يعتبر الجنس عنصرا أساسيا من أجل تحقيق الانسجام والتوازن في الحياة الزوجية.
وقد يصبح الجنس -في كثير من اللحظات ولدى كثير من الأزواج- وسيلة للابتزاز من طرف الزوج للزوجة أو من طرف الزوجة للزوج. ويمارس الابتزاز الجنسي بين الزوجين من خلال توظيف المراوغة والمخادعة والمناورة والتلاعب لممارسة الجنس للحصول على مقابل.
لايجب هنا أن نخلط بين الابتزاز الجنسي بين الزوجين والدعارة التي تعتبر سلوكا منحرفا.
في الحالات التي تتخذ العلاقة بين الزوجين طابعا غير صحي malsain ، وقد يهدد هذا السلوك الروابط الزوجية ، هنا نتساءل هل الجنس وسيلة للتقارب والود أم وسيلة لابتزاز عاطفي؟ chantage affectif وبالتالي هل يعتبر هذا الأمر سلوكا عاديا أم نشازا قد يقوم به احد طرفي العلاقة الزوجية ؟
ماهي الانعكاسات السلبية على العلاقة الزوجية نتيجة الابتزاز الجنسي ؟
العلاقة الزوجية هي علاقة مقدسة ولكنها كذلك معقدة ، يتدخل الجنس لإيجاد التوازن وتوطيد العلاقة بين الزوجين، ما يسمح بالتكامل والتماهي بل والانصهار والتقارب العاطفي الوجداني ، ولكن حين يصبح مشروطا بتلبية طلبات و «إلا»…فهو في الحقيقة يخلخل التوازن النفسي العاطفي للأسرة.ان كل سوء استغلال لهذا الجانب، لا يمكن إلا إلا يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية والاستقرار النفسي العاطفي لأفرادها.
قمن المهم الإشارة إلى أن الطرف الذي يقع عليه الابتزاز قد لا يعي بأن هذا الذي يحصل أثناء العلاقة الجنسية هو ابتزاز، مما قد يهشم تقديره لذاته .وكلنا يعرف أن ESTIME DE SOI تقدير الذات هو العمود الفقري لكل حياة نفسية اجتماعية متوازنة لدى الإنسان.
خلال ممارستي الإكلينيكية، يمكنني استحضار الكثير من الحالات من قبيل المرأة التي يشترط زوجها أن تسلمه أجرها الشهري بأكمله كل شهر، وإلا رفض ممارسة الجنس معها طيلة مدة الامتناع.
و أخرى يساومها زوجها بأن تمارس معه الجنس مرتين في اليوم وإلا توقف عن جلب المؤونة إلى البيت طيلة مدة رفضها ممارسة الجنس بطريقة ترهقها وتجعلها فقط موضوعا له، لا فاعلة ومستمتعة به.
يحدث العكس أيضا بأن يعاني الرجل أيضا من ابتزاز جنسي مصدره المرأة،
يمكنني أن أستحضر هنا نموذج شاب -تاجر في الذهب- يعاني من زوجته التي تطالبه بإحضار هدية من الذهب لكي تصالحه كلما تخاصما، وقد كان فعلا يقوم بذلك ارضاء لها وحفاظا على العلاقة الزوجية، غير أن زوجته بدأت في كل مرة تطلب أكثر فمن الخاتم، إلى السلسلة إلى السوار إلى الحزام الذهبي، مما أثقل كاهله ماديا.
هذا السلوك أثر على علاقته بأطفاله ولاسيما على مزاجه، فقد أصبح عصبيا منذ دخوله في ناعورة الابتزاز الجنسي النفسي العاطفي chantage affectif.
وعلى العكس ينعكس العيش ضمن هذا المناخ سلبا على الأطفال-حتى الصغار منهم- إذ يلمسون أن هناك علاقة سليمة أو غير سليمة بين الزوجين، مما يؤثر سلبا على نموهم النفسي العاطفي. يحول هذا التصرف كذلك دون إرساء الارتباط الضروري والسليم attachement SECURE، إذ غيابه بين أفراد الأسرة من شأنه أن يشكل خطرا على الصحة النفسية لكل الأسرة.
إن «المتعة» التي يجلبها لممارسه مكلفة و باهظة الثمن من الناحية الاجتماعية ولا سيما من الناحية النفسية سواء على الزوجين او بقية أفراد الأسرة.
يعتبر مقترف الابتزاز الجنسي إنسانا منحرفا أو يعاني من فقر عاطفي أو من عدم نجاح علاقة الارتباط الاولي (attachement INSECURE ) مع الآهل ، وقد يكون نضجه النفسي العاطفي غير مكتمل وقد يكون تقديره لذاته ضعيفا أو منعدما.
النتائج آو الانعكاسات الخطيرة للابتزاز الجنسي باختصار شديد:
*غياب الأمان SECURITE DE BASE نتيجة الابتزاز العاطفي الوجداني
*الإدمان على سلوكات مرضية
*القضاء على تقدير الذات لدى الآخر الذي يقع عليه فعل الابتزاز
*القلق النفسي و التو ثر النفسيStress
*الاكتئابDepression
*الرغبة في الانفصال وإنهاء العلاقة الزوجية .
مع السعدية السرغيني