التعديل الحكومي الجاري .. أكبر من المتوقع

خديجة سبيل

لعل انتظارات النساء المغربيات، من التعديل الحكومي الجاري، أكبر من المتوقع، وربما يفوق ذلك حساب الأرقام، والملابسات، وما يريد أن يسجله كل طرف سياسي عن الآخر.

فالمناسبة، لاتقتضي حسابا يستند إلى النسبة، ولا إلى العدد، بل قناعة شاملة تمس مدى تمثيلية النساء المغربيات في الجسم المجتمعي، وأهمية هذا التمثيل في النسيج الحكومي، بالمقارنة مع مطالب النساء والحركة النسائية وعمق ما تطرحه من بدائل خلال أكثر من ثلاثين سنة من عمل المنظمات النسائية، الدؤوب في الحياة السياسية والاجتماعية. اليوم، هناك إجماع على أن النضال النسائي قد بلغ سن الرشد، وهو يسير في إيطار الدينامية المجتمعية التي يعيشها المجتمع المغربي، نحو تحقيق مزيد من الامتيازات، لكنه امتياز، لم يحسب بعد، في النسق الاجتماعي المغربي، الذي يجعل من النضال النسائي واجهة أساسية من واجهات فعله المجتمعي، وعلامة على ثقافة  استطاع المجتمع المغربي، أو دفع إليها، لكي تكون ثقافتة بديلة لا مناص منها.

وفي كل الحال والأحوال، فإن الأدوار المجتمعية، بين الرجل والمرأة، غير متناسقة، ففي الوقت الذي تقوم فيه المرأة بدور كبير في الرعاية الاجتماعية للأبناء والأسرة، عموما، إلى جانب عملها خارج المنزل مع ما يكتنف ذلك من صعوبات ومن ضغوطات، نجد أن هذا الحق، وبرغم التقدم القانوني المشهود له، والذي حاول بصيغة أو بأخرى، أن يمنح لها كامل حقوقها، ويعترف لها بدورها الريادي، فإن كل ما قدمته الترسانة القانونية، وما أدى إليه نضالها من اعتراف مجتمعي، لم يكن كافيا لمنح بطاقة الامتياز لها، ولا لإحلالها المكان الممتاز الذي به تكون وإليه تشد رحال جميع النساء المغربيات.

حسب الإحصائيات والقضايا المستجدة، سواء في محاكم المملكة أو في الشارع العام، يدل على أن المعركة ما تزال مستمرة، وعلى أن مغرب اليوم، لن يكون بأية حال، مغرب الأمس، وما التراكم الذي حققته النساء المغربيات والمناضلات الحقوقيات والفاعلات الجمعويات، إلا دليل قاطع على أن الواقع اليومي للنساء المغربيات يستدعي الكثير من العمل على الأرض، ومن الذهاب عميقا في اتجاه تكريس وضع أفضل، يضمن الكرامة والعدالة الاجتماعية ويؤسس لمجتمع تكون فيه المناصفة بين الرجل والمرأة حقا وليست مطلبا، وتكريسا للمبادئ الكبرى التي نصت عليها مدونة الأسرة، وأرستها الممارسة اليومية للنساء المغربيات، سواء في أماكن العمل أو البيت أو في الشارع أو في الساحات المشرفة التي ترفع من أسهمهن كفاعلات قويات في الحقول الاجتماعية والسياسية والثقافية والرياضية والاقتصادية.

فليس صدفة، أن تختار نساء مغربيات كي يكن في صدر التصنيفات العالمية للمحافل الاقتصادية والاجتماعية، وللنساء المبرزات في مجالاتهن، ولن يكون أمام المغربيات من طريق آخر غير مواصلة هذا الدرب من التألق، وتقديم النموذج الأفضل لجيل اليوم القادر على العطاء والرقي والتقدم. في المقابل، لن يتحقق ذلك بالخطى المترددة والخجولة ولا بالكلمات المتملقة التي تعيد نفس الكليشهات، ولا يتحقق ذلك أيضا، عن طريق المقاربة المتعصبة التي تغرف من منظور ديني ضيق، وترى في تفسيرها للأشياء أن حرية المرأة وقف عليها، وتنظر فقط إلى الجانب البراغماني من الموضوع، حين تكون أصوات النساء في المناسبات الانتخابية مجرد رغبة في حد ذاتها ومنفعة آنية يجري الانتفاع بها في الوقت والآن. إن المغرب، في الحال والاستقبال، يحتاج إلى كل رجاله ونسائه، وهو في ظل الظروف الراهنة وتعقيدات المرحلة، أحوج إلى السير بقدمين متوازيتين.

 

طرح المخرج يوسف المدخر فيلمه السينمائي الكوميدي «زاز»، ابتداء من يوم 5 نونبر الجاري بالقاعات السينمائية المغربية عبر ربوع المغرب، بعد أمسية فنية خاصة جمعت نجوم العمل في العرض ما قبل الأول.
ويأتي هذا الحكم بعد جريمة أثارت استياء واسعا في أوساط المدينة، حيث اختفت الطفلة في ظروف غامضة قبل العثور على جثتها وتحول القضية إلى محاكمة قضية رأي عام.
استيقظ الجانب الشرقي من الكرة الأرضية اليوم على خبر فوز زهران ممداني في انتخابات العمودية بمدينة نيويورك العاصمة الاقتصادية الأمريكية، ليصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة في واحدة من أهم المدن حول العالم.