نور السلاوي : فخورة بتمثيل المغرب والعرب في أولمبياد باريس

أطلقت عليها والدتها المناضلة في مجال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة «أمينة السلاوي»، أسم «نور» لتكون اسما على مسمى، فأصبحت أول مغربية، افريقية وعربية تصل إلى الأولمبياد في رياضة الفروسية الثلاثية، نساء من المغرب التقت بها لتقترب من تجربة نجاح وإلهام مغربية خالصة.

في البداية من هي نور السلاوي؟

أنا لاعبة فروسية ثلاثية محترفة مقيمة بالمملكة المتحدة، حيث أمارس تلك الرياضة بشكل احترافي، تأهلت مؤخرا لأولمبياد باريس 2024، لأحظى بشرف أن أصبح أول لاعبة مغربية، عربية وإفريقية تشارك في الأولمبياد عن تلك الرياضة.

 ما هي رياضة الفروسية الثلاثية؟

هي عبارة عن سباق ثلاثي يجمع بين أناقة الترويض والدقة في قفز الحواجز والشجاعة في السباق، والجميل في هذه الرياضة هي العلاقة الوطيدة التي تربط الفرسان بالخيول، بالإضافة إلى أنها تظهر الارتباط بين اللياقة البدنية العالية، وقوة الفرس، وقدرة الفارس على إدارة مظهر وحركة ورشاقة الفرس، وقد تكون تلك الرياضة غير معروفة في المغرب، ولكن أتمنى أن يكون نجاحي في الوصول للأولمبياد هو بوابة للاهتمام الفارسات المغربيات بالتدريب على الفروسية الثلاثية، وينشأ جيل من اللاعبات واللاعبين المغاربة المتمرسين في الفروسية الثلاثية.

وكيف تستعدين لدورة الألعاب الأولمبية المرتقبة في باريس 2024؟

بالطبع لدي جدول تدريبات صارم، أعمل من خلاله على التدريب في عدة نواحي بشكل متوازي، حيث أحرص على تدريب اللياقة البدنية يوميا، إضافة إلى التدريب مع الفرس الخاص بي ثلاث أيام بالأسبوع، وبالطبع لدى نظام صارم في التغذية وتدريبات التنفس وأخضع بشكل يومي لجلسات التأمل، حتى يصل موعد المسابقة وأنا في كامل لياقتي.

وما هو دور الجامعة الملكية لرياضة الفروسية في تدريبك للمشاركة الأولمبية؟

منذ خمس سنوات وأنا أتدرب بشكل مكثف تحت إشراف وتأطير مدربتي وشريكتي «ديبورا فلوس»، كما تلقيت مساعدة كبيرة من الجامعة الملكية لرياضات الفروسية، إذ وفرت لي جولة في أوروبا للحصول على التأهل، والمشاركة في السباقات، واكتساب الخبرة، وبالطبع أنا أتدرب كثيرا بدنيا، وأحاول أيضا العمل على الجانب الذهني، لأنني مقتنعة أن الرياضة عالية المستوى تتطلب مرونة عقلية كبيرة، وبالنسبة للفرس  «Cash In Hand» فيبدأ الاستعدادات من الصباح الباكر، مع العناية المناسبة للتدريبات، كي يكون في مستوى عال من الأداء. 

ما هي المحطات التي بصمت مشاركتك في عالم الفروسية؟

لي الشرف أن أكون أول فارسة مغربية وعربية دولية في فئة الفروسية الثلاثية، بدأت المشاركة في المسابقات الدولية منذ سنة 2015، حين شاركت في بطولة العالم للخيول الصغيرة سنتي 2022 و2023 شعرت بفخر كبير وأنا أمثل نساء بلدي في تظاهرة من هذا الحجم إلا أن المحطة الأولمبية، التي طالما حلمت بها، هي التي ستترك بصمتها في مسيرتي الرياضية إلى الأبد.

ما هي طبيعة العلاقة التي تجمعك مع الفرس الخاص بك؟

بالطبع هي علاقة وطيدة لأني اقتنيته منذ أن كان عمر في 5 سنوات، وأشرفت على تربيته وتعليمه، وهو بالنسبة لي ليس مجرد رفيق رياضة، بل تربطنا علاقة روحية فأنا أفهمه وهو يفهمني بمجرد النظر إليه، وأعتقد أن تلك العلاقة يستوعبها جيدا من يربي حيوان ويرتبط به، لأنه يصبح أقرب له من الناس، وهذا ما حدث بيني وبين الفرس «Cash In Hand». 

كيف بدأ اهتمامك برياضة الفروسية الثلاثية؟

أحببت الخيول منذ طفولتي، وبدأت في سن الرابعة بركوب البغال خلال رحلات مع أسرتي في جبال الأطلس، كنت أمضي معظم وقتي في الإسطبلات، الشيء الذي مكنني من ربط علاقات جيدة مع الخيول، حين ذهبت لمتابعة دراستي العليا في إنجلترا في جامعة وارويك، كنت أركب الخيل كل يوم في ناد قريب من الجامعة، وفي هذا النادي اكتشفت فئة الفروسية الثلاثية، فأحببت هذه الرياضة التي تشعرني بالحرية، وقررت التركيز فيها سواء على المستوى الاحترافي كلاعبة أو على مستوى ريادة الأعمال والمقاولة.

ما علاقة الفروسية بالمقاولة؟

بالطبع علاقة وثيقة، لأنني مع احتراف اللعبة، قررت أن استغل دراستي للاقتصاد والتدبير، وأنشت مقاولة بالشراكة مع صديقة فرنسية للاستثمار في الخيول، حيث نشتريها في سن صغيرة، ونشرف على تدريبها وتغذيتها، كما نشركها بمسابقات دولية، وهو استثمار واعد في أوروبا.

هل معنى ذلك أنك لم تواجهي أي شكل من أشكال العنصرية في أوروبا خلال مسيرتك الاحترافية؟

لا.. على العكس، لم أجد إلا الدعم، خاصة عندما يعرف المحيطين أنني قادمة من المغرب، ويعرفون أن رياضة الفروسية الثلاثية غير معروفة بها، فيصممون على دعمي من أجل دعم انتشار تلك الرياضة حول العالم، بالإضافة إلى تميز المنتخب المغربي لكرة القدم في كأس العالم قطر 2022، كان داعم كبير لي في الوسط الرياضي الأوروبي، وحتى على المستوى الشخصي

تتحدثين الدارجة المغربية بطلاقة بالرغم من أنك أمضيت سنوات طويلة بالخارج هل يعكس ذلك ارتباطك بالثقافة المغربية؟

بالطبع أنا مغربية «قحة» كما نقول، واحرص على قضاء الأعياد والمناسبات المختلفة برفقة أسرتي في الدار البيضاء.

مؤخرا قمت بزيارة لإحدى جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة بالدار البيضاء برفقة عدد من الفرسان والخيول، هل تنم تلك الزيارة عن أدوار اجتماعية كرياضية في المستقبل؟

 أشكرك على طرح هذا السؤال، لأن هذا هو نضال حياتي، لأني أعتقد أن الرياضي ليس مجرد شخص عادي، بل هو شخص تحت مراقبة وتقليد المجتمع، فيجب أن يعكس الرياضي تلك الصورة الإيجابية للمجتمع، وبصفتي ابنة المناضلة في مجال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة «أمينة السلاوي»، أعتقد أن لدي وضع استثنائي واهتمام خاص بتلك الفئة، لأن الرياضة قد تنقذ حياتهم من اليأس والإحباط، وهذا هو هدفي الذي أخطط له مستقبلاً، حيث أنوي تخصيص جزء من وقتي لدعم الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تجمعك علاقة استثنائية مع والدتك، كيف ساهم ذلك في تشكيلك؟

أنا صنيعة أمي، وعلاقتي بوالدتي غيرت حياتي، لأنها تعرضت لحادثة أفقدتها القدرة على المشي ثم أنجبتني بعد ذلك بعامين، أسمتني «نور» لأنها اعتقدت أنني سوف أنير حياتها وأساعدها على الاستمرار، ولكن في الحقيقة أن نضالها، ومشوارها وحرصها على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة هو الذي بدل حياتي، إضافة إلى أنها الداعمة الأولى لي، وللعلم أنا تجولت في أوروبا بالكامل برفقة حصاني ووالدتي، وبعد تلك الرحلة نجحت في الوصول للأولمبياد. 

ستنعقد النسخة 118 من المؤتمر السنوي لجمعية الصناعة الغذائية لأول مرة في المغرب، وستمكّن المهنيين الأمريكيين من التعرف على القطاعات الرئيسية للفلاحة والصيد البحري والحوامض وزيت الزيتون للمملكة.
تأتي هذه الشهادة الجديدة لتعزز التزام إنوي المستمر بأمن وخصوصية وسلامة البيانات، مما يضع الفاعل الشامل كشريك مثالي في استضافة البيانات وإدارتها للمؤسسات والجهات الصحية.
الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة تسلم الجائزة للمغربية أزنود إلى جانب باقي الفائزين خلال هذا الحفل المخصص لتشجيع الأسر المنتجة في دورتها السابعة عشرة.