اليمن منى صفوان : المرأةرقم صعب في الثورة

منى صفوان صحفية يمنية مغتربة، بعدما ألفت تطلعاتها كإعلاميةيضيق بها محيطها الاجتماعي والسياسي هاجرت إلى خارج بلادها بحثا عن شروط أنسب، تهتم بقضايا النوع وتنشغل بهواجس الحرية السياسية والاجتماعية ببلادها وبالوطن العربي

عرف اليمن مؤخرا أحداثا فاقت كل التوقعات من حيث تسارعها وتطورها خاصة على مستوى الميدان، ما هي قراءتك لما حدث؟
ما حدث وسيحدث، هو تناحر داخلي منذ عقود بين;اليمنيين، كانت بعض الأطراف الخارجية تستغله لتمرير مصالحها في اليمن، ولتخضع اليمن أكثر تغرقه بالصراع، وهو صراع على أمور معقدة جلها ترتبط بالصراع على السلطة. لكن مؤخرا أصبح هذا الصراع له ارتباط مباشر بالصراعات الإقليمية، وضمن لعبة دولية كبرى، دهست الصغار في طريقها، فيتأثر الوضع في صنعاء، بما يحدث في سوريا أو العراق أو حتى لبنان. وهناك تقليد لهذه الدول في مسألة هدم مركزية الدولة وجيشها وتقوية المليشيا، والجماعات الإرهابية، إلى جانب الارتهان للخارج. وهو أمر يقف ضده وبحزم كل يمني غيور على البلد، لأن استمرار ذلك يعني انهيار وجودنا الحضاري، وأن نذهب بلا عودة إلى أرشيف التاريخ.

هل تتوقعين أن تعيد هته الأحداث البلد إلى ما قبل اليمن الموحد؟
مسألة التقسيم والانفصال مطروحه وبقوة، للأسف. المصيبة أن معظم الأطراف تدفع بهذا الاتجاه، تحت مسميات مختلفة مثل الفيدرالية والتقسيم، وليس فقط فك الارتباط والانفصال. وهذه الأحداث هي نتيجة هذا التقسيم، على أسس جغرافية ومناطقية وأحيانا مذهبية، فكانت الحروب نتيجة لتفتيت المجتمع إلى مراكز نفوذ، يزيد التصارع فيما بينها.

منذ بداية ما سمي بالربيع العربي كانتالنساء في قلب الحراك، لكن في النهاية لم يجنيين ثمار هذا الربيع، ما السبب بنظرك؟

المرأة اليمنية، كانت رقما صعبا في الثورة، ثم تحولت إلى مجرد رقم في السياسة، والمشاركة على المقاعد السياسية. وهذا لا يعني وجودها القوي، لأنه لم يترجم نفسه بشكل قوانيين تنصف النساء. فعلى سبيل المثال، ما زالت القوى السياسية ترفض سن قانون يحدد سن الزواج لوقف زواج الصغيرات، وهي كارثة في اليمن. ولم تستطع النساء المشاركات بنسب رقمية في الحكومة أو المنافذ السياسية، الضغط من أجل هذا القانون وقوانيين أخرى غيره.
كيف تتوقعين مسار وتداعيات هذا الوضع على نساء بلدك؟ وعليك شخصيا؟
لا يمكن التحدث عن تنمية وانفتاح في ظل الصراع، وهذا يعني مزيد من تدهور أوضاع النساء والحريات العامة والخاصة، فالمرأة تحتاج إلى بيئة مستقرة وصحية اجتماعيا، بيئة صديقة، ليمكنها المشاركة بفاعلية، وتوظيف قدراتها، وكلما كان الوضع غير طبيعي وغير صحي اجتماعيا انزوت المرأة على نفسها أكثر.
وأنا كغيري من النساء، أبحث عن مجتمع متعافي ومتصالح مع نفسه، صراعه لم يؤثر على أخلاقة، ليمكنني العمل بحرية والقيام بما أريد القيام به، لذا أجدني وغيري كثير من اليمنيات، فكرنا منذ وقت مبكر في ترك اليمن، ليمكننا تحقيق ذواتنا دون مزيد من الضغوط الاجتماعية والثقافية.
كإعلامية كيف تقيمين صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام العربية وإلى أي حد تعكس حقيقة واقعها؟

صراحة أجد أن الإعلام حتى الآن لم ينصف المرأة، ولم يتعمق في حقيقتها، ويعطي أولوية للمواضع التي تهمها مباشرة. ولكن الأمر ليس قاتما جدا، أعتقد أن هناك تحسن لصورة عن المرأة. لكن الصورة النمطية مازالت ثابته وتغييرها ليس سهلا، هذه الصورة عن المرأة النمطية وربما الساذجة. وتغيير هذه الصورة النمطية يحتاج إلى الجهد والاستراتجية والمواظبة، لكن الإعلامكسول ناحية هذا الشيء أو ربما غير مهتم.
هل ثمة إكراهات خاصة تواجهك كإعلامية في مزاولة عملك، من منطلق جنسك كمرأة وكمغتربة ؟
لا يوجد إعلام حر، لكن يوجد إعلامي حر. فالصحافي الحقيقي لايمكن أن يمنعه أحد من مزاولة مهنته، أو حجر رأيه، وهو لا يقبل أي إملاءات من أي كان. والخبرة مهمة في هذا المجال، لمعرفة كيف يمكن التحايل على مجمل الضغوط التي تواجهه.
وكوني بعيدة عن بلدي، هذا يزيد من الضغط الاجتماعي علي، فبرغم وجودي في مجتمع منفتح أكثر صداقة مع المرأة وعملها، إلا أنها تبقى غريبة، فهي ليست بيئتي ولا تربتي برغم أنه مناخي الثقافي، فأجد صعوبة في التعبير عن نفسي في مجتمع لا يشبهني، وأحيانا يكون هناك عنصرية. فقد تكون في مجتمع منفتح، لكنه عنصري، وهذا يعني أن عليك خوض حروب شخصية تؤثر على سمعتك المهنية مع الوقت، والأفظع أنها تأكلمن استقرارك النفسي وتركيزك على عملك.

هل يسهل عليك متابعة ما يحدث من حالة التوتر التي يعيشها بلدك وتقديمها بكل مهنية وموضوعية ؟
صعب جدا أن تفصلي مشاعرك عن مهامك كصحفية، تصابين بالتوتر، والعصبية، ويؤثر هذا على حياتك ورتم حياتك، وأحيانا يجعلك تخرجي عن طورك. أذكر أنه مع بداية الأحداث خانتني دموعي على الهواء في نهاية حلقة تناقش الوضع اليمني، رغم أني كنت متماسكة طوال الحلقة، لكن البلد يكون في هذه الحالة شخصا قريبا جدا وعزيزا عليك يصعب أن تريه بهذه الحالة. لكن الاستسلام للعواطف، يعني خيانة للكملة والمهنية، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكنني فيها خدمة بلدي وايصال صوتي، لذا لم أتوقف عن العمل والكتابة عن اليمن في الصحف العربية.
ما أكثر ما تتمنينه في ظل ما يحدث سواء في بلدك أو في الوطن العربي ؟
أمنيتي… الأمر صعب جدا.. الأمنيات كثيرة بأن يحل السلام، وتعلو لغة العقل، ونتحرر من هذه الوصاية الخارجية، وأخشى أن تكون أهم الأمنيات هي أن نموت بشكل طبيعي. موتة ربنا يعني.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.