في حديقة أسرار النساء الكثير من الاحباطات الجنسية والشهادات ليست الا ما يظهر من جبل الجليد، وفي كتابها «جنس وأكاذيب : الحياة الجنسية في المغرب»، تثير الكاتبة الصحفية ليلى سليماني مسألة الأعراف والتقاليد ودورها في تقزيم الاحتياجات الجنسية للمغربيات وتجاهلها. وعلى الرغم من كل التحولات التي يعيشها المجتمع، لا تزال العلاقات الجنسية للنساء في حكم الطابو، وخاصة حين يتم الحديث عن مساواة جنسية تمنح للمرأة الحق في تجربة جنسية تماما كما الرجل.
يتمتع الجانب الطبي من الحياة الجنسية والانجابية للمرأة بنوع من التساهل في الطرح والمناقشة، بينما يصعب الخوض في تفاصيل الرغبات والاستيهامات والتخيلات الجنسية والنشوة، والحق في المتعة الجنسية على قدم المساواة.
وعلى الرغم من أن موضوع الحياة الجنسية للنساء بات يتمتع بنوع من «القبول» في التعاطي، لكنه تعاطي مسيج، يؤكد عبد الكريم بلحاج أستاذ علم النفس الاجتماعي، الذي يؤكد بأن مساواة جنسية بين الطرفين، أمامها الكثير من الجدران الثقافية الاجتماعية والنفسية التي يجب تجاوزها.وفي الكثير من المواقف لا تحصل المرأة على حقوقها الجنسية بسبب الحشومة، أو الفهم الخاطئ، ويعود الأمر للتربية التي تتلقاها المرأة حول حياتها الجنسية والتي تساهم في بناء الخوف من العلاقة أو الشعور بالذنب تجاه الجنس وكل ما يرتبط بالحميميات، ولذلك تتخلى مرغمة عن حقها في حياة جنسية وفي المتعة ويمكنها الاختناق في علاقة لا تحقق رغبات أساسية وقد يفجر ذلك أعراضا نفسية تتطلب علاجات اكلينيكية، بينما العلاقة الجنسية المساواتية هي علاقة تفاعلية، تتطلب الحوار الصريح والكشف عن الرغبات.