في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى صون التراث اللامادي والحرف التقليدية المهددة بالاندثار، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، نظمت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فعاليات النسخة الثالثة من برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” تحت شعار «من إرث الأجداد إلى إبداع الأحفاد: شباب يصونون الهوية المغربية».
ونظمت النسخة 3 بعد نسختين سابقتين خلال سنتي 2023 و2024، مكنتا من تصنيف 17 صانعا وصانعة تقليدية ضمن قائمة الكنوز الحرفية المغربية، أشرفوا على تكوين 157 شابا وشابة في مختلف الحرف التقليدية.
وفي كلمته أكد السيد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن البرنامج يشكل إحدى الآليات الفاعلة في تنزيل الرؤية الملكية السامية الرامية إلى تثمين رأس المال اللامادي للمملكة، عبر نقل المهارات والمعارف الحرفية للأجيال الصاعدة، وضمان استمرارية الحرف التي تمثل روح الهوية المغربية الأصيلة.
وأضاف أن النسخة الثالثة من البرنامج تتميز بانفتاحها على فئات جديدة، بما في ذلك المؤسسات السجنية، ترسيخاً لقيم الإدماج الاجتماعي من خلال التكوين المهني في الحرف التقليدية.
من جانبه، عبّر السيد شرف أحميمد، مدير مكتب اليونسكو بمنطقة المغرب العربي، عن اعتزاز المنظمة بمواكبة هذا المشروع الوطني الرائد الذي ينسجم مع أهداف الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، مشيداً بريادة المغرب في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وا ختُتمت فعاليات حفل إطلاق النسخة الثالثة بحفل توزيع الشهادات التقديرية على الصانعات والصناع التقليديين المصنفين ضمن قائمة الكنوز الحرفية المغربية، الذين يمثلون مختلف جهات المملكة ومجالات الإبداع الحرفي اعترافاً بمساهماتهم الكبيرة في صون المهارات والمعارف التقليدية ونقلها إلى الأجيال الشابة، وتثميناً لمساراتهم المهنية التي تشهد على تفانيهم في الحفاظ على روح الصناعة التقليدية المغربية والحفاظ على الهوية الثقافية للمملكة، وترسيخ الصناعة التقليدية كرافعة للتنمية الشاملة.
