وفي كلمات مؤثرة لكل من المخرج محمد عبد الرحمن التازي، الممثلة فاطمة خير، والمخرج محمد مفتكر، تم التعبير عن الكثير من اللحظات والمشاعر التي ربطت الراحلة بزملائها وأسرتها وبلدها، مع الإشارة الى القيمة الفنية والانسانية الكبيرة التي تميزت بها سيرة الفنانة الراحلة.
وتسلمت “ياسمين خياط” ابنة الراحلة النجمة الذهبية للمهرجان معتبرة هذا التكريم خطوة مليئة بالحب والتقدير، كما تم عرض فيلم “خريف التفاح” آخر الأعمال السينمائية التي شاركت بها، وتوجت من خلالها بجائزة أحسن ممثلة خلال مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.
تتسم مسيرة الفنانة الراحلة بالتنوع والغنى والالتزام والشغف. وقد بدأت مسيرتها الفنية
في سنوات الستينيات والسبعينيات مع الطيب الصديقي، وانضمت إلى فرق مسرحية شهيرة أمثال فرقة المعمورة وفرقة الإذاعة الوطنية، مما مكنها من أن تحظى بالشهرة لدى الجمهور العريض. عملت بعد ذلك في السينما مع مخرجين كبار أمثال سهيل بن بركة (عرس الدم، 1977)، مومن السميحي (44 أو أسطورة الليل، 1981) ومصطفى الدرقاوي (أيام شهرزاد الجميلة، 1982). وفي سنة 1989، أعلن حضورها في فيلم “باديس”، الذي شكل علامة بارزة في السينما المغربية، عن بداية عملها مع محمد عبد الرحمان التازي، الذي صورت معه لاحقا ثلاثة أفلام هي “البحث عن زوج زوجتي” (1992)، والجزء الثاني منه “للا حبي” (1996) – الفلمان اللذان حققا نجاحا جماهيريا كبيرا – و “جارات أبي موسى” (2003)، الفيلم التاريخي الذي لعبت فيه دور ملكة ستبقى خالدة في الذاكرة. في سنة 1993، اكتشفت استوديوهات Cinecitta عندما قامت بتشخيص الدور الرئيسي في فيلم ” المادة 2″ للمخرج ماوريزيو زاكارو. وفي العام 2006، اختارها الممثل والمخرج الفرنسي المغربي رشدي زم لتلعب دور والدته في أول أفلامه “سوء النية” الذي حقق نجاحا كبيرا في فرنسا. في سنة 2020، لعبت نعيمة المشرقي دور البطولة في آخر أفلامها السينمائية “خريف التفاح” لمحمد مفتكر، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، وذلك بعد عشرين سنة على تتويجها بجائزة أفضل ممثلة في دور ثاني في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
إلى جانب أدوارها السينمائية، تألقت نعيمة المشرقي أيضا في التلفزيون المغربي، حيث قامت بتشخيص أدوار متنوعة في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، مؤكدة
بذلك شعبيتها الواسعة.
بقلب يغمره الجود والالتزام، أسهمت نعيمة المشرقي في العديد من الأعمال الخيرية والقضايا الإنسانية، فكانت لفترة طويلة سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وعضو المرصد الوطني لحقوق الطفل.