وتفتتح فعاليات هذه الدورة بعرض فني يتضمن فقرة كوميدية تقدمها الفنانة رحمة الزهرواني، يليها عرض ثنائي للفنانين زياد وسارة الفاضلي بالمركز الثقافي المسيرة بفاس، بعنوان « One Man & One Woman Show »حيث تنطلق الأجواء الأولى لاحتفالية ترسخ حضور المواهب الشابة في الساحة الكوميدية والفنانين المحترفين، وفي اليوم الموالي، تحتضن القاعة الكبرى لمقاطعة المرينيين حفل الافتتاح الرسمي، الذي يبدأ بكلمات ترحيبية، ورسمية للشركاء والداعمين، وشهادات تتناول قيمة الحدث ودوره الثقافي، تتخللها وصلة طربية للفنان محمد غلام، قبل أن تتابع العروض الفكاهية لكل من الفنانة عزيزة نوغي والفنان سفيان فيگيگي، والثنائي حسن ومحسن، إضافة إلى فقرة استعراضية للفنان معاد عمري، تختتمها الطائفة العيساوية بلمسة تراثية تمنح الأمسية خصوصيتها المغربية، فيما يتولى الفنان أمين المربطي تنشيط فقرات الحفل.
وتتواصل أجواء الضحك في اليوم الثالث بقاعة مسرح الجامعة الخاصة بفاس (UPF)، حيث يقدم الفنان إسماعيل صابور عرضاً فكاهياً يليه عرض للفنان يونس لوبال، في أمسية يقدّمها الأستاذ توفيق المسيدي، تجمع بين كوميديا الجيل الجديد والأساليب الساخرة المتنوعة. أما اليوم الرابع والأخير، فيستقبل مسرح وسينما ميگاراما فاس العرض الفكاهي الكبير «IT’S RAMZI» للفنان أسامك رمزي، في سهرة ختامية تُتوَّج بها هذه الدورة، وتعد الجمهور بلحظة احتفال ضاحكة وراقية.
ومنذ تأسيسه على يد الفنانين محمد العلمي وأمين المربطي، ظل مهرجان فاس للفكاهة وفياً لرسالته الثقافية، المتمثلة في دعم وتشجيع المواهب الشابة، وتعزيز قدراتهم الإبداعية عبر الاحتكاك بالجمهور، والانخراط في ورشات وتجارب تفتح أمامهم آفاقاً جديدة. كما يسعى المهرجان إلى جعل الفكاهة وسيلة للتقارب الاجتماعي وترسيخ قيم التسامح والإخاء ونبذ العنف، وإبراز دورها كأداة تواصلية قادرة على تهذيب الحس الجمالي وتنشيط الحوار بين مختلف الفئات.
وبهذا الرصيد من العمل الفني والالتزام الثقافي، يواصل مهرجان فاس للفكاهة ترسيخ مكانته كأحد أهم المواعيد الفنية السنوية بالمغرب، لصناعة الفرح، ومجالاً مفتوحاً للإبداع، ويجدد دعوته للجمهور ليكون جزءاً من احتفالية تُعيد للمدينة نبضها وفرحتها، ودليلاً على أن مدينة فاس… بابتسامتها الدائمة، قادرة على أن تمنح جمهورها لحظات من الفرح الأصيل، وتثبت أن فاس… لا تبتسم فقط، بل تُعلّم الابتسامة بروح معاصرة