شبهت منى الصباحي المدربة والباحثة في مجال التنمية البشرية، عملية التربية مثل تعلم قيادة السيارة، التي يحصل السائق على فترة تدريبية تصل في الدول المتقدمة إلى عامين حتى يتسنى له الحصول على رخصة القيادة، فما بالك بقيادة حياة إنسان، وتأهيله ليكون شخصا سويا، وتدفع العائلات فاتورة عدم التخطيط لمرحلة التربية.
أكدت المرافقة الأسرية على أهمية وجود موعد أسبوعي أو اجتماع أسبوعي وأن يصبح روتينا لدى كل الأسر خاصة من لديها مراهق، ويتم توزيع المهام والمسؤوليات داخل الاجتماع، وأن يبتعد جو الاجتماع عن تبادل الاتهامات والتراشق بين أفراد الأسرة ولابد أن يعيي الوالدين أن واحداً من أهم أدوار الأب والأم هو المرافقة وتحديد الأهداف، وتجنب الخلافات الجانبية، والتأكيد على قيمة التسامح الأسرى لأنه هو الأساس، حيث لا يوجد شيء يهدم العلاقات مثل الضغينة، ويجب أن تحرص الأسرة على الإجابة على عدد من الأسئلة في الاجتماعات الأسبوعية مثل ما هو الشيء الذي يسعدك. ماذا أحزنك؟، ما هو هدفك؟، من هو أقرب شخص لك ولماذا؟، كما يجب أن يحرص أفراد الأسرة الواحدة على تبادل عبارات الحب والتقدير لأنها لها أثر جيد جداً على الترابط العائلي، وهي احدى لغات الحب التي لابد من أن نستخدمها ولا يستهتر بها، ومن المهم جدا أن يعرف الوالدين أنه لا يوجد شخص مثالي، ومن الطبيعي أن يخطأ الأب والمراهق وكل منهما يعبر عن غضبه بطريقة مختلفة، وهو جزء من فلسفة الحياة، وكل ما على الوالدين أن يتابعوا حياة أبنائهم ويكونوا قدوة صالحة لهم لأن هذه هي أفضل وسيلة للتربية .