مريم الزعيمي، الحربائية الصادقة

تتلون بحربائية وبراعة من يملك أدواته، ومن أدوارها في السينما إلى الركح، تسبغ مريم الزعيمي الكثير من طاقتها الإبداعية على الشخصيات لتمنحها حياة طويلة . وبأريحية تتقن اللهجات كما تتقن الغناء الذي صنعت له "فيجطة" على مقاس كعبها العالي في المسرح.. تتحدث مريم في هذا الحوار عن شخصية الزازية التي تقدمها في مسلسل دار النسا، كما تناقش خياراتها الإبداعية بمقياس ما تحرك له القلب وكسر سقف الانتظار.

تشاركين في بطولة مسلسل «دار النسا»، كيف انضممت الى هذا المشروع ؟

 المسلسل من كتابة الثلاثي الرائع سامية اقريو، نورا الصقلي وجواد الحلو، الثلاثي الذي عودنا على القصص المحبوكة والشخصيات المتنوعة، الغنية والجميلة. 

التحقت بالمجموعة بعد اتصال هاتفي من الشركة المنتجة ومن مخرجة العمل.استمتعت كثيرا بقراءة السيناريو، القصة شيقة جدا وفيها أحداث كثيرة ومتشابكة، الشيء الذي جعلني أسترسل في القراءة وتكبر لدي الرغبة في مشاهدة العمل مصورا.

الكاستينغ مهم جدا ومتنوع وفيه ممثلون من أجيال مختلفة ، وجمع نخبة من أهم الفنانين في الساحة المغربية و هو شئ مشجع وجعلني أشارك بالعمل و أنا مطمئنة.

تؤدين دور «زازية» الجارة الفضولية لأمينة والتي تصعب يومياتها ..

شخصية «الزازيةّ» هي شخصية أثارت انتباهي منذ القراءة الأولية، قصة المسلسل درامية وفيها أحداث قوية تحبس الأنفاس، شعرت بهذا أثناء القراءة ووجدتني أنتظرها (حصلت راسي كنتسنى وقتاش تجي الزازية باش نتنفس، باش نبتسم…). 

«الزازية» بالنسبة إلي هي المتنفس في المسلسل، هي امرأة «برگاگة» ، شعبية بلدية ، maladroite عفوية وتلقائية، وقوية ، امرأة تغار كثيرا على زوجها ، الشيء الذي (كيخليها مكتشوفش قدامها) ولا تفكر قبل التصرف… شخصية الزازية عفوية (ولي في قلبها على لسانها كيف ما كنگولو)

وهي وإن كانت تبدو سليطة وصعبة المراس، إلا أنها حقيقة ذات قلب طيب، تؤمن بالعشرة والمحبة والتضامن، وفي النهاية ما هي إلا انسان يخطئ مثل باقي الشخصيات ، المهم هو ادراك الغلط واصلاح ما يمكن إصلاحه.

تنتقلين بين اللهجات بشكل سلس ويعكس قدرة خاصة على الآداء، كيف استطعت اتقان اللهجة الشمالية بهذه الدرجة من التماهي ؟

من هواياتي التلقائية، إتقان اللهجات بصفة عامة و المغربية بالخصوص… أحب كثيرا طرقنا وأساليبنا المختلفة في الكلام، واللكنات المميزة بحسب المناطق الجغرافية ، أحب هذا التنوع، ودائما، كانت هذه المسألة تثير انتباهي ، «كنت كنرد البال وكنحاول نعاود الهضرة «وراء أي شخص تكلم أمامي بطريقة مختلفة عني، كنت أقلد إلى أن أًصبح الأمر قاعدة لدي، بأن أجيب أي شخص يكلمني بنفس طريقة كلامه.

ما هي توقعاتك بالنسبة لشخصية زازية، هل ستلاقي الترحيب الذي حظيت به شخصية الباتول التي أديت خلال رمضان الماضي ؟ 

لقد استمتعت فعلا وحقا بآداء شخصية الزازية، و يحدث دائما أنني حين أقدم أحد الأدوار التي أشعر بأنها ممتعة، توافق أغلبية ردود الأفعال لدى الجمهور إحساسي ورأيي بالشخصية. استمتعت وضحكت كثيرا، وأحببت الزازية، وأتوقع أنها ستكون محبوبة لدى الجمهور وتنال التجاوب من المشاهدين.

ما كان مهما أيضا بالنسبة إلي انها مختلفة تماما وبعيدة كل البعد عن شخصية «الباتول» ومساحتها ليست متماثلة ، لكني أحسست بان لديها حضورا مميزا وملفتا، كيف تتحدث، كيف تندم على مواقفها أو ردود أفعالها ، «كتخليك تسناها وتعقل عليها». أتمنى ألا يخيب احساسي أيضا هذه المرة وأن تعجب الناس.

هل تحرصين على عرض أعمالك ضمن برمجة رمضان ؟

هناك إقبال كبير على متابعة التلفزيون خلال رمضان، وفيه ذروة المشاهدة . بشكل عام يهمني هذا التواجد وأحرص عليه، لكن في الكثير من الأحيان، تتغير البرمجة، فقد يكون عملك مبرمجا خلال رمضان ولا يحدث ذلك، وقد يكون العكس، ويجد مكانه ضمن الشبكة الرمضانية.

تحدث تغييرات مشابهة، قد لا تسمح للممثل أن يكون حاضرا خلال رمضان كما يرغب.

بفضل لله، تجد الأعمال التي أكون جزء منها نجاحا وتعرض في أوقات الذروة.أعتقد أن للأمر علاقة باختياراتي.. لا أفضل أن أكون حاضرة في رمضان بأعمال كثيرة أو حتى بعملين. والحمد لله أكون حاضرة من خلال عمل واحد و يبرمج الباقي خلال السنة.

تعرفين هناك وفرة في الانتاجات وهناك تطور في الدراما، وسمح لنا ذلك بالتواجد على امتداد العام .

هل تابعت تصريح وزير الثقافة بمنع الاعمال التي تدخل ضمن فئة السيتكوم، وما رأيك بذلك ؟

ليس لدي رأي نهائي بخصوص ذلك، هل يبدو جيدا أم العكس، لكن لي وجهة نظر تهم الاشتغال بالسيتكوم كنوع من الأنواع التلفزية التي تعرض علي، أعتقد أننا لا نتقن بعد فن السيتكوم، وبالنسبة لي لا يتم تقديمه بالطريقة الصحيحة. 

أقول هذا بناء على تجربتي وهي متواضعة، فقد شاركت مرتين في السيتكوم ، المرة الأولى كانت بعمل «كنزة في الدوار» سنة 2014 ، ولم أعد بعدها قادرة على تكرار التجربة، بحيث انسحبت من العمل في جزئه الثاني، «بحال ايلا خلعني، او لم يعجبني راسي فيه، انا ماشي ديال هذي الشي»، لم أكن أعرف حقيقة موقفي ، لكن ما كان واضحا في ذهني حينها هو انني لا يجب أن أعيد التجربة. 

بعدها بسنوات أعدت تجربة السيتكوم، مع قناعة أنني مع السنوات الماضية والتجربة والتراكم ما بين 2014 و2021 ستكون لدي، ربما، نظرة أخرى..

استمتعت بطريقة مختلفة عن المرة الأولى، ومع أن الكتابة كانت مختلفة، إلا أنه ظل لدي نفس الرأي بنسبة مئوية أقل، لكني تأكدت بأننا مازال لا نتقن فن السيتكوم، أسلوبه أو كيفية إنجازه.

مع النجاحات التي تحظين بها اليوم كفنانة تتموقع في الصف الأول، ما هي طموحاتك ؟

طموحي لا يتوقف، ربما لا يستقيم أن أتحدث عن أهداف، بل أتحدث عن رغبة دائمة بالتقدم، باكتشاف أشياء جديدة، تجريب أخرى، طموحي غير محدود وأقول دائما، مرحبا بالتجارب الجديدة.

 أقف اليوم والحمد لله، ضمن نخبة الفنانين الحاضرين في المشهد المطلوبين والمحبوبين، وهو مصدر رضا وفرح لدي، لكني لدي قناعة ان الانسان لا يجب أن يتوقف أو يطمئن ويقول أنا من الأوائل المتميزين، «صافي»، بالعكس كلما تعلمت أكثر، كلما عرفك الناس وآمنوا بك أكثر .

وكلما كبر طموحي تكبر معه مسؤوليتي، ويكبر حديثي لنفسي «عنداك نغلط عنداك نكون ماشي عند حسن ظن الجمهور، خاصني نطور راسي، خاصني نتناول الشخصيات بطريقة مختلفة، عنداك ندير شي حاجة بحال اللي دازت…عندك هاذي عندك هاذي..»هذه تساؤلات صعبة وصحية بنفس الوقت، إنها تكشف ان ذهني يشتغل وأن قلبي يتحرك، وأني أريد المزيد وأرغب دائما أن أكون أفضل من نسختي السابقة.

تربط الصداقة بفريق عمل دار النسا، هل توفر الصداقة فرصة عمل ؟

فعلا تربطني علاقة جميلة بسامية ونورا والسعدية وباقي البنات.أومن بأن العلاقات الإنسانية أو الصحبة تسهل العمل، الشخص الذي يعرفك اكثر في حياتك اليومية يسهل الاشتغال الى جانبه، لأنه يعرف تعاملك سلوكك، ما هي قيمك وأخلاقك، وهذه أشياء مهمة في عملنا، بينما يعتقد البعض ان التمثيل هو المهم . الجانب الإنساني مهم جدا في العمل، فتعاملك في البلاطو مع المخرج، مع الممثلين، الفنيين، مع فريق الإنتاج أو مع أي شخص يرغب بالتقاط صورة معك، يكشف أخلاقك وانضباطك وجديتك.هذه الجوانب –وهي إنسانية- مهمة جدا للعمل.وأظن أن الآخر حين يعرف حقيقتك، يسهل عليه التعامل والاشتغال معك.

لديك تواطؤ فني مع الجيل الجديد من الممثلين، إلى أي درجة تحرصين على وجود الانسجام الشخصي أيضا ؟

أحب المغامرة، وكل الأشياء الجديدة، والتعارف على أشخاص جدد بمن فيهم الجيل الجديد، يعجبني الاختلاط والتعارف، اكتشاف الناس وجوانبهم الإنسانية.

يدخل تعاملي مع الجيل الجديد ضمن هذه الرؤية للحياة، وهي مسالة تفرحني وأمارسها بإعجاب. في وسط أجواء العمل أحب ان أكون مختلطة عمليا مع الناس، نتعاونو بيناتنا، آخذ وأعطي الملاحظات، آخذ وأعطي الاطراءات و الكلام الزوين، يعجبني ان أكون في اخذ ورد إيجابي في أي عمل دخلته سواء مع الناس الذين أعرف وأحترم أو مع ناس جدد اتعرف عليهم واكتشفهم لأول مرة.

أنا انسانة شعبية ومنفتحة، مؤمنة بالاختلاف وأتقبله وأتكيف معه، لذلك ليس لدي مشاكل مع أي كان في أي مكان، وحتى الناس الذين قد يسيئون الي فاني اقفل بابي وأنصرف، لا تكون لدي ردود فعل أخرى غير الانسحاب، لكن عموما باب بيتي مفتوح وباب قلبي كذلك، ومستعدة للتواطؤ والتعامل ومنح الحب.

هل تتفرجين على نفسك، وما هو الحديث الداخلي الذي يثيره ذلك ؟

اتفرج على نفسي، وفي حديثي الداخلي هناك انتقادات بناءة، تصحيحات واعجاب.لا أشاهد فقط أعمالي، بل أتفرج على مجمل الاعمال سواء شاركت فيها أولا، لكي أكتشف وأتابع من يشتغل بشكل جيد، فربما أحتاج اقتراحات لممثلين جيدين، أتابع لأعرف أيضا الذين لا يشتغلون بشكل جيد، لكي أنتبه وأحرص مهنيا فيما اذا التقيتهم في أي عمل.

حققت تراكما فنيا مهما، ألا تفكرين بالانتقال الى الإخراج والوقوف وراء الكاميرا ؟

أفكر فيها صراحة، لكن لن أسمح لنفسي أن افعل اذا لم أكن متمكنة مائة بالمائة، أنا مغامرة ولكن في حدود معقولة.أرغب بذلك لكن في انتظار أن أكون جاهزة بالتجربة وبالتكوين الذي يخول الي المرور من أمام الى خلف الكاميرا.

مسرحية «الفيجطة» هي آخر أعمالك المسرحية التي تعرض اليوم ضمن جولة، يتعلق الأمر بفيجطة ؟

الجولة مستمرة والمسرحية تلاقي قبولا وتفاعلا جيدا من الجمهور. مسرحية «الفيجطة» هي عبارة عن ميزيك هول مغربي، مستلهمة من القصة الشهيرة لخربوشة، تعتمد كثيرا على المهارات الجسدية والصوتية للممثلين، ونشتغل فيها على الفرجة والاستعراض بشكل أكبر، وهذا لا ينفي اعتماد المسرحية على حكاية وقصة وشخصيات كتبت بحب وبساطة. 

هل تتابعين نقاش تعديل مدونة الأسرة ؟

أتابع هذا النقاش، وأي تعديل لصالح المرأة والأطفال هو محبذ.هناك بنود تستدعي التغيير، ونتطلع أن تعدل بما يضمن ويكرس المساواة بين الجنسين في تربية الأطفال والحضانة..وغيرها

هناك حالات كثيرة للمعاناة، هناك نساء يقاسين لأن الرجال يسمحون لأنفسهم باستغلال المدونة، لكي تظل المرأة مربوطة وترتهن الى توقيع أو تصريح يسمح لها بتسجيل أبنائها، أو التنقل او بالسفر بمعيتهم.

 

ستيليزم وإخراج  أناس ياسين

تصوير محمد ساجد

مكياج وشعر صابرين جرويلي

شكر وتقدير فندق ومساكن فيرمونت لا مارينا الرباط سلا

مجوهرات  Rafinity

يعد المسرح الملكي الرباط بتجربة ثقافية غامرة من خلال برمجة غنية تشمل احتضان أحداث ثقافية وطنية ودولية، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي للرباط والمغرب بأكمله.
منذ انطلاقته، دأب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تكريم الأسماء اللامعة في عالم السينما، مما يعكس التزامه بتعزيز الثقافة السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي.
بحسب وزارة الصحة، يسجل المغرب ما يقارب 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا بين النساء، يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى بنسبة 36%، يليه سرطان عنق الرحم (11,2%).