أطلق عليها والدها في طفولتها «صاحبة الأحلام اللا محدودة»، فصدقته القول وانطلقت لتحقق أحلامها من مدينة «مكناس» نحو دراسة الهندسة، ثم العمل في واحدة من أكبر شركات التجميل بلندن وهي شركة P&G، وبعد أن تدرجت بالوظائف إنتقلت إلى باريس حيث عملت في العلامة «لوريال»، وكانت فكرة واحدة دائما ما تدور في ذهنها طوال عشرين عاماً وقالت عنها السبتي: «كنت دائما أتساءل لماذا نترك تراثنا الجمالي كمغاربة لغيرنا كي يستفيدون منه، لماذا لا نقوم بعمل علامة مغربية تنجح في توظيف التراث المغربي، وعاداتنا الجمالية الخاصة جدا، والحقيقة أنني لم أكن أجد أي جواب، وكنت أتعجب عندما أرى علامات في أمريكا يستخدمون اسم المغرب والأركان المغربي وهم ليسوا بمغاربة، ولا يعرفون مدى عمق وتأثير العادات الجمالية للمرأة المغربية، والتي أرى أنها غيرت مفهوم الجمال العالمي، وبالتالي قررت أن أترك الوظيفة و أعود لجذوري، وقلت حان الوقت أن تتولى المرأة المغربية زمام الأمور في نشر تراثها الجمالي حول العالم».
الجمال المغربي ليس مجرد مجموعة من الخلطات الطبيعية لا توجد بنقاء إلا في المغرب، ولكنه نمط عيش استثنائي تتوارثه المغربيات كتراث شفهي لا يمكن تدوينه إلا أن كل مغربية قادة تحفظه عن ظهر قلب، وتنقله لابنتها، وكان هذا هو الشغف الذي أسست به هند السبتي مجموعتها الاقتصادية التي بدأت كحاضنة لعلامات جمال صغيرة ومتناهية الصغر في 2018، لتقدم لهم الدعم، ثم أطلقت علامتها الخاصة «WHIND»، لتستفيد من تضاعف حجم التسوق الالكتروني مع جائحة كورونا، وتقدم منتجات بجودة عالمية ولكن شديدة المحلية، فهي منغمسة بتمغريبت في الأسماء والمكونات والروائح، وقالت هند عن كيفية اختيار تلك الأسماء: «الوصفات المحلية التقليدية المغربية هي الأساس الذي ننطلق منه، ولكن مع الاستفادة من تطور البحث العلمي في معاملنا، تعطي نتائج أفضل لوصفات متوارثة تعتمد على الأرجان، زيت الزيتون، ماء الورد وغيرها من المكونات المحلية، وبالطبع أتعمد اختيار أسماء مغربية مثل لالة روز، وهي بالمناسبة من أفضل العطور مبيعاً حول العالم بفضل اسمها الجذاب أولا، الذي يحمل التراث التقليدي ورائحة المغرب إلى العالم».
تعتقد هند أن كونها امرأة أتاح لها فرصة لبدء مشروعها وتحقيق نجاح، إضافة إلى أنها لا تتحدى فطرتها كامرأة وشرحت تلك الفلسفة قائلة: «أنا امرأة مسؤولة وصاحبة قرار، ولكني أتمتع بصوت منخفض ونعومة، لا تتناقض مع قدرتي على الحزم والقيادة، لأن الكثير من النساء يعتقدن أنهن لابد من أن يقعن في الاختيار بين طبيعتها كامرأة وبين النجاح في المسار المهني، ولكن أنا لا أتفق مع هذه الرؤية أبداً، لأن نجاح المرأة في مسارات حياتها المتعددة سواء كامرأة عاملة طموحة، وأم مُحبة وزوجة ممكن وليس مستحيلاً».