متزوجة منذ عشر سنوات، وقد كانت حياتنا الجنسية ذات إيقاع عادي إلى أن توقفت بفعل أزمة زوجي مع مرض عضوي ألم به، ولما أردنا استئناف النشاط الجنسي بعد تحسن حاله لم نتوفق، إذ حصل له تعطل يتمثل في عجز وانعدام في القدرة على الانتصاب حتى أن كل محاولة يكون مصيرها الفشل، مما أدخله في دوامة من الإحباط والضيق. وقد أشرت عليه بالاستعانة بالفياغرا لعل وعسى، هذا إذا لم يكن قد حل به سن اليأس.
سلوى - فاس
الجواب : عبد الكريم بلحاج أستاذ علم النفس
تجدرالإشارة إلى أن سن اليأس هو وضع يخص المرأة، إذ ليس هناك حقائق علمية أو طبية تؤكد وجود الحالة عند الرجال، فقط أن بعض الدراسات وتتبع لحالات من الرجال أفادت بوجود الظاهرة، لكنه لا يحدث معه تعطل في الانتصاب. وحتى لو كان احتماله بالنسبة إلى زوجك فأعراضه قد ترتبط بالتحولات الهرمونية لديه ولاسيما إذا كان سنه يتراوح بين 05 و 56، كما قد يتمثل بالخصوص في انخفاض النشاط الجنسي لديه وتراجع في الرغبة المرتبطة به بفعل عجز يحل بالهرمونات. لكن القدرة على التناسل لا تتأثر ولا تعرف توقفا. والحال أن مشكلة التعطل الجنسي الناتجة عن عسر الانتصاب لدى زوجك من الطبيعي أن تستنفر كما بل وأن تُقلقه، بفعل حساسيتها واعتبارها في قرارة نفسه كونها امتحان عسير لفحولته. كما أن معاناته قد تكون بمثابة ألم يُحرجه وقد تتجاوز تقديرها مما تستنتجينه أنت من انطباع وإحساس. فاختلال الانتصاب ليس مجرد عثرة أو محاولة فاشلة وعابرة، بحيث يتمثل في عجز يتعذر معه جعل القضيب ينتصب، ولا يتوقف الأمر على الاستعانة ببعض المنشطات لإعادة العمل. فمن غير المستبعد أن الأزمة الصحية ومواكبتها بأدوية العلاج كما الستريس والإنهاك في العمل أو الإجهاد النفسي، هي عوامل أثرت على نشاط وحيوية زوجك. وفي الغالب، هناك احتمال في كون حالة زوجك تبقى ظرفية وذات مظاهر نفسية وبخاصة أنها ليست بقدر محتوم، لكن التأكيد في أسبابها المؤثرة والفاعلة يتوقف على المعاينة والتشخيص الطبي، وهو الذي سوف يسمح بمعرفة الوجهة العلاجية التي تستدعيها. طبعا فالفياغرا من شأنه تنشيط العملية الجنسية بتفعيل الانتصاب وتحسين الآداء خلال المضاجعة، وبقدر ما يكتسيه كعقار من فوائد منعشة للفعل الجنسي بقدر ما يقتضي استعماله بعض الحذر الذي يستوجب استشارة أومراقبة طبية التي سوف تفيد اعتمادها، ول اسيما فيما تعلق بالدوام عليه، إذ أن تناول منشط أو مقوي هو ليس بالاستهلاك العرضي أو العفوي لفعل عابر. المهم، لابد وأن تتحدثا أنت وزوجك في الموضوع، أي أن تحثيه على زيارة طبيب الذي بإمكانه وصف العقار وقواعد اعتماده، ولما لا استشارة أخصائي نفساني حتى تستعيدا إيقاع حياتكما الطبيعي.