تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أُسدل الستار على الدورة الثانية عشرة من مهرجان أصوات نسائية مساء السبت، 24 غشت 2024، وسط أجواء مبهرة وحماس كبير من الجمهور الذي توافد على مدينة تطوان للاحتفاء بالمواهب النسائية والإبداع الفني المتنوع.
تميز المهرجان ببرنامج غني جمع بين الفن والمبادرات الاجتماعية، فقد بدأت فعالياته يوم الخميس 22 غشت بمبادرة تضامنية في مركز الإصلاح بتطوان، حيث استفادت النساء المحتجزات من رعاية طبية متخصصة أعقبتها عروض موسيقية أضفت أجواء من الفرح والتفاؤل. وفي المساء، تفاعل الجمهور في المسرح الإسباني مع عروض الفلامنكو والموسيقى الأندلسية التي قدمتها الفنانة زينب أفيلال وفرقة ماريا أولي فلامنكو، في مزيج متناغم من الأصالة والتجديد.
في اليوم الثاني من المهرجان، الجمعة 23 غشت، أُطلقت عملية “الصحة للجميع” في مدرسة إدريس بنزكري، مستهدفة الأشخاص الذين الذين يعانون من ظروف هشاشة، حيث حصلوا على خدمات طبية مجانية، واستمرت هذه المبادرة التضامنية على مدار اليوم، الأمر الذي يعكس التزام المهرجان برعاية المجتمعات المحلية وتعزيز رفاهيتها. وتزامنت هذه المبادرة مع حملة تضامنية في مركز سيدي فرج، حيث قُدمت التبرعات للمقيمين هناك، مما عزز الروابط بين المهرجان والمبادرات المحلية لدعم المجتمع. وشهدت الأمسية عرضًا فنيًا مميزًا واستعراضًا للقفطان في مركز الفن الحديث، تألقت فيه المصممتان سميرة حدوشي وهاجر حمودة، بمرافقة الصوت العذب لسناء مرحاتي، مما أضفى على الأمسية أجواء من السحر والجمال.
وصل المهرجان إلى ذروته في اليوم الأخير، السبت 24 غشت، عندما أضاءت ساحة العروض الكبرى بالمطار بأصوات مميزة وأداء فني رائع. بدأ الحفل الختامي بعروض للمواهب المحلية الشابة مثل يسرا دردابي، قبل أن تصعد على المسرح الفنانة العراقية شذى حسون واللبنانية كارول سماحة، اللتين قدّمتا أداءً رائعاً ومؤثراً أثار إعجاب الجماهير وأختتمت به فعاليات المهرجان بنجاح كبير.
وفي تصريح لها، عبرت السيدة كريمة بنيعيش، رئيسة جمعية أصوات نسائية، عن سعادتها بنجاح الدورة الثانية عشرة من المهرجان، قائلة: “لقد كانت هذه الدورة احتفالاً حقيقياً بالإبداع النسائي والتضامن المجتمعي. إن الحضور الجماهيري الكبير والدعم المقدم من شركائنا كانا العاملين الرئيسيين في تحقيق هذا النجاح، ونحن ممتنون لكل من ساهم في ذلك.”كما جددت جمعية أصوات نسائية شكرها العميق للفنانين، المتطوعين، والشركاء الذين جعلوا من هذه الدورة لحظة فريدة ومميزة. وتعد الجمعية بمزيد من الاكتشافات والإلهام في الدورة المقبلة لمهرجان أصوات نسائية.
للتذكير، فقد تأسست جمعية أصوات نسائية في قلب مدينة تطوان، وهي تُمثل رمزًا لتمكين النساء والحفاظ على التراث الثقافي. تسعى الجمعية من خلال مبادراتها الاجتماعية والثقافية إلى تعزيز دور المرأة كحافظة للهوية الثقافية الغنية للمدينة. وتهدف الجمعية إلى تكريم إسهامات النساء في مجالات متعددة تشمل التراث الشفهي، الحرف اليدوية، وفن العيش، مع التركيز على أهمية دورهن في التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.