كان زوجي يمنح الآخرين صورة «جنتلمان»، وهو كذلك في أغلب اللحظات، التي لا نكون فيها بمفردنا، متفهما متساميا عن الاختلاف في وجهات النظر التي تسود في جلساتنا مع الاصدقاء، محتفظا بقدر كبير من الذكاء في البقاء على نفس المسافة من الجميع، وعكسه كنت تماما، أعبر عن رأيي، أخالف من أخالف، وأعبر عن فرحتي أو استيائي، عن القبول أو الرفض ..احتفظت بتلقائيتي وكنت أعتبر بأن الصدق هو أكثر ما أحتاجه في حياتي.
كانت التلقائية هي أكثر ما يربك حسابات زوجي الذي كان في الحقيقة يعيش في «صورة» شخص آخر، يخطط لكل شئ، بما فيه الزواج من امرأة تشبهني من عائلة مرموقة في الدار البيضاء، كان ذلك جزء من الصورة العامة التي يريد، من بروفايل رجل عصامي استطاع أن ينجح بمجهوده الخاص وأن يدخل قائمة الناجحين، وكان الزواج مني جزء من المشهد ليس الا.
حدثت أشياء كثيرة كنت أضعها في مصفاة القلب والعقل، دون أن أجد لها تفسيرا، وكنت أرى ملامح الحربائية في كل تصرفاته، لكنه يتدخل بكل نعومة لتبرير وتفسير الأحداث والتفاصيل واقناعي برواية أخرى لكل مشهد أو استنتاج ومعلنا تفهما غير مشروط للكثير من التصرفات للناس حوله، بما فيها مواقفي من الناس.
هل علي أن أكون سعيدة بذلك؟، كان يمكن أن أستمر في وهم السعادة، لولا أني تلقائية جدا، لولا أن روح الطفلة بداخلي ظلت موجودة، وكانت هذه الروح تربك حساباته الدقيقة في العلاقات في المشاعر، في العمل، في كل شئ، فما كان منه الا الانفجار في وجهي.
ترقبوا الجزء الثالث والأخير في حياتي قصة على موقع نساء من المغرب.