تحت شعار: “مراكش مدينة التراث والفن والثقافة”، وذلك في إطار الاحتفاء بالمدينة الحمراء عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2024، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وشهد حفل الافتتاح، يوم السبت (20 أبريل 2024)، بمتحف التراث اللامادي في ساحة جامع الفنا، حضور عدد من المسؤولين والأكاديميين وشخصيات رفيعة المستوى من مجالات الفكر والثقافة والفن.
وفي مستهل أعمال الحفل، أكد السيد مهدي قطبي، مدير المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمملكة المغربية، أن الاحتفاء بمدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، يأتي تأكيدا على تفرد المدينة بتراثها العريق، وما تزخر به من عناصر ثقافية وإرث حضاري جعلها إحدى أبرز المدن التاريخية في العالم، مثمنا التعاون بين الإيسيسكو والمؤسسة، والذي كان متحف التراث اللامادي بمراكش أحد تجلياته.
من جانبه أكد الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالإيسيسكو، العناية التي توليها المنظمة لمدينة مراكش واختيارها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، لتشع على العالم بأسره بفضل ما لديها من مفردات حضارية وخصائص فنية وإشعاع سياحي جعلها وجهة دولية.
وأوضح أن الإيسيسكو سجلت عددا من العناصر الثقافية المراكشية على قوائمها للتراث في العالم الإسلامي، منها “ساحة جامع الفنا” و”فن الملحون” و”مهارات تقطير ماء الزهر” و”الدقة المراكشية” وغيرها.
واستعرض الدكتور ويبر ندورو، مدير مركز التراث في العالم الإسلامي، أهمية التراث كمكون رئيس للحضارة الإنسانية، موضحا العناصر التي يتكون منها، والتطور الذي يشهده، ودور الشعوب في تكوين التراث وتثمينه والحفاظ عليه، باعتباره إرثا للأجيال المتعاقبة.
وتناول جهود المنظمة في حفظ وتثمين تراث العالم الإسلامي، وأهم المشاريع الضخمة التي تنفذها في هذا الإطار بالتعاون مع دولها الأعضاء.
وقدم كل من السيد بلال الشابي، والدكتور محمد أبا عصمان، والدكتور ادهام محمد حنش، الخبراء بقطاع الثقافة والاتصال بالإيسيسكو، عروضا تفصيلية عن أبرز ما يتضمنه برنامج الأسبوع الثقافي من أنشطة وفعاليات، وعن برامج المنظمة حول متاحف إفريقيا والعالم الإسلامي، وأهم ما يميز تراث مراكش في فن العمارة، خصوصا العمارة الإسلامية.
وقدمت السيدة هناء جرجو، محافظة جامع الفنا في مراكش ومتحف التراث اللامادي بساحته، عرضا حول أقسام المتحف ومقتنياته، وتولت الشرح للحضور خلال جولة بأروقته.
وعقب ذلك، تم تقديم مشروع كتاب ومنصة “مراكش مدينة المتاحف.. من التأصيل إلى حوار الثقافات والتنشئة على التراث”.
وتفقد المشاركون في إطلاق أنشطة أسبوع الإيسيسكو الثقافي بمراكش التحف الفنية، التي ينتجها ويعرضها فنانو المهن التراثية في المتاجر على جانبي الطريق بطول الشوارع والأزقة بين ساحة جامع الفنا ومتحف الروافد دار الباشا، حيث تم تنظيم زيارة إلى المتحف للاطلاع على ما يزخر به من مقتنيات، وكذا اختتام ورشة عمل ومعرض أقامتهما الإيسيسكو للفنانين الشباب، بالتعاون مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، تأطير الدكتورة ساندرا راي، أستاذة الفنون بجامعة ريو جراندي البرازيلية.
هذا ويتضمن برنامج أسبوع الإيسيسكو الثقافي، عقد مجموعة من الأنشطة المتنوعة والندوات، في كل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض وفي مقر المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، حيث تستهدف هذه الأنشطة إبراز تنوع تراث المدينة الحمراء وغنى ثقافتها، وتفرد العمارة الإسلامية التي تتميز بها هذه المدينة.