لا يمكن القضاء على داعش إلا بعد عشرين سنة تقريبا

يعتبر د. محمد بن حمو، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، تنظيم‭ ‬داعش، ظاهرة معقدة لا يمكن المراهنة على نهايتها إلا بعد عشرين سنة تقريبا،… إذ القدرات التي تبديها الظاهرة في إمكاناتها القتالية، والمرونة في تجنيد المقاتلين، وتمكنها من تطوير وسائل تواصلها وتحصينها من الاختراق، يقدم مؤشرات على أن داعش اليوم، في غير الجماعات الجهادية التي عرفتها المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضي.

من منطق الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية كيف تقربنا من ظاهرة داعش ؟

ظاهرة داعش هي الجيل الرابع من الإرهابيين، وهي تمثل نوعا جديدا من الحركات والتنظيمات الإرهابية التي تتطور بشكل سريع. فإذا أخذنا على سبيل المقارنة الحرب الأفغانية التي جندت منذ الثمانينيات إلى الآن 5000 مقاتل أجنبي، فإن سوريا في السنوات الثلاث فقط، بلغ عدد مجنديها من الأجانب 38 ألف مقاتل. إذن ما بين 30 سنة التي قضاها الأفغان في الاستقطاب والتجنيد، وبين ثلاث سنوات على التحاق المجندين من غير الجنسية السورية بسوريا، هناك فرق كبير في الأعداد الداعمة للقتال والقتل. لذلك عندما نشتغل على ظاهرة داعش مع الخبراء والمختصين، نشتغل على ظاهرة ستعرف المزيد من التطور لن تكفينا عشرين سنة للسيطرة عليها. والاشتغال لا يجب أن يكون منعزلا أو منفرد، بل بتعاون دولي مكثف.

ما الذي يميز داعش عن باقي التنظيمات الإرهابية التي سبقتها زمنيا أو التي تجايلها حاليا؟

بكل تأكيد هي ظاهرة اجتماعية وسياسية معقدة وفيها نوع من المرضية، لكن لا يمكن اعتبارها استثنائية. الاختلاف هو أنه في الثمانينيات، كان الملتحقون بمقاتلي الأفغان لهم قناعات إديولوجية إسلامية، اليوم المجندون في “داعش” ليست لديهم أية قناعة. لذلك فإن القتل عند القاعدة وما قبل القاعدة كان يتم بمواصفات- ولئن كان القتل في النهاية هو نفسه- إلا أنه عند تنظيم داعش هو قتل من أجل القتل. مما يعني بأننا اليوم خرجنا من ظاهرة الجهاد الإيديولوجي، إلى الإرهاب العدمي، كما دخلنا لعبة موت لا قيمة فيه للحياة البشرية. وكلما تأملنا كيف يتم التعامل مع الرهينة التي لم تعد قيمتها في حياتها، كما في السابق، حيث كانت موضوع تفاوض وتبادل المصالح، فإنه اليوم يبقى الهدف لدى داعش، هو زرع الرعب في الكل. والدليل هو طريقة تعامل التنظيم وبالتحديد البغدادي مع توقيف «زوجته» في لبنان مؤخرا. فقد أظهر الفيديو تفاعلا مع الحادث بلجوء داعش وزعيمه إلى تهديد مضاد وتصعيدي، من خلال الشروع في ذبح جندي لبناني، والتهديد برفع عدد قتلاه من الجنود مع كل تأخر في إطلاق الرهينة. فكانت تلك رسالة منه على عدم التنازل، دون اعتبار للرهينة، كون العلاقة بالمرأة لدى التنظيم لا تقترب من أية تفاصيل إنسانية أو عاطفية أخرى، إلا باعتبارها أداة جنسية. لذلك قلت إنها ظاهرة معقدة، ولأول مرة نصادف حركة راديكالية تسيطر على أجزاء من تراب دول، وتغير معالم خريطة هذه الدول، حيث أزاحت الحدود وبدلت تسمية البلدان. كما أنه لأول مرة تنصب حركة إرهابية سلطتها وتستخلص أموالا، وتنشط تجاريا. اليوم داعش تعطي 1500 دولار لمقاتليها، وتصرف عليهم امتيازات، وتتاجر في تصدير البترول، وتقوم بإدماح ناس في مناصب شغل. واليوم ليس التنظيم هو من يبحث عن الناس، بل هم من يبحثون عنه دون حصر لمستوى اجتماعي معين. فحتى من التحقوا بالحلم الأوربي، صاروا من مقاتلي التنظيم بالعراق وسوريا. لذلك عندما نقارن بين داعش والتنظيمات الجهادية السابقة، نجد أن الأخيرة كانت لها إديولوجية فكرية، لكن بضعف في قدراتها العسكرية والقتالية والمادية والتواصلية. غير أنه بالنسبة للتنظيم الداعشي نجد أنفسنا أمام جماعة لها قدرات كبيرة، تفرض حروبا لا تماثلية. وهي مرحلة فقط من المراحل التي ستجعلهم ينتقلون لفضاءات آخرى. لذلك من الخطأ الاعتقاد بأن التنظيم سينتهي بمجرد قتل قائده أو زعيمه، هم لهم رؤوس قيادية متعددة، وهو عامل قوة بالنسبة إليهم.

هل هذا مؤثر في موازين القوى اليوم؟

هو مؤثر فعلا، لأن لهم قدرات كبيرة، ولوجستيك قوي، وتمكن في نفس الوقت من قيادة معارك في مناطق مختلفة، وتحصين أنفسهم لتوفرهم على آليات استخباراتية كبيرة تجعل منهم حاضنة لقدرات متطورة في قنواتهم التواصلية غير المخترقة، كما هو الشأن بالنسبة للكثير من مواقع الدول التي تم اختراقها.

وفق نظرية المؤامرة داعش وليد دول عظمى، لها مصالح في المنطقة؟

لا أريد السقوط في الأبعاد السياسية لهذه النظرية، من منطلق أن لا حق لنا في ذلك. فقط أؤكد أنه من خلال كل الحالات التي درسناها من أفغانستان إلى العراق إلى سوريا وإلى نيجيريا ثم إلى مالي، لا يمكن لأي حركة إرهابية ولا جهادية، أن تعيش إذا لم تستفد من بيئة حاضنة، تترك عقدا محلية، قادرة على التطور والتفاعل مع من يقدم لها البديل، أو يستميلها على أساس الضعف الذي تعانيه. لذلك يتم استغلال المجال الذي يعاني من الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية بشكل كبير، لصالح هذه التنظيمات التي تصبح داخلها حياة الفرد مشروع قاتل أو مقتول.

عائلات المقاتلين المغاربة في داعش لعلها انطلاقا من دراسات مركزكم هي أصناف ؟

هناك نوعان من العائلات على الأقل، العائلات المتشبعة بالفكر المتطرف، خصوصا التي كان لأحد أفرادها أو أكثر سابقة إجرامية، بسبب الالتحاق بالجهاديين الأفغان أو غيرهم. وهي عائلات خلقت لنفسها نمط عيش اقتصادي على هامش المجتمع، بالانخراط في أدوار اقتصادية تبعدها عن حاجتها للدولة. كما خلقت لنفسها نظاما اجتماعيا، لا يستجيب للشكل المتطور للحياة من حيث اختيار التعليم في المساجد، نفس الأمر بالنسبة للعلاج الذي يبقى تقليديا..، كما أن شكل لباسها يدخل في خانة المختلف عن سياق المجتمع. وبكل تدقيق، هي تميل للعيش خارج المؤسسات. حتى الجانب «العاطفي» لهؤلاء، فيه سهولة في الارتباط والتجديد أو التعدد. لذلك هم لا يعتبرون أطفالهم ملكا لهم ولا مسؤولية لهم عليهم، بل ملكا لله، مما يجعل الاستجابة للجهاد مقدمة على كل شيء، وفي هذه الحالة، تسهل عملية تجنيد فرد من أفرادها من قبل من التحق بالتنظيم عبر التواصل، الذي غالبا ما يكون بوسائل التواصل الاجتماعية الحديثة. النوع الثاني من العائلات، هو الذي تفاجأ فيه تلك العائلات بمصير أحد أبنائها بعد الالتحاق بالتنظيم الجهادي أو الإرهابي. وغالبا ما يكون العلم بالخبر، لحظة إبلاغها بوفاته أو اعتقاله. وفي كل الحالات، هناك وضعية استثنائية بالنسبة إلى كلا العائلتين، حيث أن مشاعر الحقد تتمكن منهم في حالة قتل أحد أفرادها. وبالمقابل تخلق هذه الوضعية بالنسبة للأمن، عامل مراقبة وتتبع لمعرفة ما إذا كان الملتحق بالجماعات القتالية له اتصال مع العائلة، سواء بخلفية تدعيم التوجه الجهادي بعناصر جديدة، أم غيره.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.