تمثل أول علاقة جنسية تجربة بالغة الأهمية للجنسين معا، إذ يسيطر شعور بخفقان القلب والتعرق والرعشة التي تشمل كل الجسد، والخوف والهلع الذي يجتاح الطرفين، مما يؤدي عموما الى الفشل عند الذكور والشعور بالألم عند الإناث خصوصا عند الايلاج.
عندئذ تقع الصدمة القاتلة عند الذكور لأن من طبيعة الرجل الانتصاب، أما اذا حصل العكس بمعنى عدم القدرة على الانتصاب، فالرجل يشعر بالألم والحزن، وقد يتمنى أن تبتلعه الأرض ويندثر من الوجود، لأن الرجل «راجل» بالانتصاب أو كما يعبر عن ذلك أغلب الرجال «أنا ميت ما في روح، ما في نفس».
اذ يمثل الانتصاب، بالنسبة للرجل الروح والحياة، فيما يعتبر عدم الانتصاب بمثابة الموت.
وحتى في مرحلة المراهقة، فأي شاب لن يقبل بحالة عدم الانتصاب التي ترتبط بأول علاقة جنسية وسوف تتأزم حالته النفسية، وربما يدخل في حالة اكتئاب شديد، مما يزيد الهم على الهم، وسوف يفقد جميع الرغبات وتسيطر عليه الوساوس.علما أن الخوف من الفشل قد يؤدي الى الفش مرة تلو أخرى، وبذلك سيدخل في دوامة قاتلة.
إلا أن أغلب الناس يجهلون حقائق الأمور من الناحية العلمية.اذ من الطبيعي ألا تنجح أول علاقة جنسية وهذا شئ عادي وطبيعي وغير مرضي. لكن ما يحدث بشكل عام، وهو ما نلاحظه للأسف الشديد في المجتمع المغربي، أن أول علاقة جنسية تكون مع عاملات الجنس و في ظروف سيئة للغاية، يسيطر عليها الخوف من الأمراض التعفنية الجنسية، والخوف من الاعتقال، وتتم بدون أي شعور عاطفي. وهناك فرق كبير من السماء الى الأرض بين العلاقة الجنسية بدون وجود أي مشاعر للحب وبين العلاقة الجنسية التي تستند على الحب والعشق.وعندما يصاحب العلاقة الجنسية الحب والعشق والحنان والعطف والتجاذب، يحدث ذلك الشعور الرائع الذهبي الذي يبعد الخوف والهلع وخفقان القلب ويزيد في قوة الرغبة الجنسية مما يؤدي الى انتصاب قوي وشامل عند الذكور.
بالنسبة للمرأة أو الفتاة، قد يحدث أن تشعر كذلك بالخوف والهلع عند أول تجربة جنسية، وقد تهرب من الفراش كأن مصيبة سوف تحدث، وهذا ما نعاينه، بحكم التجربة، عند الكثير من النساء، ومنهن المتزوجة ولاتزال بعد عدة سنوات عزباء، لا تستطيع الايلاج أبدا وهذا ما نسميه بالتشنج المهبلي.
من المهم التذكير بأن الأسس التربوية تخلق عند الفتاة حالة من الخوف الشديد قبل أي علاقة جنسية، فالفتاة منذ صغرها وهي تعيش تحت الرقابة الشديدة للعائلة وللمجتمع، وقد تكون أحيانا مهددة بالموت عند دخولها علاقة عاطفية.
تعيش الفتاة المغربية والعربية عموما، منذ طفولتها تحت الرقابة العائلية مما يؤدي أحيانا الى قتل الرغبات الجنسية لديها.ومن المفيد للآباء أن يناقشوا مع بناتهن –وهو ليس عيبا أو حراما- ويعلموهن ويربوهن، بدون تهديد أو ضرب فما يحق للابن يحق للبنت، رغم أن واقع الحال عندنا يجعل من كل ما يفعله الذكر حلال وكل ما تقوم به الأنثى حرام.