زوجة بوظيفة اجتماعية

تجربة الزواج هي الغوص في تاريخ شخصي لطرف آخر له نظرة وحسابات أخرى مستترة

كنت أرغب في حياة تشبهني : مشرقة، تلقائية، تفتح ذراعيها للحياة، لكن تجربة الزواج هي الغوص في تاريخ شخصي لطرف آخر له نظرة وحسابات أخرى مستترة ولا يرى في الزواج سوى واجهة اجتماعية.
تزوجت عن حب، بعمر الأربعين كان اختياري ناضجا بما يكفي، ورغم أنه زواجي الثاني، إلا أني لم أحمل للتجربة الثانية أي ضغينة، طاقة سلبية، أو أحكام مسبقة، كنت واعية بأنها فرصة لحياة مشتركة جديدة علي خوضها بكل براءة ودهشة، تماما كتجربة مستقلة لا تشبه غيرها.
علي الاعتراف، بأن الكثير مما عشته مع زوجي كان مغرقا في الرومانسية كما تتمنى أي امرأة، سافرنا الى المالديف، الى كابري.. والى الأماكن والجزر التي يحج اليها العشاق، وعشنا لحظات سعيدة جدا، ستنفرط بمجرد مرور سنة أولى من عمر الزواج.
تعوزنا الكثير من أدوات الفهم في بداية أي علاقة، وفي الحقيقة، ورغم الكثير مما يقال عن امكانية اكتشاف شخصية الآخر الشريك مع مرور الوقت ومع العشرة، ومع ان ذلك يظل صحيحا، غير انه صحيح ونسبي في ذات الوقت، اذ مهما مرّ الوقت نوهم أنفسنا بالقدرة على فهم «شخص من كوكب آخر» نشاركه حياة يومية، لكن سرعان ما نكتشف أننا واهمون، وبأن عملية الاكتشاف ومحاولة الفهم هي عملية لا تنتهي وفي الحقيقة هي عملية معقدة جدا، وأن التفاهم بين شريكين غير مبني على المشترك وعلى الرغبة في البقاء معا، بل هو مبني بشكل كبير على التاريخ الشخصي لكل منا.

كان زوجي يمنح الآخرين صورة «جنتلمان»، وهو كذلك في أغلب اللحظات، التي لا نكون فيها بمفردنا، متفهما متساميا عن الاختلاف في وجهات النظر التي تسود في جلساتنا مع الاصدقاء، محتفظا بقدر كبير من الذكاء في البقاء على نفس المسافة من الجميع، وعكسه كنت تماما، أعبر عن رأيي، أخالف من أخالف، وأعبر عن فرحتي أو استيائي، عن القبول أو الرفض ..احتفظت بتلقائيتي وكنت أعتبر بأن الصدق هو أكثر ما أحتاجه في حياتي .كانت التلقائية هي أكثر ما يربك حسابات زوجي الذي كان في الحقيقة يعيش في «صورة» شخص آخر، يخطط لكل شئ، بما فيه الزواج من امرأة تشبهني من عائلة مرموقة في الدار البيضاء، كان ذلك جزء من الصورة العامة التي يريد، من بروفايل رجل عصامي استطاع أن ينجح بمجهوده الخاص وأن يدخل قائمة الناجحين، وكان الزواج مني جزء من المشهد ليس الا.
حدثت أشياء كثيرة كنت أضعها في مصفاة القلب والعقل، دون أن أجد لها تفسيرا، وكنت أرى ملامح الحربائية في كل تصرفاته، لكنه يتدخل بكل نعومة لتبرير وتفسير الأحداث والتفاصيل واقناعي برواية أخرى لكل مشهد أو استنتاج ومعلنا تفهما غير مشروط للكثير من التصرفات للناس حوله، بما فيها مواقفي من الناس. هل علي أن أكون سعيدة بذلك ؟، كان يمكن أن أستمر في وهم السعادة، لولا أني تلقائية جدا، لولا أن روح الطفلة بداخلي ظلت موجودة، وكانت هذه الروح تربك حساباته الدقيقة في العلاقات في المشاعر، في العمل، في كل شئ، فما كان منه الا الانفجار في وجهي.

حدث ذلك ونحن في سهرة خاصة، حيث علي مجاملة الجميع، وحيث علي أن ألعب دورا مرسوما بعناية، أن أوزع ابتسامات مزيفة وأكون زوجة بوظيفة «اجتماعية» ، لكن احد الحاضرين تمادى في ابداء اللطف والاعجاب بي لدرجة التحرش، كانت تلقائيتي في الموعد وكانت حصانتي لأواجهه بانفعال ورفض وكبرياء، لكن مفاجأتي كانت حين اعتبر زوجي رد فعلي مبالغا فيه، بل مرفوضا لأنه يمس بصورته الاجتماعية وبشخصه البعيد عن الصدامية.

لكني كنت كمن يتفرج على فيلم سينمائي، كنت أحاول استيعاب الأمر، هل كان علي الرضوخ لتحرش جنسي ؟ هل هذا ما يطلبه زوجي الجنتلمان؟ ما قيمة كرامتي ومشاعري في بورصة «عطيني نعطيك» التي يدير فيها زوجي أسهما كثيرة، وهل هكذا تسير مملكة رجال الأعمال ؟
في موقف سوريالي، أخبرني زوجي بأن دوري كزوجة هو تسهيل حياته، وأنه ارتباط بي بسبب اسم عائلتي الذي كان كل ما يحتاجه، وتغاضى لأجل ذلك عن وضعي «كمطلقة» واني إن أردت أن اعيش هذه الحياة المرفهة، فما علي الا ان أكون «ديبلوماسية» وأن ألجم التلقائية التي تخلق له مشاكل والتي كانت أكثر ما تعلق به في البداية ؟
كيف يجرؤ على ذلك؟ كمن يدخل نفقا طويلا ويرافقه صوت بعيد، كان صدى كلامه يتردد في أذني، بغا يضحك معاك انت اللي كان خصك ضحكي معاه» كيف يجرؤ على قلب الحقائق؟كيف يمكن أن يطلب مني أن أقبل التحرش…لا أقوى حتى على مواجهة حقيقة أنه يريدني أن أنصاع لنزوة رجل غريب؟
ظلت الاسئلة تحاصرني لأيام عديدة قضيتها في غرفة مقفلة، قبل أن أحزم حقائبي وأسافر الى فرنسا حيث درست، وحيث تقيم شقيقتي هناك سأستعيد صفاء ذهني قبل ان أرفع دعوة طلاق لا رجعة فيه.

العلامة الرياضية الشهيرة تفتتح ثاني فروعها في مدينة الدار البيضاء، والثالث في المغرب، ضمن إطار شراكتها المستمرة مع "بلانيت سبورت" لتعزيز حضورها في السوق المحلي.
هي «لالة فقيهتي» في برنامج «ألف لام» الذي أعدته وقدمته للتلفزيون المغربي، ومحجوبة في حياة في وحل، ونعيمة في برنامج الحكاية الإذاعي، وهي الراوية في «الحبيبة مي»، ولالة ربيعة في «البحث عن زوج امرأتي». بعض من أدوارها الكثيرة والمتنوعة التي ترسخت في ذاكرة جمهور السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، لتكشف عن فنانة رسخت إسمها بعمق إنساني كبير هي نعيمة المشرقي.
العلاقة الجنسية المثالية هي مفهوم شخصي للغاية، ويختلف من شخص لآخر. الخبراء يؤكدون على عناصر مفاتيح وهي التواصل، الاحترام، والقدرة على النمو والتطور معاً.