عنف…..هن

لا يقيم العنف بمجتمعنا حدا فاصلا بين العنف بالمجال الخاص والمجال العام، لكنه يضرب بجذوره في عمق ثقافة تحتفظ بالكثير من الصور النمطية، وثقافة تسوغ للرجل ممارسة العنف إن في أشكاله المعنوية أو المادية أو الرمزية، وتتعامل مع الأمر بنوع من الأريحية. لكن ماذا لو قلبنا الآية وتحدثنا عن عنف مصدره المرأة، وضحيته الرجل؟ إنه موجود بالتأكيد، لكنه أيضا مسيج بثقافة تجعل الحديث عنه رديفا للعيب والحشومة. 

رشيد إعلامي

لا بد من تسجيل أن العنف سواء أكان لفظيا أم ماديا أم معنويا من جانب المرأة داخل مجتمع ذكوري، فما هو إلا آليات دفاعية ضد الغبن والقهر الذي يمارس عليها، سواء داخل مؤسسة, الزواج أو داخل المجتمع ككل. أما الحالات التي نرى فيها عنف بعض النساء ضد الرجال، فهي نموذج لا يقاس عليه، لأنه يمكن تصنيف أغلبيتها كآليات دفاعية أمام الذكورية، وأمام العنف الصادر عن الرجل بكل صيغه. فبالتالي هي ردود فعل تدخل في سياق خلق توازن داخل الأسرة، في حرب مصغرة لها مسبباتها المرتبطة أيضا بسياق أكبر سواء أكان في شقه الاقتصادي أم الثقافي، أم الاجتماعي. وترتبط كذلك في معظم الأحيان بالأمية، ليس في شقها الأبجدي فقط، بل بالأمية الثقافية والفكرية. وأعتقد أن هته الحرب هي حرب موهومة، لأن الطرفين معا يشكلان وحدة داخل نسيج مجتمعي. لا يعني هذا أنني بصفتي الخاصة، لم أتعرض للعنف المعنوي. لن أبالغ وأقول إني تعرضت لعنف مادي، لم يحصل ذلك. لكن العنف المعنوي من,كلام، يحدث لكن في غالب الأحيان تكون ردود الفعل تجاهه ليست هي ردود فعل “ديال العنف” أو الإحساس بالجرح النرجسي، وانتفاخ عقدة العار بل. أتفهم واسعى لامتصاص الضربة في غالب الأحيان، سواء أكانت شتيمة أم نوعا من التبخيس. لكن في المجمل، يرتبط هذا النوع من العنف المعنوي بضغوطات معلنة على الجميع.

جورج رجل أعمال

لقد عشت تجربة طلاق بسبب ما يمكن أن أعتبره عنفا من زوجتي ليس بالشكل المادي، لكنه كان نزوعا نحو السيطرة على البيت والأولاد وعلي كزوج، لا لشيء، إلا لكي تظهر بمظهر المتحكمة في الرجل والممسكة بزمام الأمور.
أنا لبناني أعيش بالمغرب، لكن ملاحظتي حول مشاكل الأزواج بصفة عامة هنا هو ميل المرأة للسيطرة على البيت والأولاد، والزوج قد يكون ذلك بشكل غير إرادي لكنه موجود بقوة.
المرأة تحب السيطرة في تربية الأبناء أيضا، بحيث أن الطفل لا يتكلم إلا عن والدته، وإن كان يحب والده ويعبر عن ذلك، فغالبا ما يخفيه خوفا من أن تعاقبه أمه معنويا أو ماديا.
يتم تقزيم دور الرجل في التربية، بحيث يتحول فقط إلى محفظة مال، يشتغل كالآلة، وحين يكون بالبيت يتدخل لعشر دقائق، وبعدها يترك الكرة للزوجة. بالنسبة إلى وضعي الخاص، فحب السيطرة من زوجتي السابقة كان سببه تأثير العائلة الذي يسمم الأجواء. لأن المرأة تحب أن تبسط سيطرتها أمام العائلة، وأن تعطي الانطباع أن شخصيتها أقوى، وأنها من يتحكم حتى لو كانت من داخلها تحب زوجها ولا تحب أن تؤذيه. القدرة على التحمل تختلف باختلاف الناس، هناك أزواج صبروا ورضوا بالأمر الواقع، لأنهم يخافون من قانون الطلاق واقتسام الممتلكات فيتعايشون رغم أن ذلك ليس في صالح العلاقة. أما بالنسبة إلي فرد فعلي كان الرحيل، فكما أن هناك رجال يضربون زوجاتهم أو يكسرون الأثاث أو يعنفون بالكلام، اخترت الانفصال بهدوء كرد فعل على عنف لا أستطيع مواجهته بالمثل. أنا من النوع الذي يحب أن يعيش مرتاحا، وحين تكرر الصدام واقتنعت أن لا أمل في إصلاحه، أدرت ظهري ورحلت. اخترت الانفصال لأني شخص غير صدامي، وسأفعل الأمر ولو كان لدي عشر أبناء. هذا أفضل للجميع.

حميد إطار

الضربة من عند المرأة أكثر قساوة، لأن الرجل ألف الشارع أو الفضاء العام، واعتاد على التعامل مع باقي الذكور بنوع من الحذر المناسب، ولأنه يفترض أن المرأة أقل عنفا من الرجل ومن هنا تكون صدمته. الرجل أكثر عنفا سواء في صيغة العنف المعنوية أو المادية، لكن حين يتعلق الأمر بشريكة الحياة التي تمارس عليك شتى أنواع الابتزاز والتنقيص واللاحترام، فهي معاناة مزدوجة. لأن مصدر هذا العنف يكون من شخص تفترض أن يكون مصدر الأمان والثقة والمودة، ثم لأن تفاصيل هذا العنف نفسه هي غير مرتبطة بواقعة معينة، بل بسلوك يومي.
”بعد أكثر من عشر سنوات من الزواج، تغيرت زوجتي للأسوأ. لقد ترقت مهنيا، ودفعها هذا للدخول في علاقات مع صديقات جديدات أثرن  بشكل سلبي على علاقتنا. أصبحت تنظر للبيت وللأولاد وللزواج بنوع من الاستياء والانشغال, الذي لا يتوافق مع طموحها المهني، ومع انشغالاتها الجديدة. لم يعد لنا موقع في خارطة الاهتمامات، وهي تبرر الأمر بحجة أن الجميع يمكنه الاعتماد على نفسه. كان الأمر موضوع مشادات بيننا إلى أن وصل الأمر لطلبها الطلاق، ودخولها في إجراءات قضائية من أجل ذلك. حاولت احتواء الموضوع، لكن بعد ذلك شعرت أنها بموقع قوة، وبالتالي زاد تعنيفها وسخريتها مني، ولا مبالاتها بأي من مواقفي. لم تعد تتشاور بشأن أي تفاصيل عن تنقلاتها أو برنامجها اليومي. لا شيء يجمعنا غير أحاديث عادية عن تدبير اليومي في شقه الخاص بالأولاد، غير ذلك نعيش كالأغراب، وأشعر أنها تتعمد الكثير من المواقف لإيذائي، لكني أتجاهل ذلك بنوع من الحكمة لأني أرفض الانفصال خوفا على أولادي، لأنهم في مرحلة هشة من عمرهم. هي تدرك ذلك، وتمارس ابتزازها علي.

رأي الأخصائي عبد الكريم بلحاج، أستاذ علم النفس الرجل يرفض اعتبار نفسه ضحية

ما الذي يميز العنف الموجه للذكور وكيف يتم التعامل معه ؟

ليست هناك ممارسة مميزة لهذا العنف حتى تكون محط استثارة بقدر ما أن الظاهرة تحيل على حالات، قد تكون منعزلة، لكنها قائمة في المجتمع. ومن مظاهر هذا العنف، أنه يجد تعبيره في الانفعالات أكثر من كونه خاصية سلوكية أو طباع تنسب للمرأة. ثم إن أغلب حالات هذا العنف، وفي ارتباط بأشكال تعبيره، ينتج في إطار تفاعل يهدف إلى الاستقواء أو علاقة تعرض لموازين القوى بين الزوجين.المهم، أن العنف يصدر في بعض الحالات ويجد الرجل نفسه في موقف الضحية، غير أنه يمتنع عن الإقرار به، كما أنه يرفض اعتبار نفسه ضحية .ذلك أن مثل هذه السلوكات هي التي تبقى قائمة خارج الفضاء الزواجي، أي أمام المجتمع. فبمنطق الرجل ووفق ما ينشأ عليه مجتمعيا، يفضل عدم الجهر بالعنف الذي يتعرض إليه من زوجته أو إحدى نساء محيطه. وهذا السلوك يبقى منتميا لثقافة الطابو، التي تصرفها التمثلات الاجتماعية حول تدبير العلاقات بين المرأة والرجل. ومن ثم فهو يحافظ على مكانته التي تخضع لضوابط نمطية، معتبرا أنه يحمي رجولته من الاهتزاز، بحيث يعمد إلى الحفاظ على صورة للذات تكون متوازنة أمام المجتمع، بالرغم مما تعاني منه الذات من سلخ وانهزامية، ليس في نطاق صراعي ولكن في نطاق مدى توافق الاستجابة مع العنف والاعتداء. وهناك مظهر آخر للعنف تجاه الرجل، يتمثل في كونه يتحمل سلوك زوجته ونهجه موقفا متسامحا حفاظا على استقرار الأسرة والعمل على امتصا التوتر للحد من تداعياته، ولاسيما إذا كان بينهما أبناء.أما بالنسبة للتعامل مع هذا النوع من العنف، فبحكم صعوبة الحصول على معطيات، فهو يتطلب أولا الكشف عنه وعن مظاهره، وعن العوامل الفاعلة فيه، بأدوات علمية أو من خلال الملفات الأمنية أو القضائية، فيما إذا كانت هناك شكايات (حتى لا نعكس تواطؤا ضمنيا في تكريس المنحى النمطي المتمثل في عدم الفضح الكاشف عن حقائق الظاهرة)، وكذلك تحديد طبيعة شخصية ضحاياه، ونفس الشيء عن نوعية صاحباته. آنذاك يمكن العمل على التواصل حوله بتعبئة وتحسيس المعنيين به، أي الدفع بسلوك البوح بهذا العنف والكلام فيه ليس بغاية تجريم الفاعلة ولكن سعيا للحد منه. مما يقتضي معه وجود مختصين ليس فقط للإنصات والوساطة، ولكن أيضا للمرافقة النفسية وللزوجين معا

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.