لا سلاح يعلو على سلاح العلم والمعرفة

أي دور للمثقف؟ وأي تأثير له في سيرورة ما حصل وما سيحصل، ومدى مشاركته أساسا في صياغة الوعي الجمعي. وكيف
تتصل فاعليته بدور ناهض وحقيقي للمنظومة التعليمية التي هي الرهان. وكيف نجعل اليوم من المنظومة التعليمية رهانا
لضمان تنمية حقيقية وآلية لفهم ما يدور حولنا من متغيرات وأحداث تستدعي منا التسلح بكل أدوات البحث والمعرفة؟ لعله الإشكال الكبير والخلاصة التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان مع حالة التردي التي أصبح عليها واقع المجتمعات العربية التي احتضنتها فعاليات جامعة « العرب غدا » في ظل المتغيرات الأخيرة، والتي جعلت نخبة من المثقفين العرب خلال ندوة المعتمد ابن عباد الصيفية، بمنتدى أصيلة، في تشخيصهم لهذا الواقع يقرون بأهمية التعليم ودوره في تشكل الفكر العلمي والمعرفة الموضوعية بالعالم والكون، بحيث تصبح ثقافة مجتمعية، لا سيما وأن كافة المؤشرات تدل على أن الإنفاق في مجال البحث العلمي وكذا معدل الإنفاق الطلابي يبقى دون المطلوب بكثير في الدول العربية، بالمقارنة مع دول كالهند مثلا، أو دول جنوب شرق آسيا. بل أكثر من ذلك وكما أكدت وزيرة الإعلام البحرينية، في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، من إننا شعب لا نقرأ وإذا قرأنا لا نفهم، فهل مصيبتنا حقا في تعليمنا ؟ أو على الأصح في الكيفية التي تدار بها المنظومة التعليمية في بلدانا ككل ؟ لقد رأينا كيف اختلف تأثير المجتمعات التي مر منها قطار الربيع العربي، كلما عم الجهل وارتفعت نسبة الأمية كلما سيطرت لغة العنف والسلاح. أكثر، فليبيا، ما بعد القذافي، كشفت كيف أن استثمار الدولة في الأسلحة كضمان لقوتها حولت البلد إلى ثكنة عسكرية أغرقت أبنائها في حمامات دم داخلية قبل أن تحقق طموحاتها المرضية في بسط نفوذها في دول الجوار أو تحقق وهم التصدي للهجمات الخارجية، ولو تم استثمار هذه الطموحات في التعليم لربما كنا نعيش سيناريو مختلفا لليبيا ما بعد القذافي. بالمقابل وجدت ثورة الياسمين، في تونس أرضا خصبة لتعميق نقاش حقيقي التي أدتها، فلو لم تجد انتفاضة البوعزيزي، ابن الشعب، « الخفيفة » لإرساء مقومات الدولة الحديثة على الرغم من الضرائب نخبة حقيقية لما نجحت الثورة في هذا البلد. ولعل تداعيات ما بعد الربيع، التي تغرق المجتمعات العربية في حروب طائفية أوجدتها عوامل داخلية من تهميش وفقر، وجهل وأمية، أكثر من أي مؤمرات خارجية تؤكد مدى حاجتنا اليوم إلى عقول تفكر أكثر من أن تنفذ، تدبر عجلة التغيير ولا توقفها دفاعا أو خوفا على مصالح خاصة.

حاجتنا اليوم إلى عقول تفكر أكثر منأن تنفذ، تدبر عجلة  التغير ولا توقفها دفاعا أو خوفا

ونحن نستقبل موسما دراسيا جديدا، نلفي أنفسنا معنيين بالانشغال والعمل على كيفية إعادة لهذا الجيل الثقة في سلاح العلم وكيف نعد الأجيال القادمة بمقومات التحليل العقلاني وتقبل لغة الحوار ومنطق الاختلاف؟ كيف نجعل من مقاومة سكان غزة درسا كبيرا في الصمود والتحدي؟ أكيد نحتاج مع كل هذا إلى إعادة النظر في منظومة القيم التي تحكمنا، نحتاج أن ندرس في الفصول التحضيرية لتعلم أبجديات المواطنة الحقة وأسس التنمية المستدامة.

مع كل هذا ماذا أعددنا لدخولنا المدرسي والثقافي الذي لم نضمن معه حتى الرتبة الأخيرة ضمن أفضل خمسمائة جامعة في العالم ؟ هل مدارسنا وجامعتنا مؤهلة بما يكفي لاستعاب كل ما يدور حولها، ومواكبة متطلبات المرحلة ؟ هل منظومتنا التعليمية قادرة على رفع سقف التحدي في محو نظرتنا القاتمة إلى المستقبل وفي كسب ثقة مجتمعاتها ورفع شعار أن لا سلاح يعلو على سلاح العلم والمعرفة؟ وإن إصلاح التعليم في بلدانا يحتاج إلى إرادة حقيقية توفر مختلف المتطلبات المادية والمعنوية واللوجيستيكية، تعيد الاعتبار للمدرسة العمومية وتوفر بنية حقيقية للتعليم في العالم القروي، تأخذ بعين الإعتبار كل الإكراهات السوسيو اقتصادية والثقافية، لكن قبل ذلك أن تعمد إلى تثبيت آليات فاعلة ودائمة للتتبع، تضمن سير واستمرار كل المشاريع أو المبادرات التي تحسب على الفئات المستهدفة في القرى والمناطق النائية والتي تتحول مع مرور الوقت إلى أشباح مشاريع تصرف من ميزانية الوزارة الوصية دون أن يكون لها وجود حقيقي في أرض الواقع شأنها شأن العديد منالبرامج   « الإصلاحية » و « التنموية » وما أكثرها.

 

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.