشترك “تامغريب”، وقد لا يشتغل هذا الحس أو لا نحس به بشكل واضح، إلا ين نكون في الخارج أو في لحظة الازمات، فعليا أجد نفسي كسفيرة لا تمت بصلة للسلك الديبلوماسي وبدون تكليف، أتابع خرائط المغرب ، متأهبة للدفاع عن ما يمكن ان يمس وحدته الترابية أو ثقافته ..لا أحد طلب مني ذلك، لكنه أمر تلقائي، وأنا وكثيرون غيري في الإمارات، نصحح المغالطات التي قد تنشر على الأنترنيت، وهناك جيوش تخرج كلما تعلق الأم بنقاش أو مغالطات نشرت على المنصات الرقمية.

شكلن الصور النمطية عن المغربيات في الخليج، واحدة من أكثر الصور رسوخا ، كيف تعيشين، تعايشين أو تكسرين هذه الصورة ؟

تتغير الصورة الآن، هناك نساء يقدمن صورة رائعة عن المغربيات، قد يكون زمن الصورة السلبية المنمطة قد ولى، لسبب بسيط وموضوعي، وهو وجود بروفايلات أخرى تكسر الصورة و تفرض نفسها بالعمل والانجازات. لا يمكن أن تتصوري عدد النساء اللواتي يشرفن مسار وصورة المغربية اليوم في الامارات ودول الخليج بشكل عام، كلما ذهبت لمكان، أتفاجأ حين أتعرف على نساء قياديات وفي مناصب مهمة ويحملن دبلومات عالية يخبرنني انهن أيضا مغربيات.. “كنموت عليهم” وأفرح أيضا حين يقال لي انني أنتمي لهذه الفئة التي تصنع مشوارا وصيتا مبنيا على المهنية والانجاز وبعيدا عن النمطية.

تعيشين بالخليج ويمكنك قانون الجنسية المغربي من منح أبنائك جنسيتك، كمغربية كيف تتعاملين مع اكراهات القوانين المرتبطة بقانون الجنسية ؟

لدي طفلان : تالين وفارس، وزوجي مصري كما تعرفين، ويحمل أبنائي جوازات سفر مغربية، ونسافر بدون تعقيدات بجوازنا، في حين أن لدي صديقات من السودان سوريا من لبنان..متزوجات بأجنبي، ولا يتمتعن بهذا الحق ولا يسمح لهن بالسفر الا بوثائق الاقامة.

لدي شعور بالفخر تجاه ذلك وأجد أن المغرب قام بخطوة مهمة للمغربيات، أننا أوفر حظا من غيرنا، غير أن الطموح هو أن يشمل الأمر حق المغربيات في منح الجنسية لأزواجهن أيضا، وشعرت بأهمية ذلك خلال فترة الجائحة حين كانت التنقلات بين البلدان بقيود.لقد استطعت السفر الى المغرب، لكن زوجي لم يستطع لأنه لا يحمل جنسية مغربية، بينما يمكنني أن أكون مصرية لأن زوجي كذلك، لا أستطيع منح زوجي جنسيتي كما هو الشأن لأبنائي، لكن لدي أمل كبير أن تستطيع المغربية منح زوجها جواز سفر وجنسية كما هو الشأن لأبنائها، وأن تكون لها القوة لذلك.

السلوكات المتناقضة التي تعلن عن نفسها خلال الشهر والتي ينتقدها الجميع، كل سنة، ولكنها موجودة في يومياتنا».
المظاهر هي ما يتحكم في السلوك والمبالغة في الشراء والإفراط في الاستهلاك.
قدم عدد من مصممي الأزياء والمنتجات المغربية قطع أصيلة وأصلية من منتجاتهم في فضاء كاليري H، بمدينة الدار البيضاء، كاميرا نساء من المغرب رافقت المعرض لتنقل لكم الصورة.