هوليوود سمايل

منذ سنوات وانا أتردد على طبيب الأسنان والحقيقة أن مشاكلي مع الأسنان ليست جديدة غير أن تكلفة الابتسامة القادمة من هوليوود، كانت تتجاوز إمكانياتي بكثييييير.

كلما فتحت شاشة الهاتف تطالعني ابتسامتهن الآسرة، يطلقنها باطمئنان من يعرف ما يملك

اليست الابتسامة عنوان الجمال…؟

كلهن على السوشيال ميديا، بريق أسنانهن يخترق الانستغرام مباشرة إلى قلبي  جميعهن يضحكن ملء الفم والقلب،  وأنا اشتهي هذه الضحكة التي تظهر منها «سنة العقل» 

بلون الجواهر، وبترتيب حرفي يتقن وضع القطع واحدة تلو الأخرى تنتظم الاسنان البيضاء التي لا يأتيها العطب أوالجير  ولا التسوس من أمامها أو خلفها.

ياه كم تمنحنا هذه الجواهر، (وان كانت مقلدة) من ثقة، وهل سأحصل يوما على مثل هذه الجواهر وأطلق ابتسامة عريضة، ضحكة من القلب دون مركب نقص، ودون ارتياب من الخلطة المتنافرة لأسناني التي أضحت تمثل عقدتي.. لم أكن مهملة، لكن تم اقتلاع بعضها للضرورة..كان علي ان اذعن لرأي طبيب الاسنان الذي اخبرني ان  زراعة جسر من الأسنان يستدعي التضحية بها وهكذا كنت مضطرة، ثم لم تسعفني الميزانية التي خصصت في الوفاء بالنتيجة النهائية التي أشتهيها، ثم ها هو الانستغرام  يضعني مباشرة وجها لوجه مع ما أشتهي وما أملك.

منذ سنوات وأنا أتردد على طبيب الأسنان والحقيقة أن مشاكلي مع الأسنان ليست جديدة غير أن تكلفة الابتسامة القادمة من هوليوود، كانت تتجاوز إمكانياتي بكثييييير.

أذكر انني ذهبت يوما لأحد المتخصصين المشهورين في رسم الابتسامة، كان لطيفا بما يكفي لاخباري، بكل لباقة  بطابور المشاكل التي يتعين علي البدء بها، لكن الفاتورة التي اقترح علي كانت تتجاوز كلفة اقتناء شقة في وسط المدينة.كان ذلك كافيا بأن لا أعود الى عيادته مجددا لتفادي الاحراج.

اليوم ها أنذا أحاول الاهتمام قدر استطاعتي بصحة ومظهر أسناني، وأتصالح مع ابتسامتي التي يثني عليها أصدقائي، غير أن مؤثرات السوشل ميديا صاحبات الهوليوود سمايل الآسرة يصعبن مهمتي، و يدفعنني قسرا الى المقارنة.

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.