تداولت عدة مواقع إخبارية ما نقلته عن إعلان قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، في بيان رسمي صدر يوم الأحد 5 أكتوبر، أن فضل عبد الرحمن شمندر (المعروف باسم فضل شاكر) قد سلّم نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات عند حاجز “الحسبة” على مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا.
جاءت هذه الخطوة على خلفية “أحداث عبرا” التي وقعت في عام 2013، والتي شهدت اشتباكات مسلحة بين جماعة أحمد الأسير والجيش اللبناني. وقد صدرت بحق شاكر أحكام غيابية متعددة، منها حكم بالسجن 22 عاما مع الأشغال الشاقة بتهمتي الانتماء لجماعة إرهابية وتمويلها. وأفادت تقارير إعلامية بأن شاكر غادر المخيم مشيا وسلم نفسه بعد سلسلة من الاتصالات والتنسيق بين الجيش والجهات المعنية.
باشرت السلطات التحقيق معه فور تسليم نفسه، وذلك تحت إشراف القضاء المختص. وتشير المصادر إلى أن الإجراءات “ستستغرق وقتًا” نظرًا “لطبيعة الملف وحساسيته”.
على النقيض من وضعه القانوني العالق، شهدت الساحة الفنية في عام 2025 عودة قوية لفضل شاكر، حيث حقق نجاحات ملحوظة رغم سنوات غيابه. من أبرز أغانيه التي حققت انتشارًا جماهيريًا هائلًا، أغنية “صحاك الشوق” وأغنية “أحلى رسمة”، اللتان تصدرتا قوائم المشاهدة لأسابيع متتالية وحصدتا عشرات الملايين من المشاهدات. وثائقي “يا غايب”: عرضت منصة “شاهد” مسلسلاً وثائقياً عنه تحت عنوان “يا غايب”، روى فيه قصة حياته بصوته، في خطوة اعتبرها النقاد محاولة لتقديم ذاته للجمهور مباشرة دون وسيط.
أثار خبر تسليم فضل شاكر نفسه موجة كبيرة من التفاعل والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض.
من جانبه علق نجله، الفنان محمد شاكر، على الحادثة عبر “إنستغرام” بنشر صورة تجمعه بوالده، مرفقة بتعليق: “إن مع العسر يسرا.. ومهما ضاق الطريق، فإن فرج الله أقرب مما تظن”. بينما رأى مؤيدوه أن هذه الخطوة “شجاعة” وطالبوا “بإنصافه قضائيا”، هاجمه آخرون ووصفوه بـ”المطرب التائب”، معتبرين أن القضاء سينصف ضحايا “أحداث عبرا”.
تُمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة قانونية جديدة في حياة فضل شاكر، حيث من المتوقع أن تسقط الأحكام الغيابية السابقة بموجب القانون، لتبدأ محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية.