«بيزنس» مياه الشرب المعبأة

أصبحت مياه الشرب المعبأة مصدراً رئيسياً للإنفاق اليومي لمعظم بيوت المغاربة، نتيجة معلومة مجهولة المصدر أن مياه الصنبور منخفضة الجودة، تسبب عسر الهضم، طعمها غير مستساغ، وبالتالي كان لا بد من البحث عن بديل آمن يقدم مياه صالحة للشرب.

أسئلة مشروعة

يتجول المواطن المغربي داخل أحد ممرات الأسواق الكبرى، ليجد عشرات الأنواع من مياه الشرب المعبأة في قنينات بلاستيكية، يتردد في اختياره أي زجاجة يقتني، يحاول أن يقرأ مكونات المياه المكتوبة على ملصق قارورة فلا يفهم الكثير، يحاول مقارنتها بما جاورها فلا يجد فرق يذكر، يحمل إحداها بشكل عشوائي ويتجه نحو الخزينة، ليفاجئه البائع بأن البلاستيك ملوث للبيئة، وينصحه باقتناء جهاز تنقية ومعالجة المياه «Filter»، ويؤكد له على جودته فتزداد حيرته، ويسأل نفسه ما الفارق بين كل هذه الأنواع وبين مياه الصنبور، وهل توفر له تلك المياه المصدر الصحي الذي يحتاجه هو وأسرته، هذا هو ما حاولنا الإجابة عليه في السطور القادمة.

 

دراسة عالمية

أكدت شركة “mordor intelligence” الهندية المتخصصة في دراسة الأسواق في ورقة بحثية نشرتها عبر موقعها الإلكتروني على شبكة المعلومات الدولية، أن سوق مياه الشرب المعبأة بالمغرب من المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب قدره 2.73٪ خلال فترة التنبؤ (2028-2023)، كما أكدت الدراسة أنه من المتوقع أن يستهلك الشعب المغربي المزيد من المياه الراكدة «مياه القارورات»، مقارنة بالمياه الغازية، بسبب زيادة الوعي الصحي والقضايا الصحية ذات الصلة المتعلقة باستهلاك المياه الغازية، وتأثيرها الصحي السلبي، وأيضا زيادة الوعي بمياه الصنبور منخفضة الجودة، لذلك من المتوقع أن يستمر الطلب على المياه الراكدة»مياه القارورات» في النمو على أساس ثابت ، بسبب النمو السكاني المتزايد في المغرب.

 البريستيج هو السر

حملنا كل تساؤلاتنا إلى الدكتور محمد ازحيمي الإخصائي في الجيولوجيا والمياه الجوفية، والذي بدأ حديثه معنا بوجهة نظر شخصية وعلمية وهي «البحث عن البريستيج الاجتماعي هو السر»، ثم استطرد شرحه قائلا :»يظل المياه هي المياه مهما اختلف مصدره، ولكن منبع المياه الأصلي وانتمائه الجيولوجي في الأرض، يؤثر على نسب مكوناته والحمولة المعدنية به، لأن المعادن هي مكون أساسي للمياه، وبالتالي عندما نسمع من بعض الناس عبارات مثل ( مياه ثقيلة – مياه خفيفة) نفهم مباشرة أن هذا يرتبط بالحمولة المعدنية لها، مما يعطي شعور بالثقل عند تناولها، وعموما بيزنس المياه المعبأة بالمغرب لا يتحكم به مكونات المياه أو طعمها وإنما تسيطر عليه الرغبة في الظهور والبريستيج الاجتماعي عند طبقة معينة من المغاربة، ومن وجهة نظري فإن مياه الصنبور أفضل من مياه القارورات لمعظم الناس باستثناء مرضى الكلى والضغط والأطفال، فمن الأفضل اللجوء للمياه المعبأة معلومة المصدر ذات العلامة التجارية الموثوقة، لأن الكثير من مياه القارورات هي مجرد مياه صنبور معبأة ليس أكثر».

مياه آبار وعيون وثالثهما الصنبور

لن تعطي الحكومة المغربية الضوء الأخضر للمواطنين للشرب من مياه الصنبور، وتؤكد أنها مياه آمنة وصالحة للشرب، وهي دون ذلك، هذا هو ما أوضحه الخبير الجيولوجي قائلا:» المياه بالمغرب مصدرها واحد فهي مياه آبار وعيون أي «مياه جوفية»، وهي التي يتم علاجها بطرق مختلفة لتصل إلى المواطنين في الصنبور، أو تستغلها الشركات التجارية وتعبئها في قارورات وتخرج في شكل المياه المعدنية المعبأة، والتي يختلف طعمها وفقاً لمصدرها كما ذكرنا، والطبقة الجيولوجية المتواجدة بها، فالمياه الموجودة بطبقة الأرض الكلسية أو الجيرية، تختلف في حمولتها المعدنية عن تلك الموجودة في الصخور المتحولة أو البركانية، وهذه المسائل العلمية لا يستطيع تمييزها سوى المختصين، وهذه المياه هي جارية في باطن الأرض مجرى الدم في عروق الإنسان، وقد تتكون من ذوبان الجليد، وبالتالي هي مياه نقية وصالحة للشرب، بعد عملية المعالجة بالطبع، وهنا أؤكد أن الذوق الشخصي والبرستيج الاجتماعي هو الدافع الأول لاقتناء مياه القارورات المعدنية».

بلاستيك قاتل

تنقل الشركات المياه المعبأة في ظروف غير صحية، وتترك تلك القارورات معرضة لحرارة الشمس، لساعات وأيضاً وفقا للدكتور محمد ازحيمي، فإن ضعف المراقبة يجعل من المياه المعدنية مياه عادية لا قيمة لها صحيا بعد تعبئتها في القنينات، في ظل عدم احترام شروط نقلها وتخزينها، فأغلب المياه المعدنية المعبأة تنقل عبر شاحنات لا تتوفر فيها الشروط، وهو ما يعرضها لأشعة الشمس التي تؤدي إلى تفاعلات تجعل المواد المكونة للقنينات البلاستيكية تتسرب إلى الماء، وبالتالي تذوب في الماء، مما يهدد سلامة وجودة المياه، وبالطبع فإن مكون البلاستيك بالأساس ملوث للبيئة، ومعظم دول العالم منعت استخدامه نظراً لمدى خطورته وتأثيره على كوكب الأرض. 

على منصة أجهزة نحت الجسم دون أي مجهود بدني، برزت EMSCULPT NEO التكنولوجيا الثورية التي تعمل على إعادة تشكيل عضلات البطن، ونحت الأرداف وإزالة الدهون بشكل فعال من جلسة واحدة.
تأتي مشاركة المشروع في إطار التعاون المثمر والتنسيق الفعال بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومؤسسة البحث العلمي وسعيهما الدؤوب لترسيخ ثقافة القراءة وجعلها أولوية مجتمعية.
تقدم المؤسسة بين يدي مهنيي الكتاب والقراء والمهتمين بحالة النشر بالمغرب تقريرها الجديد عن حصيلة نشر الكتاب المغربي لسنتي 2022/2023.