من الفضاءات الشهيرة بالرباط، شالة والوداية إلى قصر الباشا بمراكش، أو وليلى بمكناس، الموقع الأثري ليكسوس بالعرائش وغيرها، ومن المتاحف والمعارض الى القصبات والمواقع الأثرية ، تسبغ المعمارية أم كلثوم كبيتي بنيس، الكثير من خبرتها وعنايتها على التراث المادي الموزع على كل أنحاء المملكة طولا وعرضا. محملة بمهمة إدارة ومراقبة مشاريع الترميم والتحسين الرئيسية للآثار والمواقع الأثرية بوزارة الشباب الثقافة والتواصل، تشرف أم كلثوم على الكثير من المشاريع التي تدخل ضمن تثمين التراث المادي بمديرية التراث الثقافي بالوزارة.
من التجهيز الى قسم الدراسات والتدخلات التقنية الى التطوير الثقافي، الى إدارة ومراقبة مشاريع الترميم والتحسين الرئيسية للمواقع، الى تنسيق مشاريع التعاون الدولي الى تصنيف وتسجيل التراث المادي، يمتد السجل المهني لأم كلثوم التي تعتبر نفسها «ابنة بارة» لوزارة الثقافة، التي أمضت فيها عمرا مهنيا ولائحة إنجازات تبعث على الاعتزاز بمغرب ثقافي متعدد، رافقت خلاله برامج حكومية مختلفة وخطط تعاون دولية، فمنذ التحاقها بالوزارة بعد تخرجها من المدرسة العليا الوطنية للمهندسين كمهندسة معمارية ، أغنت أم كلثوم مسارها المهني بإسهامات كثيرة تلتقي في تطوير الشأن الثقافي وتثمين التراث المادي للمغرب. على رأس القائمة، اشتغالها ببرنامج التعاون الأوربي الذي شمل تأسيس 16 دار للثقافة بالمغرب، أو تنسيقها لبرنامج التعاون المغربي الإيطالي لمشروع الحفاظ وتثمين التراث الأركيولوجي المغربي، ثم رئاستها للجنة ترتيب وتسجيل التراث المادي الثقافي.
تنتمي أم كلثوم لأسرة تنحدر من فاس، لذلك دلالته وتأثيره بالنسبة للمهندسة التي فتحت عينيها على المدينة العتيقة وعلى الأسوار الكبرى للحاضرة التي تقول الكثير عن هوية المغرب المعمارية، وفي إطار تأهيلها للفضاءات التاريخية المغربية، ستقود الصدفة ام كلثوم إلى المدينة ذاتها لتأهيل أبرز فضاءاتها : متحف البطحاء وخزانة القرويين، وحيث انغرست أولى مواهبها في الهندسة و تصميم الفضاءات.
في الجولات التي تقوم بها أم كلثوم في أي مدينة مغربية، سيكون بانتظار من يرافقها حصة ماتعة من المعلومات التاريخية والثقافية التي راكمتها على امتداد عمر مهني في خدمة التراث المادي، وفي كل ذلك، لا تنظر أم كلثوم الى هذه المواقع والآثار كأطلال أو جماد، بل معرفة وخبرات للسابقين، ذاكرة وحيوات متعددة من حقب تركت شواهدها الحضارية عن مغرب متعدد.