ومن بين هذه النماذج البارزة، تجربة راضية حكيم، رئيسة تعاونية “رميساء” للخياطة، التي انطلقت من محل بسيط تديره بمفردها، إلى تعاونية تضم اليوم 14 امرأة، استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستويي التكوين والتجهيز. تقول راضية :
“كنا نخيط منتوجات ذات جودة عالية، لكننا لم نكن نعرف كيف نُسوّقها. بفضل التكوين في التسويق والدعم بالمعدات، توسع نشاطنا، واليوم نحلم بإحداث وحدة صناعية. لقد غيّرت المبادرة حياتي وحياة النساء اللواتي يعملن معي.”
وفي المجال الاجتماعي، تبرز كذلك قصة بشرى مصلوحي، رئيسة جمعية “بسمة أمل” للأطفال في وضعية إعاقة بمدينة أولاد عياد، التي استطاعت بفضل دعم المبادرة إحداث مركز متكامل لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتجهيزه بمعدات حديثة، إضافة إلى حافلة للنقل المدرسي وكراسي كهربائية.
“بدأنا بخدمة 152 طفلا، واليوم نرعى 170 طفلا، مع فريق يضم 23 مربية وأخصائيا. المبادرة فتحت لنا آفاقا جديدة، ورسالة اليوم للشباب، خاصة الشابات، هي أن يبادروا بتقديم مشاريعهم، فالمجال مفتوح أمام من يريد أن يصنع الفرق.”
وفي تصريح لـنبيل بوشو، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الفقيه بن صالح، أكد أن عدد المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية بلغ 1573 مشروعاً خلال عشرين سنة، باستثمار إجمالي يفوق 618 مليون درهم، مضيفًا:
“أولت المبادرة اهتماما خاصا للتمكين الاقتصادي للنساء، من خلال دعم أزيد من 180 تعاونية، منها 76 تعاونية نسائية، وتمويل أكثر من 220 فكرة مشروع لفائدة شباب وسيدات، إلى جانب التكوين والمواكبة، ما ساهم في تحسين الدخل وتعزيز استقلالية المرأة في الإقليم.”
هكذا، لم تكن المبادرة الوطنية مجرد ورش اجتماعي، بل رافعة لإعادة تشكيل أدوار النساء في النسيج الاقتصادي والاجتماعي. وتجسد هذه النماذج النسائية الناجحة ثمرة رؤية ملكية متبصرة، تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان، وخاصة في النساء، هو أساس التنمية الشاملة والمستدامة.