خطوط حمراء صحية..

سواء تعلقت بالاستقلالية، الحرية أم العلاقات الاجتماعية..هل يضمن وضع خطوط حمراء بين الزوجين تحصينا للعلاقة ؟ أم أن بعض الشروط-التي تفتقر للمرونة- بإمكانها تكبيل الشريكين ووضع العلاقة في مرمى التجاوز والتوترات؟

 تزوجت لطيفة (مهندسة ديكور)عن حب، ولم تلق بالا للكثير منْ التفاصيل التي اشترطها زوجها الذي يعيش مع ابنته من زواج سابق، كانت تعتقد بأن الطفلة  ستكون الملاك الصغير الذي يرفرف على عش الزوجية السعيد، وأن تكون سببا في تمتين الروابط بينهما، خاصة وهي تعاملها كأم بيولوجية لها، لكن ظلت فكرة وصفة «زوجة الأب» تطاردها رغم كل التضحيات، وتسببت الصغيرة في مشاكل استمرت طيلة فترة زواجها التي تقترب اليوم من عشر سنوات .

توكد لطيفة بانها لم تستوعب  حقيقةً الشرط الذي وضعه زوجها(ابنتي خط أحمر) أو الخط الأحمر الذي اعتقدت انها ستتجاوزه بحسن المعاملة، غير أن هناك مواضعات وموروثات أقوى من النية الطيبة لإنجاح العلاقة، حيث ظلت علاقتها بزوجها رهينة طرف ثالث، ورهينة شرط لا يتقادم بل ينتج المزيد من التوتر.

توكد لطيفة أن الشروط القبلية للزواج مهمة لكن الأزواج في الأغلب – بحكم السن وانعدام الخبرة- قد لا يعرفون حقيقة الشروط إلا بعد دخول معترك الحياة المشتركة ولذلك تعتبر «أن بعض الشروط هي بمثابة مصيدة، قد نقبل بها على أمل التغيير، لكنها قد تصبح السبب الأول للصدام ، ولذلك ومن تجربتي الشخصية، يجب دراسة  الشروط جيدا قبل القبول أو الرفض، بنفس الوقت يجب أن نكون واقعيين في إدراك قدرتنا على تغيير الطرف الآخر مع الوقت» .

البعض يضع جدارا من الخوف والاحتراز من العلاقة الزوجية، فيسعى الى البحث عن حصانة مسبقة تترجم نفسها في صيغة شروط مسبقة لا تقبل التنازل ولمزيد من العناية يتم وصفها بخطوط حمراء لا تقبل التجاوز، لا يرتبط الأمر بجنس دون آخر، فالطرفان يبنيان تمثلات عن معالم العلاقة المريحة أو الصحية بناء على التجارب أو التاريخ الشخصي، أو الدروس المستخلصة من البيئة والمحيط العام، لكن الحياة المشتركة هي مختبر حقيقي لكل القناعات، ومن ثم فالاتفاق حول قبول أو رفض شروط ما، لا يعني عدم الوقوف  عندها أو النقاش حولها بشكل مطلق.

محاولة استباقية للتوافق

هي محاولة قبلية للتوافق، يخبرنا زكريا استاذ وأب لبنتين، أعتقد أن وضع خطوط حمراء، هو سعي الطرفين لاستباق الخلافات المحتملة في المستقبل، اخبرك بالأشياء أو الأمور التي يتعذر علي قبولها، وبالنسبة للرجال غالبا ما تطرح مسألة الحرية في العلاقات الاجتماعية، لأن الرجل يخاف من فقدان الامتيازات التي يمنحه إياها المجتمع حرية لقاء أصدقائه أو أفراد أسرته، كما يضع خطوطه الحمراء التي تتغذى على التقاليد الأسرية التي تعطي الرجل سلطة تدبير الأمور، وقد يخاف من اهتزاز صورته أمام المجتمع، فيما للمرأة أيضا نصيب من الخطوط الحمراء التي تضعها خوفا من ضياع مكتسباتها كحقها في العمل أو استقلال ذمتها المالية».يشير زكريا الى صعوبة التنبؤ بمآلات الشروط القبلية بين الزوجين، لأن كل فترة من العلاقة لها إكراهات معينة وقد يقبل طرف أو آخر بوضع أو شرط  سبق أن رفضه، بحكم المعرفة الوثيقة بالطرف الآخر وسعيا لإنجاح العلاقة ككل».

لم يكن عملي أبدا على طاولة النقاش، والحديث لإلهام مستشارة تأمينات» أعتبر ذلك من المسلمات التي لا يمكنني بتاتا مناقشتها، وهو ما كان مع زوجي، أعتبر ذلك خطا أحمر، وعداه كل الأشياء الأخرى تخضع للمرونة، لقد واجهت ضغوطات كثيرة في التوفيق بين مسؤولياتي كموظفة وكأم، ورغم أن ذلك كان مدعاة لاختلافات بيننا، غير أن زوجي لم يقدم أبدا على تجاوز استقلاليتي في اتخاذ القرار فيما يخص عملي». تشير إالهام  إلى أهمية الحديث بين الزوجين عما يمكن قبوله وما لا يمكن بدون الشعور بالاحراج،»فالسكوت عن بعض الشروط  تحت احراج البدايات مثلا قد يصبح مشكلة أكبر في المستقبل».

أمي خط أحمر،  عملي خط أحمر، استقلاليتي المادية لا تناقش…تتردد الكثير من صيغ التوافق حول شروط تنظم المشترك في العلاقات الزوجية، على الرغم من الأهمية التي يمثلها هذا التوافق في ترسيم الحدود، إلا أنه يواجه الكثير من المقاومة خلال الحياة المشتركة، أو أمام  تمرين الخطوة الأولى  للزواج، لا أدل على ذلك من الرفض الذي يواجه به «عقد الملكية المشتركة» الذي تم اقتراحه ضمن مدونة الأسرة، حيث يتم رفضه من طرف الأزواج ، وفي سياق ذلك ترصد نجاة باسو أستاذة علم الاجتماع بكلية علوم التربية جامعة محمد الخامس الرباط،  متغيرات ذات صلة «بالزواج كمؤسسة اجتماعية تنبني على مجموعة من القيم التي تستمد من الدين والثقافة  يالأساس، أصبحنا نلاحظ تغيرا في هاته القيم أو ظهور قيم جديدة تسمح للأزواج بوضع شروط مسبقة فيما بينهم للحفاظ -بنظرهم- على الكرامة والاستقلالية وعدم الانكسار أمام الطرف الآخر (بالنسبة للمرأة خاصة)..أكيد ان هاته الشروط الجديدة للعلاقات الزوجية جاءت نتيجة التغيرات الاجتماعية التي اصبحت تشكك ربما في معظم الثوابت الاجتماعية التي كانت تطمئن لها النساء» .

خطوط حمراء صحية؟

التواصل والثقة كلمتان تتكرران في كل الدراسات التي تهتم بالعلاقات الزوجية، التي تحتاج إلى التفاهم والاحترام المتبادل لتكون ناجحة ومستدامة، يؤكد خبراء العلاقات الاجتماعية بأن وضع الشروط في العلاقة الزوجية ليس أمرا سلبيا بحد ذاته، حتى وإن اختار بعض الأزواج وضع شروط أو حدود و قواعد تتعلق بالعائلة أو العمل، بل يمكن أن يكون  ذلك عبارة عن محاولة لترسيم حدود العلاقة وتوضيح توقعات الزوجين. على سبيل المثال، يمكن للزوجين الاتفاق مسبقًا على كيفية إدارة الأمور المالية أو كيفية التعامل مع أفراد العائلة.

والمفترض أو المطلوب هو  أن يتم وضع هذه الشروط بعناية وباحترام تام لمشاعر الشريك الآخر. إذا لم يكن هناك توازن في تلك الشروط وإذا تم فرضها بشكل مفرط أو بطريقة قاسية، فقد تصبح مصدرا للتوتر والصدامات. يجب على الزوجين أيضا أن يكونا مستعدين للتفاوض والتحدث بصراحة حول هذه الشروط وتعديلها إذا كان ذلك ضروريا.

إذ يمكن أن تكون الشروط في العلاقة الزوجية مفيدة إذا تم وضعها بحذر واحترام، وإذا تم التفاهم بين الزوجين حولها. ومن الضروري أن تكون هذه الشروط مرنة بما يكفي لمواجهة التغيرات في حياة الزوجين، لأن العلاقات الزوجية الناجحة تعتمد على التفاهم المتبادل والقدرة على التكيف بشكل خاص. كما يشدد الخبراء على أهمية فهم أن وضع الحدود في العلاقة الزوجية هو عملية مستمرة تحتاج إلى تفاهم وتواصل دائم بين الشريكين، وهدفها ليس بناء أسوار وجدران بل بناء علاقة صحية .

هي «لالة فقيهتي» في برنامج «ألف لام» الذي أعدته وقدمته للتلفزيون المغربي، ومحجوبة في حياة في وحل، ونعيمة في برنامج الحكاية الإذاعي، وهي الراوية في «الحبيبة مي»، ولالة ربيعة في «البحث عن زوج امرأتي». بعض من أدوارها الكثيرة والمتنوعة التي ترسخت في ذاكرة جمهور السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، لتكشف عن فنانة رسخت إسمها بعمق إنساني كبير هي نعيمة المشرقي.
العلاقة الجنسية المثالية هي مفهوم شخصي للغاية، ويختلف من شخص لآخر. الخبراء يؤكدون على عناصر مفاتيح وهي التواصل، الاحترام، والقدرة على النمو والتطور معاً.
تم الإعلان عن فتح باب الترشيح للدورة الثانية لجائزة ابن رشد للوئام، بمبادرة من جمعية الصداقة الأندلسية المغربية "منتدى ابن رشد"، التي تنشط في تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا وتوطيد التقارب بين الشعبين الجارين.