وقد تميزت هذه الدورة بحضور مكثف لأفراد الجالية المغربية القادمين من مختلف دول المهجر، إلى جانب ممثلين عن قطاعات حكومية، ومنتخبين محليين وجهويين، وشخصيات دبلوماسية وأكاديمية، فضلًا عن فعاليات من المجتمع المدني المحلي، ووسائل الإعلام الوطنية والجهوية.
وتنوع برنامج الملتقى بين اللقاءات الحوارية والعروض الثقافية والأنشطة التنموية، حيث تم تنظيم ندوة فكرية مهمة تناولت قضايا الهجرة والتطورات الإقليمية في العلاقات المغربية الجزائرية، أطرها أساتذة وخبراء في القانون والعلاقات الدولية، وشهدت نقاشا تفاعليًا مع أبناء الجالية حول دورهم في الدفاع عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.
وشكل معرض سلالة الدمان إحدى أبرز محطات هذه الدورة، حيث سلط الضوء على هذا الإرث الحيواني الأصيل الذي تتميز به منطقة الجنوب الشرقي، خاصة بإقليمي زاكورة والرشيدية، باعتباره ركيزة من ركائز الاقتصاد الرعوي المحلي. كما عرف الملتقى تنظيم معرض متنوع للمنتوجات المجالية والمحلية، ساهمت فيه تعاونيات نسائية وشبابية من مختلف جماعات الإقليم، وعكس غنى التراث المادي واللامادي للمنطقة.
واستمتع الزوار بعروض قوية في فن الفروسية التقليدية “التبوريدة”، أبدعتها فرق محلية شكّلت لوحات احتفالية أبهرت الحضور، بينما اختتمت الأمسيات الفنية بسهرة موسيقية كبرى، نشّطها فنانون مغاربة مقيمون بالخارج إلى جانب فنانين محليين، وخلقت أجواء من الفرح الجماعي والاحتفاء بالهوية.
في كلمته الختامية، أكد رئيس جمعية زاكورة للمهاجر أن هذه التظاهرة أضحت موعدا سنويًا لترسيخ جسور التواصل بين الجالية ووطنها الأم، مشددا على ضرورة استثمار كفاءات ومؤهلات مغاربة العالم في أوراش التنمية بالإقليم. كما دعا إلى إحداث منصة تفاعلية رقمية لتقوية التنسيق، وتفعيل مقترحات الجالية في الشأن المحلي، مع الترافع من أجل مزيد من العدالة المجالية والإنصاف التنموي للمنطقة.