. تطلب الأمر من فتيحة ذات الأصول البيضاوية سنوات من الاجتهاد والعمل دون توقف للتعريف بالمنتوج وخلق فرص لتسويقه وفق فلسفة تمنح قيمة مضافة لصنع علامة تجارية تعتمد على المعارف المتوارثة وتساهم في اقتصاد بصيغة المؤنث.
بدات رحلة فتيحة من ايطاليا، تحديدا مدينة فيرونا التي هاجرت اليها بعمر العشرين سنة
حيث تابعت دراستها وبالموازاة كانت تشتغل في مطعم في ملكية عمها المقيم، هناك تغيرت حياتها مع دخولها عالم الموضة واشتغالها بعروض الأزياء، وتطلب ذلك التنقل بين مدن مختلفة ميلانو فيرونا وميدونا..، للاشتغال مع مصممين مختلفين. «كانت تلك الفترة غنية من حيث التجارب والتعلمات بالنسبة الي، وخلالها أيضا تعرفت على زوجي الذي ينتمي لعائلة تشتغل بمجال صناعة الأغذية، من خلال مصنع متخصص في صناعة أنواع البسكويت».
هكذا عادت من جديد الى عالم الطهو والمطعمة. «التحقت بمختبر البحث الخاص بمصنع العائلة ، واشتغلت لسنوات في هذا المجال الذي تعلمت منه الكثير وأحببت روح التجديد التي تتبعها العائلة التي كانت تسير المصنع بروح تضامنية، هناك تغيرت حياتي ونظرتي في مجال العمل».
في ذات الوقت استلهمت فتيحة من صديقة إيطالية تشرف على مشروع متفرد لصناعة معجنات tortelloni الطازجة بطريقة الأمهات، فكرة أولى عن المشروع الذي سيعيدها من جديد إلى المغرب.
«في الواقع كان اعجابي بعملها محفزا لي لانجاز مشروع مماثل.فبدأت الفكرة تكبر بأن أنقل هذا المشروع الى المغرب وأنقل خبرتي في المجال حيث بلدي وثقافتي الأصلية التي تهتم بكل ما هو حرفي، تعرفين لدينا قيم شبيهة حول الطبخ والعائلة، والارتباط بفن العيش…وتوارث الكثير من الوصفات.
كان هذا التعاون بيننا سببا في تغيير وجهتي وعودتي نحو المغرب، وبالفعل بدأت الرحلة هنا بمدينة الدار البيضاء، حيث أنشات مقاولتي «مامي باتMamies Pattes» قبل سنوات من الآن،
تطلب الأمر الكثير من العمل، «واستعنت بالخبرات الايطاليةمن كبار الطهاة المصنفين بعلامة ميشلان، لتكوين المختبر الخاص بي وتكوين فريق عملي هنا، عوض استيراد كل المنتوجات من ايطاليا، واليوم تصنع هذه العلامة المتفردة بنظري مكانتها، من خلال الطلب المتزايد من المؤسسات الفندقية المصنفة والمطاعم الرفيعة، ومن الزبائن، ومن متعهدي الحفلات..ولقداستطعت اليوم رفقة فريقي، بالاضافة الى عملنا في سلاسل الانتاج، تأسيس مطاعم متخصصة في المعجنات الرفيعة، وبشكل حصري. وفي الأفق سنعمل على التوسع في مدن فاس مراكش الرباط» .
في مسارها الذي تسرده بشكل مختزل، توكّد فتيحة ان النجاح ليس فكرة مجردة بل هو تمرين يومي مع كل مهمة في كل مراحل العمل، الطموح والانتماء وروح الفريق والتضامن هي ما يعطي معنى لهذا التمرين، وهي ما تسبغه كامرأة على عملها وهو ما تتميز به المقاولة النسائية.