المدرسة المغربية حلبة المتنمرين

لغة الأرقام حوله صادمة : 20 % هي نسبة العنف الذي يكون مصدره التلميذ تجاه أستاذه داخل المدرسة، % 11 عنف التلميذ تجاه زميله في الدراسة ، بينما 8% هي حالات عنف التلميذ اتجاه إدارة المدرسة . تلك خلاصات آخر تقرير لوزارة التربية الوطنية عن العنف في المدرسة المغربية، واقع لا يغفل في ذات الآن حالات عنف تمارس على التلميذ من مصادر متعددة في المحيط الداخلي لمجاله التعليمي، أو في المحيط الخارجي. ولأن الوضع قلب التعاقد الضمني على الاحترام الذي يجمع طرفي العملية التعليمية، فقد بات من الصعب الكلام عن مدرسة لتخريج حامل الشهادات أكثر منها حاملي سوابق عدلية.

يعتبر الباحث والكاتب المغربي حميد المصباحي أن العنف في المدرسة امتداد لما يعرفه الشارع المغربي من تحولات، بل إن العنف في نظره مورس داخل الأسرة وفي الأحياء وهو مؤشر على وجود اختلافات وتعارض مصالح. ترفض أطرافها الإحتكام لما هو أخلاقي أو; قانوني قضائي، ليتساءل ويجيب في دراسة له : في مثل هذا الوضع كيف يمكن للمدرسة أن تستثنى من العنف؟ حتما سوف يطال العنف المدرسة، ليس بين التلاميذ فقط، بل بينهم و بين المدرسين والإداريين. ولا مبالغة من القول أن العنف طال حتى علاقة المدرسين فيما بينهم، وبينهم وبين الإدارات التربوية، فهل كان بإمكان المدارس والثانويات المغربية الحد من العنف داخل فضائها أو إلغاءه نهائيا؟. موقف تحليلي لا يبتعد عن أرض الواقع، عندما تفضح حالات من أسوار المدرسة المغربية علاقات عدائية بين الأستاذ والتلميذ، وبين التلميذ والإدارة، وبين العائلة والقيمين على العملية التربوية. حيث العنف بأشكاله، كسر حدود التوافق على مشروع التربية والتعليم بتقديم الأسوأ : تلميذ يباغت أستاذه داخل الفصل بضربة سكين على رقبته، تدخله العناية المركزة. أستاذ يقتل طالبته بكلية العلوم بأكادير لرفضها مبادلته مشاعر الحب، تلميذ ينتقم من زميلة لم تجاريه في علاقة داخل سور الثانوية عبر شرط وجهها بشفرة حلاقة صور من بانوراما العنف المدرسي لا تسمح بتأكيد أنالمؤسسات التعليمية اليوم هي فضاء يراهن عليه لبناء شخصية وفكر جيل المتمدرسين، بقدر ما تحولت إلى فضاء للتنمر لتأكيد الغلبة.

العنف لا يخبئ بالغربال

لم تمنع رحلتهما عبر القطار القادم من طنجة في اتجاه الدار البيضاء، من قطع الصلة بشريط صور العنف التي يعشنها خلال أداؤهما للواجب. أستاذة سابقة للترجمة في ثانوية بمدينة طنجة، ومديرة لإحدى الثانويات بنفس المدينة كانتا تتحدثان قبل أن أصبح ثالثهما. إحداهما وجدت نفسها مجبرة على التقاعد النسبي حين صارت أعصابها، تدفع ثمن صراع مفتعل تجاهها من قبل تلاميذها خلال أداء واجبها. وضعية جعلتها تصاب في إحدى الأزمات النفسية بنزيف حاد ألزمها سرير المرض لمدة، فيما الإدارة رفضت التعامل مع وضعها بمرونة بإحالتها على الإدارة : كنت مجبرة على التقاعد تقول محدثتي في رحلة صدفة تزامنت مع الموضوع، لذلك وجدتني مصرة على التقاعد رغم أني المسؤولة الوحيدة على ثلاث بنات بعد وفاة والدهما. تقاعدي تم قبوله هذه ,السنة، ومنذ شهرين على ذلك لم أتوصل بأجرتي، أعرف بأن القرار ستكون له تبعات في البداية، لكن الأزمة التي مررت منها كانت أقوى من أي وضع آخر. رغم كل ذلك، أعرف أن مجال تخصصي مطلوب جدا وهو محدود أيضا، وهو ما جعلني أتعاقد مع معهد التكنولوجيا التطبيقية كأستاذة للتواصل والترجمة، مهمة قطعت بها ثلاثين سنة من تعليم عمومي تكسرت فيه كل قواعد اللياقة بين التلميذ والمدرس في تأكيد للدكتورة فاطمة كتاني، أخصائية نفسية في العلاج الأسري، فإن نقص الثقة في الذات يصاحبه نقصفي تنظيم الانفعالات السلبية بشكل مناسب، وقد يؤذي ذلك إلى نقص في مستويات الاستنتاج الأخلاقي، ومن ثم ظهور أشكال من السلوكات الاجتماعية اللاأخلاقية منها التنمر داخل المدرسة. وهو سلوك عدواني يحاول من خلاله صاحبه تطويق ذاته بأفعال عدائية لإيقاف تجرأ الآخر عليه، الأساتذة أيضا لا يسلمون من مواجهة المتنمرين ما دامت العلاقات داخل المدارس أصيبت بعدوى عنف الشارع وعنف المحيط الداخلي، وهو ما أفادته دراسة وزارة التربية الوطنية، بأن نسبة العنف الذي يمارسه التلميذ داخل أو في محيط المدرسة يفوق نسبة العنف الذي يمارسه الأستاذ إزاء زميله الأستاذ، أو عنف الأستاذ في اتجاه إدارة المؤسسة التعليمية. وأن حالات العنف داخل المؤسسات التعليمية بلغت 52 في المائة من مجموع حالات العنف، وناهزت حالات العنف في محيط المدرسة نسبة % 48 ، كما أن العنف المدرسي في  المدينة يفوق العنف في القرية بنسبة % 75 مقابل .%25

إيقاع الدراسة على نبرة التهديد

عاشت مسافرة ذات الرحلة يوم الخميس 14 من الشهر المنصرم فصولا من العنف خلال مهمتها كأستاذة للغة العربية، وخلال تكليفها بمهمة مديرة الثانوية في انتظار تعيين مدير جديد. في إحداها كان المعتدي تلميذ من مدرسة أخرى، كان يهم باختراق سياج باب الثانوية الذي انفتاح المدرسة على » جعلته الوزارة يستجيب لمخططها حاولت منعه فهددها بالضرب أمام تلاميذتها، .« المحيط هؤلاء لم يتدخلوا، أكثر من ذلك دخلوا في نوبات » ضحك أشعرتني بالضعف والإحراج، لأعلم بعدها أن المتهجم اعتاد ارتياد مدارس غير مدرسته لسرقة هواتف التلميذات. في المرة الثانية بعد تعييني مديرة بالتكليف فقط، كان تلميذان يتعاركان داخل الثانوية، تسلل أحد الشقيقين من المبارزة وأسرع لإبلاغ والده بأن شقيقه يضربه تلميذ. حضر الأب محملا بسكين من الحجم الكبير، أرهبني المنظر فأبلغت الشرطة. عند حضورهم، كانت المبارزة قد انتهت، لكن أعلمتهم بكل ما حدث. كما قدمت لهم عنوان الأب الذي جاء محملا بسكين، اعتقلوه، ,وخلال التحقيق استدعوني لمواجهته. كانت نظراته إلي تهددني في حالة قول شي يورطه، نكرت مشاهدتي للسلاح الأبيض، مكتفيا بتأكيد أنه حسب ما قيل لي  أنه كان مسلحا.
لا يمكن التصدي لآية ظاهرة بدون تحديد شروط ظهورها، والعوامل المتحكمة فيها، ومختلف أشكالها. فقد فاجأ العنف داخل مؤسسات التعليم الجميع، وبقيت طرق التصدي له رهينة المقاربات الشخصية لرجالات التربية و التعليم. وكان في ذلك الكثير من التنازلات التي جعلت الظاهرة تستفحل، من منطلق خجل مؤسسات التعليم من اعتماد المقاربات القضائية، التي هي نفسها تسوي بين عنف المتعلم والمعلم، فيجد غالب رجالات التعليم أنفسهم أمام تهمة تبادل الضرب والجرح، وكأن الحدث وقع بالشارع العام، وليس بين مربي وتلميذ. الكلام للباحث والكاتب حميد الصالحي، يقارب فيه الظاهرة من منطق طرف في الإشكالية كونه أستاذ للفلسفة، لكن أيضا بمقاربة المفكر المنشغل بظواهر المجتمع

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.