حكاية ‎الطريق الى الحب

أحبته في صمت كانت تترقب أخباره وخطواته, وكان هو مثلها الأعلى...

أحبته في صمت كانت تترقب أخباره وخطواته, وكان هو مثلها الأعلى بل هو المثل الأعلى لكل شباب الحي كان يقابل إبتسامتها بإبتسامة ساحرة تكفيها لتحفزها وتعطيها جرعة أمل وتجعلها تدرس ليل نهار حتى تصبح حديث جلسات نساء الحي في مساءات كأس الشاي ولأن أمه وأخته من بينهن فأخبارها لا شك ستصله وتنال بعض إهتمامه هذا الإهتمام الذي كانت تلمسه من خلال إبتسامته العريضة التي يخصها بها وحدها دون بقية بنات الحي فالمجد والمجتهد يقدر عمل من يشبهونه فهو وحده يقدر المجهود والتفوق لأنه يعرف تكلفته فنحن أبناء أسر فقيرة لا يمكنها أن توفر لنا الساعات الإضافية ولا كتب الملخصات وإمتحانات السنوات السابقة وحلولها لكننا كنا نحصل عليها مقابل توفير خدمات لتلاميذ لا يفهمون رغم ما توفره لهم أسرهم ,استغل حاجات الزميلات للفهم اكثر فأشرح لهم ما تعذر عليهم فهمه مرت سنوات الإعدادي والاثانوي بتفوق جعلني دائما حديث الجيران وكان جرعتي وحافزي إبتسامة وسيم الحي ومجتهده، الذي حصل على نقطة جد متميزة فكان الأول في ثانويتنا في الباكلوريا احتفل به المدير والأساتذة وكان حديث المدرسة والحي، بل والمدينة دخل كلية الطب بعد إجتياز المباراة بنجاح، مما صعب علي الأمر فانا اقتفي أثره والسقف إرتفع علي أن أحقق نفس معدله وألج كلية الطب أيضا لأصبح نجمة الحي أيضا لعله يرضى ويبارك لي بدل الإبتسامة فقط سقف توقعاتي إرتفع أكثر وأكثر على جميع المستويات استغليت خبر ولوجه لكلية الطب حتى أبارك له في أول لقاء تعمدته فأنا أتربص له في كل تحركاته حتى أني أراقب ضوء غرفته المقابل لسطح بيتنا حيث أقضي أغلب ساعات يومي أعرف متى ينام ومتى يخرج ويستيقظ وأصبحت صديقة أخته حتى أعرف ماذا يأكل ومن يكلم وهل هناك من تأخد إهتمامه وعندما أعلم أنه منشغل فقط بالدراسة لا غير أتحفز لأحصل على إهتمامه من خلال تفوقي وأصبح أنا وهو حديث الأسر في الحي فينشغل بي مثلما أنا منشغلة به، استغليت يوما فرصة لقاء به لأبارك له وأتحدث إليه بدل الابتسامة كاد قلبي يقف من شدة الخجل وأحر وجهي ارتفعة حرارتي وتجمد الدم في قدمي وتصببت عرقا وأنا أخرج حروفا مرتبكة ليرد علي في خجل وفخر وإبتسامة وعينه أرضا الله يبارك فيك أيضا فخور بك كونك متفوقة تصلني أخبارك وأفرح لأجلك لهذا أنا مستعد لأي مساعدة او ملخصات حتى تحصلين على نقطة تأهلك لاختيار الكلية التي تريدين بعد الباك ..رديت عليه بسرعة رغم الارتباك الكبير الذي كنت أحسه …كلية الطب مثلك أستاذ سعيد رد علي ..جميل هذا ما أتمناه حتى نصبح معا قدوة لأبناء حينا في تحقيق أحلامهم فأنا حزين لبعض أبناء الجيران الذين تركوا الدراسة للعمل لمساعدة أسرهم وحزين أكثر لمن مع الأسف منعته المخدرات و «البلية» وليس لنا ما نفعله من أجلهم وأتمنى ان أنشىء قريبا جمعية تجمع المتميزين من أبناء الحي حتى نقدم خدمات ودعما لمن يتابعون الدراسة حتى لا ينحرفوا أو يزيغوا عن الطريق ما رأيك ..أنا معك على الخط أي شيء تفكر فيه لصالح الحي وأبنائه أنا معك وأتمنى أن نستطيع تقديم خدمة لرفقاء سنوات طفولتنا الجميلة فأنا حزينة جدا كون أكثر من نصفهم غادروا الدراسة الشباب بسبب المخدرات والفتيات يشتغلن في سن مبكر رغم أن القانون يمنع هذا لسد حاجات الأسرة ولتوفير ثمن البلية لإخوانهم الذكور شيء محزن جدا لو تابعوا الدراسة لربحنا الكثير بل أن بعضهن تزوجت وعادت مطلقة لبيت أهلها بأطفالها مما يوسع هامش الأمية والفقر مع الأسف ..صراحة أنا مسرور لهذا اللقاء وكونك بهذا المستوى الفكري لو كانت فتياة الحي بمستوى أفكارك لربحنا الكثير ..سأكلم شباب الحي من أمثالنا ونختار اسم للجمعية وننطلق مع بداية الموسم الدراسي أعلم ان الأمر ليس سهلا وسيأخد من مجهودنا ولكنها تضحية ستعود بالنفع الكبير على أبناء الحي وعلينا تعلمين أن من يعطي من وقته من أجل المصلحة العامة الله يبارك له في أعماله وبالمقابل أنا سأعطيك الدروس والملخصات ستوفر عليك الكثير من الوقت وتساعدك كثيرا ..هذه أجمل خدمة ممكن توفرها لي خصوصا وأني أنوي الاشتغال خلال عطلة الصيف ..افترقنا على موعد تأسيس الجمعية والفرح لا يسعني ذهبت للبت صليت شكرا لله على ما أعيشه من سعادة حتى يحفظها لي الله …مرت الأيام بسرعة حصلت على الباك بميزة وولجت كلية الطب 

بمجهود كبير وليال بيضاء لكنها كانت بالنتيجة المرجوة فأصبحت قريبة منه في الجمعية والكلية يقابل إهتمامي بنفس الإهتمام لكن دون أن يفاتح أي مننا بموضوع الحب خصوصا أنه يوما في إحدى الدورات التكوينة لشباب الحي أخبرهم أن من يعرقل التفوق هو الحب والعواطف قبل التخرج وأنه فقط ضياع للوقت صدمني الأمر كثيرا لكني كنت سعيدة بالتواجد قربه ولم يكن الأمر متاحا لولا التفوق فهو أقرب الطرق الى قلبه مرت الأيام والشهور والسنوات على إيقاع النجاح والتفوق وأنا أجري وراءه بنفس الوثيرة حتى أبقى قربه وأنال إهتمامه فهو لا يلتفت لغير المتفوقات المتفوقين وكنت أغار كثيرا عندما يهتم بإحداهن وعندما يلاحظ هذا يقدمني على أساس أني ممكن أكون قدوتهن لأنني حققت المعجزات كما كان يقول ودائما يقدمني للاخرين كوني مفخرة الحي كان كلامه يحفزني وأبقى كثيرا دون نوم فرحا وسعادة وأنا أصلي وأدعو الله ان يبارك في سعادتي الى أن جاء يوم تخرجه ورغبته في متابعة الدراسة في بريطانيا ..أصابني الخبر بالاغماء عندما وصلني من أخته وفي إجتماع بالجمعية اقترحني رئيسة بدلا عنه وهو يمازح الأعضاء قائلا على الأقل لسنة لعلها تلحق بي ههه كان هو مازحا وترسخت الفكرة لدي قلت له أن كنت سألحق بك وهذا ما سيكون بحول الله لو تقترح إسما اخر أجابني صح ان كانت هذه نيتك وأنا معك حتى نعود بدملوم تخصص يعود بالنفع علينا وعلى أسرنا وحينا وحتى تستفيدي من تجربتي هناك أيضا لعله كان يبادلني الحب بطريقته التي قال عنها يوما أن الحب مؤجل الى انهاء الدراسة بعد مرور السنة تخرجت ولحقت به خصوصا أنه سجلني هناك وسهل علي كل الأمور رغم رفض الأسرة …هناك وجدته في انتظاري بالمطار في الطريق أخبرني ان كل شيء مرتب له وأني سأقيم معه في البيت دارت الدنيا بي أخبرته بلباقة أني عملت حسابي للإقامة في فندق في انتظار أن أدبر أموري عند بداية الموسم الدراسي وعندما أخبرته أن ما معي من النقود يمكن أن يفي بالغرض في انتظار أن أعمل نادلة معه في المقهى الذي يشتغل به خارج أوقات الدراسة أجابني مازحا هكذا فكرت أنا في البداية لكن مامعي من نقود انتهى بعد عشرة أيام وأصبحت أعيش مشردا الى ان اتقيت بجيسيكا وهي مديرة البنك الذي ذهبت لأسأل عن قرض للطلبة فتطورت العلاقة بيننا وأنا اسكن معها في بيتها دار راسي 180 درجة وأنا بمكاني التزمت الصمت علق علي هو أنه تعب الطائرة وبعدما سأذهب للبيت وأرتاح سأتحسن خصوصا اني لأول أركب الطائرة وأنه حصل معه نفس الأمر الفرق بيننا أني وجدت من يلتقيني في المطار وخفف علي صدمة التواجد في بلد غريب كأنه يذكرني بمعروفه علي إستسلمت لأفكاره بالبيت المرتب الأنيق الجميل جلست في المكان الذي أشار لي به كانت المائدة معدة مسبقا العصير وأكل جاهز أخبرني أنه أعدها قبل أن يتوجه للمطار لاستقبالي وأن جسيكا لن تكون الا ليلا عندها إجتماع مع رفقاءها في الجمعية التي ترأسها بعد خروجها من العمل ..بعد الأكل أراني غرفة مرتبة جميلة, لما سأني عن رأي أجبته أنها جميلة رغم أني كنت جد مرتبكة في داخلي وأشعر بالا توازن يكاد يسقطني أرضا أخبرني أنه اختار الألوان التي تعجبني وأني أخبرته يوما أني أحب الأخضر ملكي والأبيض نعم شيء مفرح وجميل أن تتذكر ما يعجبني نعم يا شيماء كيف لي أن أنسى ولأول مرة يناديني باسمي وبنبرت بها مزج بين الموسيقى والحزن على خسران وفقدان شيء إلى ان قاطع سرحاني بعدما ترتاحين وتأخدين حمامك نتحدث ستكون جيسكا قد جائت وغذا نبرمج يواما خارج البيت سأخدك الى أماكن جميلة فالأيام المقبلة ستكون الدراسة والعمل ولن يسمح وقتك بالتجول وأنا أيضا نفس الأمر الا أني طلبت عطلة لأكون في خدمتك شكرته وأغلقت الباب بالمفتاح الذي أحدث صوتا وأنا متعمدة أحداث الصوة في المساء التقيت بجسيكا الجميلة حد الإثارة أنوثتها صارخة جدا هي كانت تتحدث الي بلباقة وانا ارد ونار الغيرة بادية علي والدموع بعيوني حتى أن خالد كان يخبرها ان التعب باد علي وأن طريقتي في الحديث مختلفة عن شيماء التي يعرفها وأن الأيام ستجعلها تحبني وأنا أعلق على كلامه بالمغربية كيف يا خالد لا أنا مصدومة علي أن أغير البيت في أقرب فرصة لا يمكنني ان أجاملها وأكذب عليها وأتمنى لك بالمقابل حياة سعيدة معها أحس أنها ما أحبت ان نتحدث بغير الإنجليزية معلقة أنه من الوقاحة ان نتكلم معا بالعربية في حضورها علق خالد اصبري لا تجعليها تنزعج أرجوك في الصباح عندما نكون وحدنا ساخبرك كل شيء أرجوك من أجل كوني لطيفة أرجوك أنا في ورطة كبيرة..ما دمت في ورطة لماذا تغامر بي حتى أنا وأصبح في ورطة أخد يدي بين يديه من أجلي لا تجعليها تحس بأي شيء ستزعج وأنا أخشى على مشاعرها .وقفت مكاني وقلت له صارمة انه قراري بالبحث عن سكن لا أريد ان أورط نفسي في حب جسيكا والتعاطف معها شيء فوق طاقتي أنا حسبتتك تتفوق وتتعب لتدرس وتعود لوطنك لتحل مشاكل من هم على العقيدة والقيم وغلبتهم ظروف الحياة أخدت حقيبتي الى أول أقرب فندق في انتظار أن أجد سكنا يأويني أخبرني خالد أنه معي وأن قراري صح بعد شهور كان علي الاشتغال على خالد ليتحرر من عقدة الذنب والتعاطف مع جسيكا بالإشتغال أكثر بالبحث العلمي في مجال دراسته واشتغاله وانه لا يستطيع تغير العقلية الملحذه أخد مني الأمر سنوات ليخبرني عند حفل تخرجه وأمام كل الحضور أنه ينوي الزواج مني لأنه أحبني كثيرا منذ أن راني أول مرة لأكثر من خمسة عشر عاما وأنه أجل الأمر إلى حين حصوله على الدبلوم أحب خالد وأحببت أكثر القيم والمباذىء التي تربينا عليها وحمدت الله كثيرا وصليت حمدا وشكرا وأنا أدعو الله ان يبارك في محبتنا وسعادتنا .

يستند مشروع "قطرة" الذي قامت بتطويره مجموعة من الطلاب بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن في الدار البيضاء، إلى تطبيق على الهاتف النقال مرتبط بجهاز ذكي لإدارة المياه.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية موسعة يرعاها المجلس الإقليمي لتنمية القطاع السياحي وجعل الإقليم نقطة جذب للسياحة الوطنية والدولية على حد سواء.
تجسد هذه الحملة، التي أطلقها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت شعار “لنعمل معا”، بإشراف من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع.