يتابع المراهقين حول العالم أحدث الصيحات والتحديات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمنها ما يكون إيجابي مثل ما لحق زلزال الحوز من تضامن مجتمعي شارك فيه الكبير والصغير، وتفاعلوا معه بإيجابية وتسابقوا لجمع التبرعات للمناطق المنكوبة، ومنها ما يكون سلبي فقد يعرضهم للخطر أو يكسبهم سلوك مرفوض.
الطوندونس مثل العدوى، خاصة في ظل وجود خصوصيات لكل مراهق تدفعه لذلك، وعادة تنتشر هذه الظواهر من ناحية بفضل من يدفع نحوها ويروجها ويجذبهم إليها، وفي الوقت نفسه من ينجذب إليها هم أطفال ومراهقين لديهم خصوصيات، كمشاكل أسرية أو تعليمية أو سبب في تكوينه يدفعه نحو المخاطرة والمغامرة.
يعد الحوار هو كلمة السر في التواصل مع المراهقين لإبعادهم عن تلك الآثار السلبية للتكنولوجيا، والتي لابد من أن يتعرضوا لها بفعل العصر، ولا يمكن للأسرة أن تضع أبنائها في صندوق بعيداً عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يستطيع الحوار أن يشكل حائط صد ضد أي محاولة تأثير سلبية عليهم، ويحميهم من التمادي في سلوكيات قد تودي بحياتهم في بعض الأحيان.
اسأل أبناءك المراهقين، ما الفائدة؟ وماذا سيجنون من اتباع مثل هذه التحديات؟ وما العواقب المحتملة لهذه الأعمال، إتاحة المجال للتحدث بشفافية مع الأب أو الأم عن أي شيء، والابتعاد عن أسلوب إلقاء المحاضرات النرجسية على الأبناء ولا سيما المراهقين، وبالطبع إظهار الحب والاهتمام ومنحهم الثقة، وفي الوقت نفسه يجب توجيههم بشكل سليم.
هناك قواعد يجب أن تحكم علاقة أبنائنا بمواقع التواصل الاجتماعي، لأن صداقتنا لهم ليست كافية لحمايتهم، حيث يجب أن يتمتعوا بالحرية المسؤولة، وهذه المسؤولية تنطلق من القواعد، وهي: تحديد أوقات الاستخدام، وإيقاف تشغيل الإشعارات الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مراقبة الحسابات الخاصة بهم، تشجيعهم للعثور على اهتمامات جديدة وإيجاد أسلوب حياة أفضل.