بالعنف والتحايل والاستبداد والبترول والطيش، أزيد من اثنين وأربعين سنة لم يتزحزح فيها عن الحكم، واستطاع بالمقابل أن يزحزح جميع الموالين والمعارضين على السواء من قوميين،وجمهوريين، وملكيين وأصدقاءَ انقلابٍ على ملكية انتهت صلاحيتها. وأحاط نفسه بالنساء اللواتي يحرسنه حراسة أنيقة، فيها من الخيال الذكوري ما لا يمكن أن يقع على الجسد الأنثوي إلا بالعنف!
الخَيْلُ اليوم، بعد قرابة عشرين سنة، ما زال حيا يرزق في إسبانيا في عهدة الحرس المدني، بينما تبهدل القذافي بصورة مُرعبة على يد معارضيه وبعض مناصريه الذين ضاقوا به درعا. أُخْرِجَ، وياللهول، مصلوبا تقريبا من قادوس المجاري في حالة لا يرجوها كافر لمسلم وقد اصطبغ كله بالدماء التي تدفقت من أخمص قدميه إلى مفرق شعره. منظر بَشِعٌ وَسَادِيٌّ ليس من الضروري أن يكون درسا لكل ديكتاتوري مستبد مع ذلك.
كان أثنار قد زار ليبيا في سبتمبر من العام 2003 أيام مجدها… لسياسة أرادها اليمين الإسباني أن تكون منفتحة على الدول المغاربية المتناقضة قصد استجلاب ما قد يتحصل من اللعب على التناقضات من خيرات اقتصادية قد تنتفع بها الديموقراطية الإسبانية. والأعراف الإسبانية، وهي تكاد تكون بمثابة قوانين مُلزمة، لا تعترف بالهدايا المباشرة لرؤساء الحكومة أو لغيرهم، بل تعتبرها عطايا للدولة الإسبانية. وهذا ما يفسر لماذا بقي الخيل في عهدة الحرس الوطني ولم ينعم بالركوب عليه رئيس الحكومة نفسه، ويقال إن الرئيس أثنار هو الوحيد الذي كان مؤهلا (أو أطفال من حفدته) للركوب على تلك النوعية من الخيول التي لا يتعدى طولها مترا ونصف متر ولا تقوى على حمل أكثر من الثقل الذي توقع كثيرون أن يكون لأثنار ولقصر قامته أيضا.
ف(بوني) من فصيلة الخيول المُهر التي، فيما يقال، ظهرت في إنجلترا فأصبح لها أصل معروف من تلك الدولة الاستعمارية. ولا تعلو هذه الخيول عن الأرض إلا بمقدار متر ونصف متر كما قلنا، بينما لا تزن، في الغالب، إلا ما يقارب المائة كيلو أو يزيد قليلا. ولحكمة شيطانية، فيما يبدو، عمد القذافي إلى اختيار هذا النوع من الحمير لكي يقول للإنجليز ها إن الإسبان يركبونكم، أو يحاولون، كما تركبون (جبل طارقهم) على بُعْدٍ من وطنكم بالفعل، هذا أولا. ثم هاك يا أثنار، ثانيا، هذا الحمار الذي في قامتك لا تعلو عليه ولا يعلو عنك، فارْكَبْهُ يا هذا… وقد يخجل القذافي نفسه من التلفظ بالبقية هو الذي، كما نعلم جميعا، حاول ذات يوم أن يهين الملك الحسن الثاني سياسيا حين عمد إلى السلام عليه بقفاز حريري أبيض في يده اليمنى.
معلق إسباني تكلم بقليل من السخرية عن وضعية الحمار في أسره التاريخي قائلا: يا له من حيوان مسكين… وهو يعني الحمار بكل تأكيد. وقد أشْفَعَ هذا التعليق بقول مستهجن استخلصَه، بوعي معارض، من الظرفية السياسية قائلا: إن الذي يجب أن يكون في وضعية الحمار أسيرا هو الرئيس بيدرو سانشيس، رئيس الحكومة الذي يراكم الأخطاء والسياسات الفاشلة. وأضاف إلى ذلك أنه كان على أثنار أن يُهدي الحمار بدوره إلى (أباسكال) زعيم اليمين المتطرف وهو الأليق بمن… يكره المهاجرين ويحتقر المغاربة. ولو كان من المُجدي، تابع قوله، أن تُجرَى مقارنة ما بين الثلاثة: القذافي، وأثنار وبيدرو سانشيس لكان من الأحسن للمرء أن يختار الحمار. غير أنه حين أعفى نفسه من المقارنة خشيةً لم يدرك، بطبيعة الحال، أنه إنما يصادر، حسب التأويل الذي أقوم به، على المطلوب، لأن اختياره للحمار في النهاية يؤكد سوء طويته ونية قصده أصلا من المقارنة
الخَيْلُ اليوم، بعد قرابة عشرين سنة، ما زال حيا يرزق في إسبانيا في عهدة الحرس المدني، بينما تبهدل القذافي بصورة مُرعبة على يد معارضيه وبعض مناصريه الذين ضاقوا به درعا. أُخْرِجَ، وياللهول، مصلوبا تقريبا من قادوس المجاري في حالة لا يرجوها كافر لمسلم وقد اصطبغ كله بالدماء التي تدفقت من أخمص قدميه إلى مفرق شعره. منظر بَشِعٌ وَسَادِيٌّ ليس من الضروري أن يكون درسا لكل ديكتاتوري مستبد مع ذلك.
كان أثنار قد زار ليبيا في سبتمبر من العام 2003 أيام مجدها… لسياسة أرادها اليمين الإسباني أن تكون منفتحة على الدول المغاربية المتناقضة قصد استجلاب ما قد يتحصل من اللعب على التناقضات من خيرات اقتصادية قد تنتفع بها الديموقراطية الإسبانية. والأعراف الإسبانية، وهي تكاد تكون بمثابة قوانين مُلزمة، لا تعترف بالهدايا المباشرة لرؤساء الحكومة أو لغيرهم، بل تعتبرها عطايا للدولة الإسبانية. وهذا ما يفسر لماذا بقي الخيل في عهدة الحرس الوطني ولم ينعم بالركوب عليه رئيس الحكومة نفسه، ويقال إن الرئيس أثنار هو الوحيد الذي كان مؤهلا (أو أطفال من حفدته) للركوب على تلك النوعية من الخيول التي لا يتعدى طولها مترا ونصف متر ولا تقوى على حمل أكثر من الثقل الذي توقع كثيرون أن يكون لأثنار ولقصر قامته أيضا.
ف(بوني) من فصيلة الخيول المُهر التي، فيما يقال، ظهرت في إنجلترا فأصبح لها أصل معروف من تلك الدولة الاستعمارية. ولا تعلو هذه الخيول عن الأرض إلا بمقدار متر ونصف متر كما قلنا، بينما لا تزن، في الغالب، إلا ما يقارب المائة كيلو أو يزيد قليلا. ولحكمة شيطانية، فيما يبدو، عمد القذافي إلى اختيار هذا النوع من الحمير لكي يقول للإنجليز ها إن الإسبان يركبونكم، أو يحاولون، كما تركبون (جبل طارقهم) على بُعْدٍ من وطنكم بالفعل، هذا أولا. ثم هاك يا أثنار، ثانيا، هذا الحمار الذي في قامتك لا تعلو عليه ولا يعلو عنك، فارْكَبْهُ يا هذا… وقد يخجل القذافي نفسه من التلفظ بالبقية هو الذي، كما نعلم جميعا، حاول ذات يوم أن يهين الملك الحسن الثاني سياسيا حين عمد إلى السلام عليه بقفاز حريري أبيض في يده اليمنى.
معلق إسباني تكلم بقليل من السخرية عن وضعية الحمار في أسره التاريخي قائلا: يا له من حيوان مسكين… وهو يعني الحمار بكل تأكيد. وقد أشْفَعَ هذا التعليق بقول مستهجن استخلصَه، بوعي معارض، من الظرفية السياسية قائلا: إن الذي يجب أن يكون في وضعية الحمار أسيرا هو الرئيس بيدرو سانشيس، رئيس الحكومة الذي يراكم الأخطاء والسياسات الفاشلة. وأضاف إلى ذلك أنه كان على أثنار أن يُهدي الحمار بدوره إلى (أباسكال) زعيم اليمين المتطرف وهو الأليق بمن… يكره المهاجرين ويحتقر المغاربة. ولو كان من المُجدي، تابع قوله، أن تُجرَى مقارنة ما بين الثلاثة: القذافي، وأثنار وبيدرو سانشيس لكان من الأحسن للمرء أن يختار الحمار. غير أنه حين أعفى نفسه من المقارنة خشيةً لم يدرك، بطبيعة الحال، أنه إنما يصادر، حسب التأويل الذي أقوم به، على المطلوب، لأن اختياره للحمار في النهاية يؤكد سوء طويته ونية قصده أصلا من المقارنة