مجال العمل هو فضاء المشاكل والتحديات والستريس بامتياز ، بنفس القدر يمكنه أن يكون فضاء للتحدي والدعم والسعادة وإثبات الذات… بين الضفتين، مد وجز، تساهم فيه عوامل ذاتية وأخرى موضوعية تجعلنا نتأرجح بين الإيجابية والسلبية. لتجاوز سلبيتنا وترسيخ الجانب الإيجابي، يقترح منظرو التنمية البشرية والمرافقة، أسلوب السلوكات الإيجابية التي تربط بين التفكير الإيجابي والتنظيم ونمط العيش، من أجل خلق أجواء تتمتع بصفة الإيجابية. استراتيجية السلوكات الإيجابيات لها بعض المسالك نتعرف عليها في التالي.
التفكير الإيجابي
المفكر هو صانع الأفكار والأفكار تسبب التفكير والتفكير يسبب التركيز والتركيز يسبب الأحاسيس والأحاسيس تسبب السلوك والسلوك يسبب النتائج والنتائج تحدد واقع حياتك فغير إدراك المفكر ، هكذا يقدم الدكتور ابراهيم الفقي الكاتب والمحاضر العالمي لاستراتيجيات التفكير الإيجابي في كتابة الذي يحمل نفس الاسم وفي شرح أهمية ذلك يؤكد «أنه عندما يختار الشخص فكرة معينة سلبية كانت أو إيجابية فهو يضعها في ذهنه فيعطيها العقل معنى ومنطقا ويدعمها بافكار أخرى، بالتالي تصبح جاهزة للاستعمال وتستدعي التركيز والانتباه مما يعطي الأحاسيس ثم السلوك والنتائج، الحل المقترح هنا هو أن علينا اختيار أفضل الأفكار لأذهاننا بمسؤولية أي دون أن نلوم أو ننتقد أحدا أو نضع مقارنة مع شخص آخر لأن الأفكار السلبية تسبب لك تحديات ليس لها أي داع». هل يمكننا اختيار الأفكار الإيجابية والابتعاد عن الأفكار السلبية؟ الجواب بالنسبة لمليكة رئيسة قسم في مصلحة عمومية، هو نعم، «كل فكرة تمتلك أكثر من وجه مثلا سأعتبر هذا العمل تحديا أو سأجرب نفسي في هته المهمة، أو سأفاجئ الجميع بإنجازه إن نفس الفكرة يمكن إعادة صياغتها لنقنع أنفسنا بها، لقد جربت ذلك عددا من المرات وأعتقد أنه يجب تطبيقها على كل مناحي الحياة وليس المهنية فقط، الانتقال من تفكير سلبي إلى تفكير إيجابي هو مدخل مهم وهو أمر ممكن جدا ذلك وحسب استراتيجيات التفكير الإيجابي على الرغم من قدرات العقل الرائعة ومن الممكن برمجته بالأساليب التي تنايبنا وبالأفكار التي تمنحنا الهدوء الداخلي».
العناية بالجسم
أول الوصايا في لائحة السلوكات الإيجابية ليست نفسية أو تنظيمية ولا علاقة لها بمجال التدبير والتسيير، لأنها ذات صفة بيولوجية محضة وتربطنا بحكمة قديمة تقول إن العقل السليم في الجسم السليم، إذ يؤكد الخبراء أن لا مجال للتفكير والعمل إيجابيا إن لم تتوفر كل الشروط التي تؤهل الجسم كي يبني ويتفاعل إيجابيا مع العقل، أيضا بنفس القدر لا يمكن ضبط العقل إيجابيا على جسم يتفاعل سلبيا، المثال الأول الأقرب يمكن ربطه بفائدة النوم مثلا، إذ لا يمكن لشخص أمضى ليلة بيضاء دون نوم أو لم ينم بالقدر الكافي أن يكون مؤهلا صباح اليوم الموالي للعمل إيجابيا، والتفكير إيجابيا والتواصل إيجابيا الأمر يرتبط أيضا، بالأكل الجيد وبالنشاط الرياضي ويوصي الخبراء بالانتباه لنمط العيش ويعتبرون أن التغدية المتنوعة المتوازنة الخضروات والفواكه وشرب المياه بكثرة بالإضافة إلى النشاط الرياضي المناسب هي أرضية أولى وذات أهمية قصوى تبني عليها فسلفة السلوكات الإيجابية أو بناء مشروع العمل الإيجابيا.
أهمية النشاط الرياضي
للتغدية والنشاط الرياضي أهمية في جعلنا إيجابيين، لكننا نواجه أحيانا بضيق الوقت. الحل كان بالنسبة للمياء صيدلانية هو اللجوء لليوغا لأنها لا تحتاج للتنقل لنادي رياضي بل يمكن ممارستها بالبيت في أي مكان وفي أي وقت نحتاج فقط لكمبيوتر متنقل. هناك تمارين كثيرة بالشروحات اللازمة يمكن جعل حصة صغيرة من اليوغا آخر ما نقوم به خلال اليوم بالتأكيد أعتقد أني أكون أفضل في اليوم الموالي.
التنمية الذاتية
هي ليست إلا إعادة ترتيب اللأفكار وتعبئة جديدة لطاقة، لذلك تعتبر من أهم المسالك التي تقودك للعمل بإيجابية. بعض الشركات والمؤسسات نتبهت لأهمية التنمية البشرية في التأسيس لأجواء إيجابية وهناك بعض المقاولات التي تستعين بخدمات المرافقين أو الكوتش بشكل قادر ودائم للتدخل في الأوقات التي يشعر فيها العاملون باللاتوازن أو لتجاوز فترات الضغط أو أثناء بناء أهداف جديدة أو تغيير مسارات المؤسسات أو فقط لزيارة تنمية قدرات العاملين لن يكون بإمكانك الحفاظ على قدر عال من النشاط والإيجابية طوال الأسبوع لذلك تحتاجين لجهة أخرى من أجل دعم معنوياتك ومحاصرة أخطائك. محاضرات التنمية الذاتية يمكنها أن تقوم بهذا الدور إن توفرت لك الإمكانيات الاستفادة منها داخل عملك لا تفوتي الفرصة وإلا فيمكنك حضور الكثير من دورات التدريب التي أصبحت متاحة بشكل دائم. لدعم منسوب إيجابيتك يمكنك اللجوء أيضا لما يعرف أيضا بالأتو كوتشتغ أي التنمية الذاتية ذاتيا إذ يمكنك من خلال مشاهدة فيديوهات أو قراءة كتب بشكل مجاني على النت أن تشبعي بالكثير من التجارب التي تشبه تجاربك أو تلهمك لفكرة أو تقنعك بتنقية تساهم في توسيع سلوكك الإيجابي.
لا ترافقي إلا الإيجابيين
هل ستتركين نفسك تتأثر بالأجواء أم تؤثرين بالأجواء؟ كل الناس يميلون لأصحاب السلوك الإيجابي يحبون التقرب إليه بشكل عام لا نميل إلى أشخاص يشتكون فنبتعد عنهم وحين سيكون لك سلوك إيجابي سيتقرب منك الأخرون ويقلدونك أحيانا، نرى بعض الأشخاص يقلدون شخصية ما حتى في عبارات الكلام لأنهم تأثرو بها السلوك الإيجابي هو سلوك معدي لذلك يجب الحرص على مرافقة الأشخاص الدين يمنحونك الطاقة الإيجابية وإن كنت شخصية غير إيجابية أن الدبدبات التي تبثها الابتسامات وعبارات التأكيد والتضامن حول نفس الأفكار الإيجابية تسمح لك بالحفاظ على مستوى من الطاقة التي تجعلك تتمتعين بشخصية إيجابية.
