كنت أرغب في حياة تشبهني : مشرقة، تلقائية، تفتح ذراعيها للحياة، لكن تجربة الزواج هي الغوص في تاريخ شخصي لطرف آخر له نظرة وحسابات أخرى مستترة ولا يرى في الزواج سوى واجهة اجتماعية.
تزوجت عن حب، بعمر الأربعين كان اختياري ناضجا بما يكفي، ورغم أنه زواجي الثاني، إلا أني لم أحمل للتجربة الثانية أي ضغينة، طاقة سلبية، أو أحكام مسبقة، كنت واعية بأنها فرصة لحياة مشتركة جديدة علي خوضها بكل براءة ودهشة، تماما كتجربة مستقلة لا تشبه غيرها.
علي الاعتراف، بأن الكثير مما عشته مع زوجي كان مغرقا في الرومانسية كما تتمنى أي امرأة، سافرنا الى المالديف، الى كابري.. والى الأماكن والجزر التي يحج اليها العشاق، وعشنا لحظات سعيدة جدا، ستنفرط بمجرد مرور سنة أولى من عمر الزواج.
تعوزنا الكثير من أدوات الفهم في بداية أي علاقة، وفي الحقيقة، ورغم الكثير مما يقال عن امكانية اكتشاف شخصية الآخر الشريك مع مرور الوقت ومع العشرة، ومع ان ذلك يظل صحيحا، غير انه صحيح ونسبي في ذات الوقت، اذ مهما مرّ الوقت نوهم أنفسنا بالقدرة على فهم «شخص من كوكب آخر» نشاركه حياة يومية، لكن سرعان ما نكتشف أننا واهمون، وبأن عملية الاكتشاف ومحاولة الفهم هي عملية لا تنتهي وفي الحقيقة هي عملية معقدة جدا، وأن التفاهم بين شريكين غير مبني على المشترك وعلى الرغبة في البقاء معا، بل هو مبني بشكل كبير على التاريخ الشخصي لكل منا.
ترقبوا الجزء الثاني في حياتي قصة على موقع نساء من المغرب