أبناء العنف….إلى أين..؟!

يتجاوز خطورة تأثير العنف على المتاعب الجسدية والنفسية أو التأثير اللحظي للعنف، حيث يتحول إلى دائرة لا تنتهي من العنف المتوارث، فعندما يستأنس الأبناء مشاهد العنف وتتحول إلى مشاهد اعتيادية تصبح جزء من مخزونهم الثقافي والسلوكي، طرحنا السؤال على الأخصائية النفسية أمل سبتي، والتي رسمت لنا الطريق الذي يسلكه معظم أبناء العنف.

شرحت المرافقة المتخصصة في تربية الأبناء خطورة ممارسة العنف داخل المنزل قائلة : «العنف بكل أشكاله وصوره ضد الفطرة والإنسانية، وبالطبع ضد جميع الديانات السماوية، والعنف على اختلاف أشكاله وأنواعه لا يمارسه الرجل فقط، بل هناك سيدات يمارسن العنف البدني، اللفظي والنفسي ضد أزواجهن أو أبنائهن، مما يكون له تأثير جد سيء على الأبناء ومسارهم الحياتي،  ولابد هنا من الوقوف على  نقطة دوافع ممارسة العنف لأن العنف دائرة ولا يأتي إلا بالعنف، فعندما يرى الابن العنف المنزلي من طرف والده تجاه والدته يصبح بالنسبة له أمر عادي، ويمارسه في الكِبر على زوجته، ولهذا لا تنتهي دائرة العنف، إضافة إلى أن هذا الابن يصبح أمامه خياران عندما يرى مشاهد ضرب والدته، إما أن يدافع عنها ويخسر أبيه، أو يوافق أبيه ويصبح شريك في العنف وممارس له، لذلك لابد أن ينهي الوالدين خلافاتهما بالحوار ولا يعتمدا العنف باعتباره طريقة للتفاهم».

شرحت خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية الطريقة التي يجب أن تتعامل بها المرأة المعنفة مع الموقف قائلة : «هي كلمة السر في إنهاء تلك القضية برمتها، فلابد أن تضع حد للتعنيف، وإن لم تضع هي الحد بنفسها لن يضعه لها أي شخص، لأن لديها مفتاح الحل، لأنها عندما توافق ضمنياً على أن تصبح مُعنفة، تصبح شريكاً في تعنيف الطفل إما بالموافقة على امتداد دائرة العنف له، أو التشبع بمشاهد العنف الأسري، لذلك فإن الموضوع يحتاج إلى إرادة لأن المرأة هي من تسمح للرجل بالتجاوز في حقها وحق أبنائها من البداية أما إن كان لديها البنية الشخصية للتصدي، فلن تسمح لأي شخص بتجاوز حدوده، وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون العنف على أبنائهم بغرض التربية فيمكنهم التوقف فوراً عن هذه الطريقة، والاعتذار لأبنائهم عن هذا السلوك، وأن يفتحوا معهم فصلاً جديداً من حل المشكلات عن طريق الحوار».

تشير الدراسات العلمية  إلى أن تعرض الطفل لخمس دقائق من العنف، سواء عنف يمارس على شخصه من جانب أحد الوالدين أو شاهد مشاهد عنف يتعرض لها مقربون قادرة على إصابة الطفل بالتسمم السلوكي لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح على سلوك الطفل، ويترجم إلى عنف مضاد تجاه الآخرين، سلوك عدواني تجاه البيئة والأشياء والنفس أحياناً، أخذ حق الغير والتنمر، وبالتالي عندما يكبر هذا الطفل أعظم إنجازاً من الممكن أن يحققه هو أن يمارس العنف ضد الآخرين، ويظل نموذج للاضطرابات السلوكية طوال حياته، وهو في النهاية يدفع ثمن عنف منزلي تعرضت له والدته أو مارسه عليه والده ظناً منه أنه يربيه. 

لا سكينة ولا رحمة بينهم. كل وصايا المعاشرة الطيبة وبالمعروف مجرد صيحة في واد آسن. العنف إيقاع يكاد يكون يوميا. وجولاتهما فيه تضع عنفه وردة فعلها في ميزان التقييم : سلوكه عدواني يصل بعضه إلى إحداث عاهة مستديمة وأقصاه عنف مميت. «عنفها» رد فعل على سلوك تحركه ثقافة ذكورية بائدة يبررها هو ب: نضربها وما نخلي شكون يضربها.
يتجاوز خطورة تأثير العنف على المتاعب الجسدية والنفسية أو التأثير اللحظي للعنف، حيث يتحول إلى دائرة لا تنتهي من العنف المتوارث، فعندما يستأنس الأبناء مشاهد العنف وتتحول إلى مشاهد اعتيادية تصبح جزء من مخزونهم الثقافي والسلوكي، طرحنا السؤال على الأخصائية النفسية أمل سبتي، والتي رسمت لنا الطريق الذي يسلكه معظم أبناء العنف.
كشفت المنتجة المغربية كريمة أولحوس عن إصدار أحدث أعمالها الفنية، وهو الفيديو كليب "أصلي أنا" للمغنية الفلسطينية الأردنية زين، إذ يعد هذا العمل لوحة بصرية وموسيقية تحتفي بالهوية الثقافية الفلسطينية، ويمثل إضافة نوعية لمشوار أولحوس الذي يجسد نجاحا مشرفا للمرأة المغربية والجيل الجديد في مجال الإنتاج الفني والسينمائي.